فنانو "هرم سيتي" يتألقون في قصر الفنون (صور)
في هذا المعرض الذي يختتم مساء غد، حالة من التواصل بين أجيال عديدة من الفنانين؛ فنجد فنانين من سن العشرينات وحتى ما بعد الخمسين من العمر، أعمالهم جبنا إلى جنب في "الصالون الأول لفناني هرم سيتي" المقام بـ"قصر الفنون" بالأوبرا، الذي يعرض تجارب فناني هرم سيتي التي أنتجوها في مراسمهم خلال ثلاث سنوات مضت.
كانت الفكرة بمبادرة شركة "أوراسكوم للإسكان التعاوني" بأن تنشئ قرية للفنانين التشكيليين كمساهمة منها للإبداع التشكيلي المصري، وقد سكن هذه المراسم مجموعة من الفنانين منهم الكبار والشباب الذين أنتجوا أعمالهم في حالة من التواصل بين الأجيال المختلفة، في حراك فني وثقافي كانت أولى نتائجه هذا المعرض، الذي رعته إعلاميا "شبكة الإعلام العربية محيط"، ونظمته شركة "أوراسكوم" بالتعاون مع قطاع الفنون التشكيلية التابع لوزارة الثقافة، وشارك فيه نحو 52 فنانا وفنانة من تلك المراسم، بالإضافة إلى مشاركة إحدى عشر فنانا سوريا كضيوف شرف لدعم مسيرة نضال الشعب السوري لنيل حريته. وقد كرم هذا المعرض ثلاثة فنانين هم: أحمد شيحه، محمد الطراوي، وتهاني العادلي.
قال الفنان د. صلاح المليجي الذي افتتح المعرض: "مع انطلاقة جديدة وهامة على الساحة التشكيلية يسطع "صالون هرم سيتي" في دورته الأولى؛ ليضيف للزخم زخما وللقيمة مكونات جديدة تؤكد حرص جميع أبناء هذا الوطن على إعلاء راية الفن والفكر والتعبير.. منضما في هذا المعترك الوطني الأصيل أصحاب الأعمال والاستثمارات ليكونوا كتفا مع المؤسسة االحكومية، متعاونين ومتعاهدين على الحفاظ على أسم مصر ومكانتها العالمية كمهد للفنون وأرضا خصبة لكل صاحب إبداع حقيقي.. آملين أن تكون مدينة "هرم سيتي" بمراسمها النموذج والقدوة لمزيد من اسهامات رؤوس الأموال الخاصة، وبأهمية دورها المجتمعي الوطني في النهوض بوتيره التطور والتقدم على كافة المستويات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، والتي اتاحتها لمجموعة متميزة من الفنانين المصريين لتوفير مناخ يحفز على التخيل والإبداع، في حراك مصري خالص تتضافر فيه كل الجهود من أجل مصر حاضرها ومستقبلها".
يستهل المعرض أعمال مجموعة كبيرة من الفناني، ولأول مرة لم تكن هذه الساحة في مقدمة المعرض حكرا على الفنانين الكبار فقط، لكنها ضمت أعمال فنانين كبار وشباب؛ فنجد في مقدمة القصر عملين نحتيين تجريديين للفنان محمود الدويحي. وعندما ندخل القاعة نرى تماثيل الفنان طارق الكومي، الذي تناول أشخاصه بأسلوب تجريدي يحمل تقسيمات هندسية. وفي نفس الساحة نجد منحوتات الفنان صلاح حماد الذي عرض ثلاثة أعمال، أثنين بورتريه مجرد من التفاصيل يحمل حلول هندسية للوجه، وراقصة الفلامنكو التي تجردت هي الأخرى من التفاصيل، مهتما بتعبير الجسد الذي لخصه في حركة الخط العضوي الخارجي للمنحوتة المعبرة عن تلك الرقصة.
الفنان السوداني معتز الإمام قدم أربعة لوحات تميزت بتكويناتها اللونية الثرية، وصياغته للرموز التي استخدمها من الطبيعة في بناء تشكيل محكم في أعماله. كما عرض الفنان خالد زكي عملين من الحجر إحداهما لطائر مجرد معتمدا عن الحلول الهندسية في صياغة الطائر.
الفنان أحمد شيحا قدم مجموعتين من اللوحات، الأولى لوحات ملونة تعبر عن البيئة المصرية برؤيته الخاصة، أما المجموعة الثانية فهي لوحات من المنحوتات البارزة مستلهم تكيونها من جداريات المصري القديم في كتاباته بجنب الرسوم في تقسيمات معينة باللوحة، كما تناول في عمل آخر ثلاثة أشخاص يقفوا في مقدمة العمل مع المبالغة في استطالة الجسد بالنسبة لحجم الرأس الصغير.
وعرضت تهاني العادلي مجموعة كبيرة من الخزفيات استقلت جزءا من ساحة العرض؛ حيث عرضت الإناء الخزفي بأشكال متنوعة، ونماذج لمقاعد خزفية صغيرة الحجم، بالإضافة إلى الأطباق الخزفية، والبلاطات التي اتخدت شكل اللوحة المعلقة على الحائط.
وفي نفس القاعة نجد لوحتين بورتريه جرافيك أبيض وأسود للفنان تام عاصم غير مهتم بتفاصيل الوجه مع الاهتمام بقوة التعبير. بجانبه عمل مكون من ثلاثة لوحات للفنانة ولاء متولي والتي ترسم "البناني" من زوايا متنوعة لتبرز من جمالها والإتقان في رسمها منفردة سابحة مع لون الخلفية وكأنها ترسم بورتريها لها كل مرة من زاوية مختلفة. بجانبها لوحتين رسم للفنانة أسماء الدسوقي برعت خلالهما بتصوير إحدى البيوت الريفية بكل تفاصيلها من خلال الأبيض والأسود وإظهار الظل النور.
وعرضت رانيا آدم مجموعة من أعمال الحلي في فاترينتين توسطا قاعة العرض، قدمت فيهما مجموعة من الأقراط والأعقاد ذات أشكال وخامات متنوعة.
وعندما نصعد مجموعة من السلالم لنصل للقاعة الثانية سنجد في الواجهة لوحات الفنان محمد طراوي، الذي لم يعرض في الصالون أعماله المائية الشهيرة عن الطبيعة، لكنه عرض مجموعة من اللوحات تناول خلالهم الإنسان االمصري غير مهتم بالتفاصيل، لكننا نجد أشخاصه في مجموعات، يمتزجوا مع المجموعات اللونية التي تشكل خلفية اللوحات ليبدو وكأنهم يسبحون في ثنايا اللوحة، كما كان للون دور مهم في التعبير عن حالة هؤلاء الأشخاص، ففي لوحة نجده يستخدم ألوانا صاخبة تعكس حالة الصخب التي يعيشها الأشخاص، وفي لوحة أخرى نجده يستخدم ألوانا هادئة تعكس رومانسية هؤلاء الأشخاص.
قدم الفنان محمد بنوي أربع لوحات مستخدما خامة الموزاييك الذي برع من خلال تلك الخامة الصعبة الاستخدام أن يظهر شكل الموديل، مهتما بالضوء والظل وإظهار جماليات الجسد وبنسبه الواقعية.
وتعرض الفنانة إيناس الهندي ثلاثة بورتريهات لامرأة، كما قسمت الخلفية إلى مساحات شبة هندسية تحوي خطوط زخرفية شكلت بها تلك الخلفيات في كل مساحة بلون، مستخدمة في بعض الأحيان اللون الذهبي. كما عرض النحات عمر طوسون بورتريهين إحداهما لرجل والآخر لامرأة مهتما بتعبيرات تلك الوجوه. في حين قدم الفنان محمد طلعت لوحتين لموديل مجردتين من التفاصيل، مرسومتين على خلفية ذات تقسيمات هندسية مستخدما اللون بشكل مسطح، بينما تظهر الأجساد مع العنف في استخدام اللون وتلك اللمسات الخطية التي تتناثر على أجزاء الجسد.
أما الفنانة غادة عبد الملك فتعرض مجموعة من اللوحات، ترسم في إحداهما رجل والأخرى لمرأة نصفها العلوي عاري، وفي لوحة أخرى ترسم قطين بااللون الأسود على خلفية تقسمها إلى مساحات هندسية كما في باقي لوحاتها. كما تعرض الفنانة أحلام فكري لوحتين كبيرتين مستخدمة اللون الأحمر الساخن المائل إلى البرتقالي، إحداهما لغرفة مهتمة بإظهار محتوياتها من مائدة طعام تحوي طبق فاكهة، وفاظة زهور، وتمثال نصفي، وكرسيين إحداهما يعبر عن وجود شخص وحيد يجلس عليه في عزلة، كما توجد لوحة على الحائط تعكس صورة التمثال، ومن بعد تدخل امرأة عارية من الشرفة التي يقف على سورها عصفور. وصورت اللوحة الثانية ثلاثة سيدات عاريات يقفن بداخل بحر ممتلئ بالورود الحمراء اللون، يبدو السيدات مستكينات وكأنهن مستمتعين بالمياة ورؤوسهم تبدو كرأس التماثيل.
في حين عرضت الفنانة الأجنبية روسانا كورادو عدة منحوتات من بينها بورتريهات برونز لرجل وامرأة يقف كل منهما على سن رفيع في إتزان مع كتله الرأس بالأعلى، كما عرضت منحوتات لأشخاص برؤية مبالغة في سمك الجسد الرفيع للغاية، وكل قاعدة للعمل نجدها بشكل يتناسب مع المنحوتة.
وعرض الفنان والناقد يوسف ليمود مجموعة لوحات تبدو كتكوينات لونية لأشكال شبة هندسية في علاقات حميمية مع الأشكال العضوية على سطح اللوحة، بالإضافة إلى استخدامه بعض الرموز. ويعرض الفنان طارق الشيخ ثلاثة لوحات لأشخاص برؤيته الخاصة، مستخدما تكوينات لونية زادت من ثراء اللوحة وعلاقتها بالأشخاص والخطوط التي تتشابك وتتناثر على السطح.
الفنان أسامة محمد علي عرض بورتريه لرجل، وطائر يحمل تقسيمات هندسية. كما قدم الفنان عماد عبد الوهاب بورتريهين لامرأة في لوحتين كبيرتين مع الاستطالة في الوجه واهتمامه بالتعبير. وعرض الفنان محمد هريدي ثلاثة لوحات رسم في إحداهما فراشة، والثانية ديك، والأخيرة معزة مع استخدامه المميز للون ذات الحس الفطري. وقدم النحات أيمن سعداوي منحوتات برونز لثور، وامرأة جالسة في استرخاء، وغيرها تسير مندفعه للأمام ماسكة في إحدى يديها مفتاح الحياة، وفي اليد الأخرى بردية.
وقدم الفنان أشرف رسلان خمس لوحات أثنين لموديل امرأتين عاريتين، والثالثة طبيعة صامتة، وفي اللوحتين الأخيرين رسم ملابس امرأة ورجل ملقاة على سريريهما كدليل وجودهما بالمكان. وبجانبه أعمال الفنان عماد إبراهيم التي كانت كالملاحم تمثل جميعا مجموعة من الأشخاص يحاولون إزاحة صخرة كبيرة وقعت على الأرض، مهتما بتصوير تفاصيل المشهد الذي يحوي أعداد لا حصر لها من الأشخاص وكأنهم في عهد مضى.
وفي الفوتوغرفيا صور الفنان محمود عبد الرحمن ثلاثة مشاهد من الطبيعة إحداهما للرمال تبدو وكأنها بملمس الرمل، بالإضافة إلى صورتين ملونتين وكأنهما لوحات تجريدية معتمدة على التكوينات اللونية المتناسقة، فهو اقتنص مشاهد من الطبيعة مسلطا الضوء عليها لتبدو وكأنها لوحات مرسومة. كما عرض الفنان أحمد شبيطة مجموعة من الصور الفوتوغرافية لمشاهد من الجدران ذات مجموعات لونية جمالية.
وقدم الفنان ياسر جاد أربعة لوحات أثنين يرسم فيهما الماعز وهم يدلوا برؤسهم تجاه الأرض، أما اللوحتين الأخيرتين فهما عن شالي في سيوة أهتم خلالهما بإظهار الظل وسطوع الضوء.
وعرضت الفنانة مروة فراج عمل مكون من مجموعة لوحات على خلفية سوداء، عبارة عن تصميمات خطية بدت بعضها وكأنها مسارات لطرق أو شوارع، مستخدمة موزاييك من الخرز ذات ألوانا متنوعة، فأحيانا ما يغلب على عمل اللون الموف الرومانسي، وأحيانا أخرى الأزرق بدرجاته السماوي والكحلي والأخضر والأحمر، في تكوين متناسق لونيا بين جميع لوحات العمل.
كما عرض الفنان القذافي حسن أربعة أعمال بخامة البرونز يبدو وكأنهم أشكال نباتية مجردة. كما عرض الفنان جوزيف الدويري ثلاثة بورتريهات أهتم خلالها بإظهار تعبير الوجوه واستخدامه للملمس اللوني.
وقدمت النحاتة حنان الزيني مجموعة من الأعمال بخامة البوليستر عبارة عن أشكال شبة هندسية متنوعة، استغلت تشكيلاتها في تسريب أحاسيس مختلفة للمتلقي، كالأشكال التي توحي بالصعود، وغيرها بالاتزان والاستقرار، ومنها ما يوحي بالحركة، مستخدمة ألوان شفافة تظهر منحوتاته من الداخل.
وفي غرفة مستقلة بالمعرض قدمت الفنانة السعودية عبير المفتي عمل تجهيز في الفراغة بعنوان "السلحفاة الأخيرة"، عبارة عن رمال على الأرض ويصعد فوقها سلاحف من الأسلاك، وفي الأعلى يوجد سلحفاة مقيدة في صندوق حديدي.
وقدمت الفنانة أماني فوزي أطباق خزفية ملونة بالجليز، تحوي مجموعات لونية تبدو وكأنها لوحات تجريدية مرسومة على الأطباق. يماثلها الفنان سمير لبيب الذي قدم هو الآخر أطباق وبلاطات خزفية ملونة.
وتناول الفنان طارق مأمون أشخاصه من زواية استثنائية متنوعة، مستخدما ألوان مسطحة في خلفية اللوحات. كما قدمت آية الفلاح لوحتين ترسم فيهما امرأة تجلس على سريرها وكأنها في حالة استسلام، وفي اللوحة الأخرى تختفي نصف اللوحة خلف مساحة بيضاء اللون ويتساقط المطر وكأنها تبكي من خلفها.
ونرى بالمعرض أعمالا شبة هندسية دائرية أحيانا ذات قطع، وأحيانا أخرى شبة مستطيله وغيرها حرة للفنانة سامية عبد المنصف. وترسم الفنانة مريم عبد الوهاب بألوان الزهور المبهجة والصريحة خطوط متضافرة وكأنها تفصيلات مكبرة من نسيج جذور النباتات حين انشقاقا من الأرض.
ويعرض الفنان شادي أديب خمس لوحات لرجل دين أعلى رأسه هالة، وغيره يمسك بيده مركب من الورق رمز النجاه، ووجوه قبطية أشبه بوجوه الفيوم، كما رسم الجنية المعدني.
ورسمت الفنانة هدى فرح مجموعة من اللوحات عن المرأة في أوضاع مختلفة. في حين قدمت الفنانة حورية السيد مجموعة من الأعمال إحداها لامرأة من الزجاج يلتف جسدها في استطاله لينزل الجزء العلوي من الجسد أسفله بمرونة فائقة. كما عبر الفنان الزعيم أحمد عن طقوس الزار والتعاويذ السحرية في إحدى لوحاته، وفي أخرى صور أسرة من الصعيد تتكون من رجل وامرأته وتتوسطهما فاظة زهور.
وقدم الفنان عادل هارون مجموعة من أعماله الخزفيه، من بينها أعمال الطبول ذات الشكل الدائري منها الأبيض والأسود والملون، بالإضافة إلى بلاطات ملونة ذات ملمس ونتؤات وشرائح وكأنها أعمال تصويرة بخامات المختلفة.
Comments