المحتوى الرئيسى

أنصار الدين في مالي: من الجهاد إلى الحوار السياسي

01/24 15:43

تعد "جماعه انصار الدين" الاسلاميه اكبر التنظيمات المسلحه، من حيث العدد، في منطقه أزواد، شمالي مالي، رغم تاخر تاسيسها مقارنه بغيرها من الجماعات المسلحه هناك.

فهي تضم من 5000 الي 10000 رجل، بينما يبلغ عدد المنتسبين "للحركه الوطنيه لتحرير ازواد" من 2000 الي 3000 رجل، اما "القاعده في بلاد المغرب الاسلامي" فيعتقد انها تتكون من 3000 عنصر، في حين لا يزيد عدد منتسبي حركه التوحيد والجهاد علي 100 مسلح.

وقد اعلنت جماعه "انصار الدين" عن نفسها في شهر ديسمبر من عام 2011. ويقول الناطق باسمها، سنده ولد بوعمامه، "ان الظروف لم تسمح بتاسيس التنظيم الا بعد اضطراب الاوضاع في شمالي مالي، ودق طبول الحرب في المنطقه".

فجماعه انصار الدين تنظيم له جذور في تاريخ اهالي ازواد التحرري، منذ الاستعمار الفرنسي، الي استقلال مالي، عام 1960.

وكان قائد الجماعه اياد اغ غالي شخصيه بارزه في الحركه الشعبيه لتحرير ازواد، وشارك في المفاوضات التي رعتها الجزائر بين الحركه وحكومه باماكو في التسعينيات.

وساهم غالي في اقناع الاطراف المعارضه لاتفاق الجزائر وتثبيت الوضع في شمال مالي. وقد عينته حكومه باماكو عام 1992 قنصلا في جده، بالعربيه السعوديه.

وهناك انخرط في جماعة الدعوة والتبليغ التي لا تخوض في المسائل السياسيه، وانما تقتصر علي نشر تعاليم الدين وتعليم الناس.

وبعد سنوات عاد غالي الي منطقه ازواد وتحصن في جبال اغرغار، حيث قبائل الاوفغاس، التي ينحدر منها، من عائله ذات جاه وسلطه.

وهناك جمع الانصار والمؤدين، واعد السلاح والاموال للاعلان عن حركه جهاديه من مطالبها "بناء المشروع الاسلامي، والتركيز علي القضاء الشرعي، والتعليم والدعوه، وتصحيح عقائد الناس".

ولا تركز حركه انصار الدين في مشروعها علي منطقه ازواد التي نشات فيها، وانما تري من واجبها التوسع ب اهدافها "عبر الارض الاسلاميه في مالي وولاياتها".

وبعد الانقلاب العسكري وانهيار الجيش الحكومي في الشمال تحت ضربات الجماعات المسلحه، عقدت انصار الدين اتفاقا تنسيقيا مع الجماعات الموجوده هناك، وهي القاعده في بلاد المغرب الاسلامي، وحركه التوحيد والجهاد.

وبسطت الجماعه سيطرتها في شمال شرق مالي، بعدما هاجمت قاعدة عسكرية في مدينه اغهلوك فرب كيدال في يناير 2012، ثم سيطرت علي مدينه تساليت.

واستفادت "انصار الدين" من تجربه قائدها اياد اغ غالي العسكريه ونفوذه القبلي لتحكم سيطرتها علي الشمال الشرقي للبلاد، كما استهوي خطابها ونجاحها العسكري عددا من المسلحين انضموا اليها من "الحركه الوطنيه لتحرير ازواد".

وتعرف انصار الدين ايضا بعلاقتها بالحكومه الجزائريه. كما يوصف قائدها اغ غالي بانه "رجل الجزائريين" في منطقه الازواد.

مشاركه انصار الدين في مفاوضات واغادوغو مع الحكومه

وتعود علاقه اغ غالي بالحكومه الجزائريه الي التسعينيات عندما شارك في المفاوضات بين الحركه الشعبيه لتحرير ازواد وحكومه باماكو.

كما الطوارق، الذين ينتمي اليهم غالي وجماعه انصار الدين، يشكلون 1 في المئه من سكان مدينه تندوف ومنطقه الهقار في الجزائر.

ويرتبط الطوارق فيما بينهم بعلاقات اسريه وروحيه قويه بغض النظر عن الحدود بين الدول. وكان لطوارق الجزائر دور كبير في تهدئه الاوضاع وابرام جميع الاتفاقات بين حركه الازواد والحكومه في مالي من 1992 الي 2006.

وكانت الحكومه الجزائريه تعتقد بامكانيه عزل الجماعات المسلحه المرتبطه بالقاعده علي غرار القاعده في بلاد المغرب الاسلامي، والتوحيد والجهاد عن حركات ازواد، ومن بينها انصار الدين، علي الرغم من تبنيها "الجهاد وتطبيق الشريعة الإسلامية".

وحاولت "انصار الدين" التميز في منهجها عن الجماعات المرتبطه بالقاعده، عندما منعت عمليات الاختطاف واستهداف الاجانب في المناطق التي تسيطر عليها.

وسعت الي تحرير رهائن احتجزتهم القاعده في بلاد المغرب الاسلامي، والفصيل المنشق عنها، حركه التوحيد والجهاد.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل