المحتوى الرئيسى

بالفيديو.. في مراكش بيوت من التراث العربي بروح عصرية

01/30 15:18

يبدو ان مراكش هي من المدن القليله في العالم التي ما زالت تحفظ تاريخها وحضارتها عن ظهر قلب، ولاجل ذلك، كان جميلاً ان يعاد استثمار هذا التاريخ عمارة تعيد صياغه الماضي وفق رؤية هندسيه لها خلفيه تاريخيه مراكشيه في البناء والتاثيث للدور والاقامات السكنيه.

ومراكش التي هي مدينه حضاره وتاريخ عريق يُذكّر بالمرابطين الذين اسسوها، والموحدين الذين ابدعوا المناره وصومعة الكتبية، والسعديين الذين ما زالت قبورهم تُذكر بتاريخهم وعظمتهم، والعلويين الممتد حكمهم الي اليوم، تُعرف كذلك بالمدينة الحمراء. وهو تعريف اخذته من لون المباني وسمره اهلها وأشعة الشمس التي تسكن سطحها. كما انها مشهوره ايضا بحيويه وخفه دم اهلها، الشيء الذي جعلها تعرف بتسميه اخري هي البهجه.

واذا كان تاريخ مراكش بارزاً بشكل لافت في الكتب والاثار، فان حاضرها يصنع المتعه والسحر ليوزعه علي سكانها وزوارها.

ولانها صارت وجهه مفضله فقد كان ضروريا ان يرافق كل ذلك نشاط عمراني يلبي حاجيات الحاضر، عبر بنايات للسكن الدائم او فنادق ودور ضيافه تستقبل سياحاً زائرين.

ويعيش بمراكش اليوم اكثر من سبعه الاف اجنبي، معظمهم فرنسيون، سكنوا المدينه التي سكنتهم بسحرها وجمالها وعمارتها وديكوراتها، التي منحتهم شكلا اخر للعيش والحياه مغايرا لما الفوه في بلدانهم.

معظم اجانب مراكش، ممن فضلوا الاستقرار بها، اختلطوا بناسها عبر حارات ودروب المدينة القديمة، ومنهم من سكن «اوريكا» او «البالموري» او شارع «جليز».

ويلتقي السياح الاجانب في انهم يؤثثون لاقاماتهم، سواء كانت فيللا او شققاً او دوراً قديمه اعيد ترميمها من جديد، بديكورات من تراث المدينه وتاريخها وصناعتها التقليديه، حيث الاثاث التقليدي يوحد شكل وجماليه البيت، سواء عبر فناء المسكن او الصالون التقليدي او بيت النوم او المطبخ والحمام البلدي، او عبر لوحات تشكيليه، غالبا ما تعيد رسم معالم المدينه بالريشه وزيت الصباغه، وذلك حتي تاتي متناسقه مع المناخ العام للمسكن، وبالتالي مع باقي قطع الاثاث والاكسسوارات، التي يحيل تناسقها الي رؤيه معينه للديكور، كل هذا في علاقه بالزليج البلدي (البلاط) والزرابي التقليديه (السجاد) والاضواء والفوانيس. اما النوافذ فغالبا ما تبقي مفتوحه علي نهار المدينه واضواء ليلها.

وفي مراكش، ليس ضرورياً ان يشتري المرء لوحه لبيكاسو بملايين الدولارات لكي يزين بها مسكنه، ذلك ان لوحه تساوي الملايين قد تبدو غريبه بين اثاث مغربي الطابع ينادي اكثر علي لوحه رسمها فنان هاو حاول الاقتراب اكثر من المناظر التي توفرها ساحه جامع الفنا بحكواتييها ومغنييها ومطاعمها او البنايات الاثريه او النخيل الذي يلف المدينه. في هذه الحاله، تصير لوحه عاديه وبسيطه في شكلها وثمنها اكثر تناسقاً مع مناخ السكن والاقامه من لوحه بيكاسو المليونيه الثمن والباذخه بفرادتها. واللافت للانتباه ان اواني الطبخ كـ «البراد» (الابريق) والكؤوس والطاجين، مثلاً، صارت تغادر المطابخ لكي تتحول تحفاً فنيه وديكورات تزين الاقامات، لا سيما بعد ظهور حرفه تزيين الخزف بالورود والنقوشات ذات الالوان الزاهيه.

من جانبهم، يبدو المراكشيون، الذين جذبهم في السابق بريق عماره الغرب واشكال ديكوره واثاثه، كما لو انهم كانوا في حاجه الي الاجانب لكي يتذكروا ما يوفره لهم تاريخ وحضاره مدينتهم من غني وسحر في العماره، ولكي يعيدوا اكتشاف صناعة تقليدية مغربيه صار يتهافت عليها الاجانب بشكل لافت.

في السابق، ترك المراكشيون سوق السمارين، وما توفره الصناعه التقليديه من مصنوعات خزفيه وجلديه وستائر وكراس وارائك وزراب، وتهافتوا علي مصنوعات قادمه من فرنسا والهند وايران وتركيا علي وعد ان توفر لهم اشكال ديكور وزينه مختلفه.

ويري بن امشيش محمد السعيد، صانع تقليدي من مراكش، ان الاجانب كان لهم فضل كبير في اعاده الاعتبار للصناعه التقليديه بمراكش، وهو شيء شجع الصانع التقليدي المغربي ودفعه الي تطوير صنعته.

ويؤكد بن امشيش ان هذا الواقع الجديد قد جعله يدمج الفن في الصناعه التقليديه، من جهه توظيف الخطين العربي والامازيغي او الرسم، مما يعني ان الصناعه التقليديه صارت تتطور عبر اضافات ولمسات فنيه تلبي انتظارات المعجبين، فضلا عن انها صارت تخرج من اسواقها المعتاده لتقترب اكثر من عشاقها، سواء في مدن المغرب او في الخارج، من خلال المعارض التي صارت تنظم بانتظام.

وتحمل حاله الانتعاش التي تعرفها الصناعه التقليديه علي مستوي في الحفاظ علي أصالة الديكور والتاثيث للبنايات اكثر من معني وافاده، فهي من جهه تجعل ابن البلد مرتاحاً وقانعاً ومفتخرا بماضيه وجماله، فضلاً عن انها تمنح الزائر الاجنبي، خصوصاً القادم من مدن الحضارة الغربية بعمارتها وديكورها الخاص والمختلف، فرصه اكتشاف اشكال جديده للعماره والبناء والديكور.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل