المحتوى الرئيسى

وصيتى: «خذوا بثأرى»

02/16 08:55

قلت في يوم من الايام: «سابتسم في وجه قاتلي، وسينتصر سلاحي علي سلاحه، ومن يدري، لعل ابتسامتي تلك تجعله يعيد التفكير في اللحظه الاخيره».

وحيث ان البعض يعتقد ان مسلسل الاغتيالات السياسيه قد بدا، فانني احب ان انشر جزءا من وصيتي، والاعمار بيد الله.

اذا قُتِلْتُ فاني اعلن اليوم وانا في كامل قواي العقليه والنفسيه انني قد سامحت قاتلي، ولكني لم اسامح من غَرَّرَ به او حَرَّضَه.

واوصيكم بان تاخذوا ثاري من القاتل الحقيقي، وذلك بان تكونوا يدا واحده، وبان تعملوا سلميا لاتمام التحول الديمقراطي في مصر، وبان تحققوا مطالب الثوره لهذا الشعب العظيم، بكل الطرق السلميه، وان تستانفوا العمل السياسي والثورى بكل الطرق السلميه كما بداناه.

اوصيكم ان تاخذوا ثاري بان تنبذوا العنف، وان تمنعوا كل من يجركم اليه، وان تتاكدوا ان العمل السلمي هو الطريق الوحيد، وان الثار الحقيقي لكل شهداء الثوره هو ان تصبح مصر بلدا عظيما ديمقراطيا متقدما يتسع لكل ابنائه، ولا يُقْصَي فيه اي شخص او جماعه، ولا يستاثر بخيراته اي فرد او فئه.

ليس معني كلامي ان تديروا الخد الايمن لمن صفع الخد الايسر، وليس معناه ان يسقط الحق الطبيعي في الدفاع عن النفس، بل اتحدث عن منهج العمل السلمي الذي يرفض العنف اساسا للعمل السياسي.

خذوا بثاري بالبناء لا بالهدم، واعلموا ان شهداء هذه الثوره العظيمه لو عادوا الي الحياه وقيل لهم اننا لم نقتل احدا من قاتليكم، ولكننا اقمنا حكما ديمقراطيا حقيقيا، وتداولا للسلطه، ومنحنا الناس حق الاختيار حق الحياة الكريمه، لو قيل لهم ذلك لكانوا اسعد الناس بهذا الانجاز العظيم الذي لم يكن ليتم دون دمائهم.

الثار الحقيقي هو ان تصبح مصر دوله حديثه، وان تتخلص من معارك الماضي، واحقاد الماضي، ونُخَبِ الماضي، وان تشق الطريق الجديد الي التقدم، دون وصايه من احد، ودون الخضوع لاي املاءات من اي جهه خارجيه، او من اي قوي داخليه.

خذوا بثاري ولكن دون ان تتخيلوا ان الثار يكون فقط باراقه دمِ فردٍ مسيَّرٍ لا يعلم حقيقه ما يفعله، بل ربما يقتل وهو يظن انه يتقرب الي الله، فهو يفسد وهو يظن انه يحسن صنعا.

خذوا بثاري بقتل الحقد في الصدور، وبزرع الحب في الافئده، واعلموا ان كل قطره دم سالت ما سالت لكي تصبح مصر بلدا يقتتل فيه الناس بعد وئام، ولا لكي تصبح ساحه للمعارك السياسيه التي لا تنتهي، لقد سالت الدماء لكي يمنح الناس حق الاختيار، فامنحوهم هذا الحق بالعمل، ولا تجعلوهم يختارون بين السيئ والاسوا، او بين الغبي والأغبى، او بين الرمضاء والنار.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل