المحتوى الرئيسى

الفرار من الحوار

01/29 08:28

يتعامل البعض مع فكره الحوار في مصر باعتبارها عملا مشينا، بينما لا تسمع لهؤلاء (المحترمين) صوتا عن شهادات ضحايا حفلات الاغتصاب الجماعي في ميدان التحرير ــ وباسم الثوره ــ التي تجاهلها اعلام العار المختبئ في احراش النضال المزيف.

الشهادات عن وقائع اغتصاب فتيات بشكل كامل في الميدان مفزعه، وكما نقل موقع «ايلاف» الالكتروني عن الدكتوره ماجده عدلي مدير مركز النديم لتاهيل ضحايا العنف فان «المركز استطاع توثيق ثلاث حالات اغتصاب جماعي في ميدان التحرير في الذكري الثانيه للثوره، وتحديدا يوم السبت 26 يناير الحالي، مشيره الي ان عمليات الاغتصاب تتم بطريقه ممنهجه»

وينقل الموقع ذاته عن مصادر في المجلس القومي للمراه «ان المجلس استطاع توثيق 23 حالة اغتصاب جماعي في ميدان التحرير، خلال اليومين الماضيين، خلال احياء الذكري الثانيه لثوره 25 يناير».

وهذه الحوادث الكارثيه لم تجد من يهتم بابرازها بالطبع لان بارونات الشحن وصناع الحرائق وتجار الخراب لا يتورعون عن استخدام اكثر اسلحه الكذب والتضليل فتكا لكي يسبغوا غطاء ثوريا وشرعيا علي جريمه حرق مصر.

وعجبا لمن يخجلون من الجلوس الي الحوار للبحث عن مخرج من الجحيم المشتعل في مصر، بينما يتعاملون مع هذه المصائب الاخلاقيه وكانها لم تقع، او انها شيء عادي لا يستحق الاهتمام او الشعور بالخجل.

ويدهشك ان عددا من نجوم الثوره قرروا مقاطعه عمليه حوار انعقدت بمشاركتهم خلال الاسبوعين الماضيين بحجه ان انباء هذا الحوار تسربت الي وسائل الاعلام، وعلم الناس بها، ومساء امس الاول كان من المفترض ان تنعقد الجلسه الثالثه من حوار بين رموز من مختلف الوان الطيف السياسي في مصر، بمبادره دعا اليها النائب السابق حاتم عزام واستجاب لها اعضاء في جبهة الإنقاذ منهم عمرو حمزاوي وعمرو الشوبكي وباسل عادل ومصطفي النجار وأحمد سعيد وزياد بهاء الدين، بالاضافه الي شخصيات من احزاب غد الثوره والحريه والعداله والنور والبناء والتنميه، مثل عصام سلطان ومحمد محسوب ومحمد البلتاجي فضلا عن شخصيات اخري مستقله مع حفظ الالقاب للكافه.

وكان الهدف من هذه اللقاءات هو اطلاق مبادره للتواصل الانساني بين مكونات العمليه السياسيه في مصر تقول للمجتمع ان مصر ليست غابه مسكونه بوحوش السياسه، وانه بالامكان تكوين جبهه ضمير وطني يتشارك فيها فرقاء الثوره ترسل اشارات للجمهور بان التعايش ممكن وان الصراع يمكن ان يدور بشكل انساني متحضر وفقا لميثاق شرف سياسي بعيدا عن لغه الدم والحريق.

غير ان المفاجاه كانت اعتذار عدد من اعضاء جبهه الانقاذ عن مواصله التحاور، لكن المفاجاه الاكبر كانت في مبررات الاعتذار وهي ان الحوار انهتك سره، وصار علنيا.

وفي حدود فهمي المتواضع فان الجلوس للتفكير في وسائل تعفي مصر من حمأم الدم ليس فعلا قبيحا ولا اثما حاك في صدور الفارين منه وخشوا ان يطلع عليه الناس، خصوصا عندما يكون هذا النقاش بعيدا عن الاشكال الرسميه والحزبيه، وغير محكوم بشروط او املاءات، الا ما يمليه ضمير اي وطني يحترم دماء شعبه ولا يستثمرها في بورصه السياسه.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل