المحتوى الرئيسى

حبيبي ظروفه صعبة وأختي بتعايرني

02/13 11:18

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.. انا فتاه عندي 21 سنه، اتخرّجت من الجامعه الحمد لله، وخلال فتره الجامعه اتعرفت علي شاب يكبرني بـ3 سنوات، حبيته اوي وهو كمان حبني اوي ووعدني انه يتجوزني، بس ظروفه كانت صعبه.

دلوقتي الحمد لله الظروف بتبتدي تتحسن واحده واحده، والحمد لله اشتغل وجاب شقه صغيره والحمد لله، انا كنت سمعت حلقه كانت عن الجواز وايه اللي ممكن العروسه تتنازل عنه، وعجبتني فيها شويه افكار عن الفرح اننا ممكن نعمل حفله صغيره ونفرح برضه.

بس انا ليّ اختي متجوزه واحد مرتاح ماديا اوي ما شاء الله، وهي دايما بتتكلم معايا علي اساس ان كل حاجه سهله بالنسبه لها سهله بالنسبه لي، بس هي للاسف بتبقي صعبه اوي بالنسبه لي، يعني هي جوزها معاه عربيه تقعد تقول لي لا ده العربية دي بتفرق اوي في كل حاجه وانتي عمرك ما هاتحسي بقيمتها الا لما جوزك يكون معاه عربيه، هي ماشي ممكن تكون بتقول كده عادي بس هي بتخليني من جوايا احس ان انا ناقصني شيء.

هي برضه عملت فرحها في فندق 5 نجوم واما باقول لها انا ممكن اعمل فرح صغير تقول لي طيب جوزي وعيلته يقولوا ايه، وهو جوزها اصلا مش بيكست وبيقعد يعيّب علي كل حاجه ومافيش حاجه بتعجبه، بتقول لي يعني تروحي تشتغلي في حته وتقدمي سندويتشات بقي والحاجات دي! ده ساعتها جوزي مش هايسكت، فرديت عليها وقلت لها خلاص مش عاجبه مايبقاش ييجي.

انا الحاجات دي بتاثر اوي علي نفسيتي وبتخليني افكر في حاجات كتير، اقعد اقول لنفسي طب انا ليه مش اخد حد غني اوي كده، وارجع اقول لا بس انا بحب حبيبي ومش متخيله حياتي من غيره، واقعد اسال نفسي واقول هو ليه ناس معاها فلوس كتير اوي وعايشه مرتاحه اوي وناس معهاش خالص، وارجع استغفر ربنا علي كلامي ده واقول الحمد لله احسن من غيري.

بس ليه دايما الناس حتي اقرب حد ليّ مش بيقدّر ظروف شباب اليومين دول، يعني انا ايه ذنبي ان جوزها مرتاح ومعاه فلوس وانا حبيبي بيكوّن نفسه ولسه في بدايه حياته، وتقعد تقول لي ده لو جه لك بابا هايقول له اطلع بره عشان وظيفته مش ثابته.

بجد باتضايق اوي من الكلام ده ومش عارفه اعمل ايه، وهي اصلا من ساعه ما اتجوزت واختي عاشت اللحظه مع اهل جوزها ومابقتش معايا زي الأول، مع ان يعني الغني فيه الاغني منه، انا تعبانه نفسيا جدا ومتضايقه اوي؛ ارجو الرد.

بدايه شكرا جزيلا علي ثقتك في موقعك "بص وطل" وارجو ان تلاقي كلماتي صدي لديكِ، فانت والحمد لله فتاه عاقله، كثيره الحمد والشكر وهذا اكثر شيء اسعدني في شخصيتك.

عزيزتي.. الرضا والقناعه كنزان من كنوز الدنيا يهبهما الله لمن يريد، وانظري حولكِ يمينا ويسارا فلن تجدي اي انسان الا ولديه ابتلاء، وكلما رضي وصبر اقترب من السعاده الحقيقيه.

ليت اختك تعي هذا جيدا، وليتها تفكر جديا في الاصلاح من شانها ومن تفكيرها، وتعي ان السعاده ليست في المال، رغم اني متاكده ان هناك شيئا ينقصها وتعوضه بهذا الحديث عن المال والمظهر.

تعالي نتخذ من بعض عباراتك مفاتيح للحديث لنتوصل الي الاجابه علي سؤال واحد، هل هذا الشخص جدير بان تصبري عليه وتتمسكي به؟

"اشتغل وجاب شقه صغيره والحمد لله"، اجل الحمد لله ولكنه ايضا انسان جاد طموح يبحث عن مصلحته ولم يجلس لينتظر السماء تمطر عليه مالا وسعاده وزوجه صالحه باذن الله تعالي.

الانسان المتمسك بعلاقته بربه الذي تتطابق افعاله مع اقواله، يحدد اهدافه ويبحث عن سبل تحقيقها، يحترم صوره الفتاه التي يسعي للارتباط بها احتراما لا يخدش حياءها، ويثبته بان لا يكون سببا في ابعادها عن ربها او احراجها امام اهلها، هذا هو الانسان الذي ادعو الله ان يوفقكِ معه.

"ممكن نعمل حفله صغيره ونفرح برضه"، ليت المال يجلب سعاده كامله، ليتنا نستطيع ان نضمن سعاده انفسنا فكيف لنا ان نحكم علي سعاده الاخرين.

سبحان الله! فعلا الفرحه في القلب وكلما كان قلب الانسان واهدافه وطموحاته مرهونه بارضاء الله زادت فرحته، هل تعلمين لماذا؟ لان الله يضفي حلاوه من نوع خاص واطمئنان وعد به عباده الراضين الذين لا يلجئون الا اليه.

وسؤال اوجهه لاختك: وماذا سيفيدني ان اسد افواه الحضور وارهق نفسي والانسان الذي رزقني الله به؟! من قال لكِ ان الانسان الذي يهوي الكلام لن يتكلم عن الفرح او الشبكه او الفستان او الماكياج او العريس وبذلته ووسامته من عدمها، او البوفيه مفتوح ام اطباق تقدم علي الطاولات او الترحيب او مكان القاعه او صعوبه الوصول للعنوان، او..؟!

تذكرت هنا حكايه جحا وابنه وحماره، حينما راه الناس هو وابنه يسيران بجانب الحمار قالوا لماذا لا يركب احدهم عليه، وعندما ركب جحا قالوا ليس في قلبه رحمه، وعندما نزل وركب الابن قالوا الطفل لا يحترم والده، وعندما ركبا علي الحمار معا قال الناس ما هذه القسوه؟!

ذكّري اختك اذا كانت نسيت او تناست ان الناس لا تستطيعين ارضاءهم مهما حاولتِ، وان الانسان اذا شغل نفسه بارضائهم فلن يلتفت الي حياته ابدا.

"هي بتخليني من جوايا احس ان انا ناقصني شيء"، هل تعرفين ما هو هذا الشيء؟ انه ثقتك في نفسك وفي من تحبين، عزيزتي.. رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يكن غنيا بالمال حينما اطلق عليه قومه الصادق الامين، ولا عندما تزوج بأم المؤمنين خديجه.

كان غني النفس علي خلق عظيم، فقط هذه الصفه التي اذا توفرت في انسان يعرف حدود ربه، وعلي توافق نفسي وفكري وشخصي مع انسان اخر سيستطيعان معا باذن الله مواجهه مشكلات الحياه التي لا حصر لها.

انتِ ادري من اختك بصفات هذا الشاب وطموحه ورغبته في الارتباط بك، وفوق هذا كله تستطيعين التمييز بين الانسان الذي توافق افعاله اقواله والشاب الذي يتحدث ويعطي وعودا ولا يفكر مجرد التفكير في تحقيقها.

ولا اقصد ابدا ان عبارات الحب والوعود التي طالما قطعها بعض الشباب علي انفسهم، لكن ان تكون مقارنه بالفعل والحفاظ عليكِ كزوجه للمستقبل وليس الحب الأول الذي يجرب فيه كل مشاعره.

"انا ليه مش اخد حد غني اوي كده"، لو كنتِ تثقين في نفسك وفي من تحبين لما سالتي هذا السئوال، ورجاء عزيزتي تذكري ان القناعه كنز لا يفني وان الله لو اراد لخلقنا جميعا اغنياء المال، لكنه خلق لكل منا كنزا فقط اذا لم ينظر الي غيره وقال لماذا انا ولماذا هو وما الي هذه العبارات التي يزينها لنا الشيطان ونفسنا الاماره بالسوء.

"هو ليه ناس معاها فلوس كتير اوي وعايشه مرتاحه اوي وناس معهاش خالص"، ببساطه لان الله يختبر مدي صبر وايمان وتمسك الاثنين بحدوده.

فلا تظني ان المال نعمه دائما، فقد يكون نقمه، فالله لم يعطِ الناس المال ليتكبروا ويغتروا به وليعاملوا الاخرين علي انهم اقل منهم، لم يعطه ليقللوا من شان الاخرين ويضغطوا علي نفسيتهم ويضطروهم الي مثل هذا السؤال وغيره من الاسئله.

ولكنه اختبار وابتلاء، فهل سيدفعون الزكاه، هل سيحسنون للاخرين؟ هل سيستخدمون هذا المال فيما احله الله؟ هل سيزيد من ايمانهم وحبةم لله؟ هل سينظرون الي من هم اقل منهم ويحمدونه جل وعلا علي ما رزقهم به؟ هل.. وهل.. وهل..؟

اما الناس اللي معهاش، فايضا هذا هو ابتلاؤهم في الدنيا، فهل سيصبرون ويبحثون عن السبل الحلال لكسب لقمه العيش؟ هل سينظرون الي المال علي انه وسيله ام غايه؟ وهل سيحاولون اكتشاف الكنوز الاخري التي رزقهم بها الله، ومنها راحه البال والاجتماع علي طاوله طعام مباركه، والضحكه التي تملا الحياه بهجه، باختصار "الرضا والقناعه"؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل