المحتوى الرئيسى

عفواً زوجتك «COLD» | المصري اليوم، أخبار اليوم من مصر

02/09 22:03

ما اشد حاجتنا في هذا الزمن المرتبك الي ثوره «اجتماعيه» تواجه ركام وركاكه الطقوس والعادات السيئه في حياتنا، ما اشد حاجتنا الي الاصغاء لصوت المفكر «سلامه موسى» «بغير مجتمع سوي، لا حياه سياسيه ناضجه»، ما اشد الحاجه الي صوت د.سيد عويس وهو يقول محذراً «المراه ليست نصف المجتمع، بل المجتمع كله»، ما اشد احتياجنا الي صرخه «أمينه السعيد» «افهموا النساء اولاً وبعدها تضمنون بيوتاً سعيده»، ذلك ان الرجوله ليست شارباً «يقف عليه الصقر» «ولا هي شخط ونطر سي السيد المبجل»، والانوثه ليست تصغير او تكبير الصدر ولا هي شفط البطن ولا نفخ الوجنات او الشفاه، انما حياه الرجل والمراه هي تناغم وتلاؤم وحميميه ووئام وسعاده زوجيه تبدا كما يقول فيلسوف انجليزي: «من غرفه النوم» المحاطه دوماً بالغموض والملفوفه بالخجل، ولكن شاعره عربيه كبيره ثقبت هذا الخجل، اذ قالت سعاد الصباح تصف الرجل في احدي قصائدها «ياكل الثمره وينام» وقالت الاديبه ليلي عسيران عن المراه «علي فمها قفل اجتماعي فلا تبوح»، وقال نزار قباني «خمسون عاماً ادافع بالشعر عن المراه.. لكي تثور»، غرفه نوم المراه المصريه مرتبه وفرش السرير يتغير كل صباح، ولكنها تضم زوجين لا يتصارحان، تضم زوجين يلتقيان ولا يتلقيان، تمضي السنون واقفال الصمت الثقيله تحكم السرير الذي ينامان عليه.. هو يريد سبع نساء في امراه بينما هي - في الواقع المُعاش - تحل ميراث الامهات عن الجدات «تادبي ولا تصدري صوتاً في علاقتك الحميمه ولا تعلني عن كونك سعيده او تعيسه وتظاهري بالرضا في كل الاحوال»! ميراث اجتماعي راسخ في خلفيات النساء لانها موضوعات مسكوت عنها ولازالت الزوجه تتصور ان «الطريق الي قلب الرجل، معدته»! وعندما يشكو الزوج الي الطبيب سوف يقال له «عفواً زوجتك بارده».

ان الزوجه البارده - ان صح التعبير علمياً - ليس ذنبها، انما ذنب تقاليد ممجوجه اعتدت علي جزء من انوثتها خصها الله به، وجزرته بجهل عن طريق دايه بمشرط جاهل، وحين فقدت هذا الجزء فقدت المتعه مما يرهق الزوج ويعذبه «عدم التوافق» ومن هنا دخل الحشيش والترامادول غرف النوم، ومن هنا ظهر «اللبان الجنسي» و«الفياجرا الانثويه» بقصد اثاره الزوجه والتمتع بحياه جنسيه «فوق الوصف»! كل هذه الاعلانات الكاذبه الفاحشه تخاطب المراه التي وقعت ضحيه الاعتداء الاثيم من «ميليشيات» الجهل والتخلف علي جزء من كيانها كانثي فدمرت سعادتها وقلصت رغبتها وهي حق اصيل لها، لقد دخلت التعاسه بيوتاً كثيره، فوراء الابواء حكايات ليست مجالاً للمناقشه، لا تملك زوجه متربيه ان تصرح بانها «لا تستمتع باللقاء» والا اعتبرت «فاجره»!! ولذلك صار وراء الجدران «عتاباً مكتوماً» وصندوقاً اسود يحوي اسرار بيوت.

من هنا ايضاً - وبكل صراحه - تدخل «العلاقات الخاصه» الملعب.. وتصبح المراه الساخنه التي تعبر عن نفسها وتتفاعل، هي «الكنز» الذي يبحث عنه الزوج ويحدث في اغلب الاحيان الطلاق المبكر وربما المؤجل، اما في صعيد مصر، فالدايه تاتي في الخامسه صباحاً لتقوم بالجزر بمشرطها الذي لا يرحم بنات في عمر الزهور، فاذا تالمت بصوت عال «كتموا نفسها» لمنع الصراخ، والطبيب - غير مرحب به - تماماً باسم التقاليد.

لا يزال الجنس هاجسنا وصداعنا الدائم ولا تزال كلمه sex تعني الخلاعه، رحم الله الكاتب اللبناني جبران خليل جبران حين قال: «شيء من الخلاعه مطلوب في غرفه نوم زوجين متحابين»، ومازالت الكنيسه ترفض الختان العشوائي للبنات، اي ترفض التشويه للاعضاء التناسليه الانثويه، الغريب ان البيت المصري يعتقد ان ختان البنت - مهما كان حجم الاعتداء - يتم «حفاظاً علي عفافها» ومن اجل ان تكون «هادئه ومؤدبه»، ولاتزال البرامج التليفزيونيه التي تخاطب نساء بلدي، تحدثهن عن تخسيس الارداف وطريقه عمل البشاميل «اسلوب طلاء الاظافر».

ما مناسبه الكلام عن المسكوت عنه في حياتنا؟ تلك الدعوه التي تلقيتها ومسرحها غداً الاحد في منتصف النهار.. من المجلس القومي للمراه في احتفاليه اليوم الدولي بعدم التسامح مطلقاً ازاء تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية.. انها دعوه متحضره من السفيره ميرفت التلاوي وهدفها هز المجتمع النائم وكان المراه تمثل صفراً بل اصفاراً علي الشمال، ان المجلس القومي للمراه يركز علي عباره «عدم التسامح مطلقاً» ازاء التشويه المتعمد عن جهل لانوثه المراه، ويا سواد ليل اي نائبه في مجلس نواب او شوري تثير هذا الموضوع في زماننا المتاخون. وقد تلقي هذه الدعوه - من ميرفت التلاوي - صيحات غبيه وهمجيه ومتخلفه. ما المانع؟ فلولا «اللون الاسود» ما عرفنا الابيض ولولا «غباء بعض الناس» ما استطعنا ان نتعرف علي ذكاء الكثيرين!

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل