المحتوى الرئيسى

أثريون يحذرون: القاهرة التاريخية في خطر ..واليونسكو تهدد بحذف مصر!

01/23 14:24

حذر امين عام اتحاد الاثريين العرب د.محمد الكحلاوى من مخاطر الفوضي بعد ثوره يناير، لافتا لعمليات السطو المسلح علي مخازن الاثار، ما ادي لفقدان مصر  كثير من اراضي الاثار بسبب التعدي عليها، ناهيك عن المتاحف التي تعرضت لللسرقه، بما يذكر بما فعلته امريكا في اثار العراق.

وقد استضاف المجلس الأعلى للآثار مساء امس الثلاثاء، المؤتمر الذي عقده الاتحاد العام للاثريين العرب بالتعاون مع قسم العماره بكليه الهندسه جامعة الأزهر تحت عنوان "اثار مصر وتراثها العمراني بين المخاطر والحلول"، في محاوله لرصد المخاطر والتداعيات التي تهدد سلامه اثار مصر وتراثها العمراني .

وقال الكحلاوي قائلاً ان المصريين اصابهم حمي البحث عن الاثار بصوره غير شرعيه، وساعدهم عللي ذلك غياب المحليات او فسادها، بالاضافه الي خروج بعض فقهاء الاعلام بدعاوي تحمل سموم التطرف الاعمي حيث يصفون اثار مصر بالاصنام والازلام التي يجب هدمها.

ودافع الكحلاوي عن وزير الاثار قائلاً انه لا يملك عصا موسي لحل مشكلات الاثار، مناشداً مؤسستي الرئاسه والقضاء التدخل، لافتاً الي ان الدستور الجديد الزم الدوله في ماده رقم 20 بحمايه الشواطئ، وصيانه الاثار وليس حمايتها، الامر الذي وصفه الكحلاوي بالكارثه.

ايضاً ما يزيد الطين بله براي الكحلاوي؛ صدور مرسوم رئاسي يخصم 20% من دخل الاثار لصالح الدوله، ليجهز علي ما تبقي من دعم مالي كان ينفق علي التدريب والترميم والصيانه وغيرها من الامور.

وعرض امين اتحاد الاثريين العرب خطه لحمايه اثار مصر من الاخطار، جاء فيها: ضروره القيام بعمل مسح ميداني دقيق من قبل مفتشي الاثار لازاله التعديات التي نالت من اثار مصر، انشاء قطاع امني خاص بالاثار يكون من ضمن مهامه ازاله التعديات علي الاثار، وتامين الاثار.

تحديد مسئوليه كل وزاره معنيه بالاثار؛ وهم وزارات الاثار والأوقاف والثقافه والمحليات، بالاضافه الي اعتماد خطه لصيانه وترميم الاثار، واخيراً تطوير اداره التعديات بوزاره الاثار وتخصيص موقع الكتروني لنشر صوور الاثار المسروقه والمفقوده.

اما سمير غريب رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري فبدا كلمته بمشاده مع عميد كليه الاثار جامعه القاهره الاسبق دكتور رافت النبراوي، بسبب مهاجمه غريب لثوره يناير، وتحميلها مسئوليه ما تشهده مصر من تخريب وضياع للاثار، حينها اعترض النبراوي قائلاً ان مصر قبل الثوره كانت تشهد فساداً وضياعاً للاثار كذلك،  وهو الامر الذي لم يتقبله غريب.

وواصل غريب مهاجمته للثوره قائلاً ان مصر لم تشهد في تاريخها مثل هذا التخريب الذي حدث في العمران المصري منذ فبراير 2011، مؤكداً ان المشكله الان اصبحت في المصريين انفسهم، حيث يدمرون ماضيهم ومن ثم حاضرهم ومستقبلهم.

ولفت الي ان جهاز التنسيق الحضاري منذ ثوره يناير قدم 37 بلاغاً الي النيابة العامة، تتعلق بتدمير مباني مسجله كاثار في التراث العمراني؛ ولم تبدا النيابه تحقيقاتها سوي في بلاغ واحد يتعلق بمبني عابدين الذي تم تخريب واجهته في احداث شارع الشيخ ريحان.

وذكر غريب قانون 144 لسنه 2006 بشان الحفاظ علي التراث العمراني المتميز، والذي يقضي علي كل محافظه ان تحصر المباني والمنشات التراثيه المتميزه لديها، ويصدر بها قرار من رئيس الوزراء للاعتناء بها والمحافظه عليها؛ والي الان هناك 11 محافظه لم تطبق هذا القانون.

كذلك مقار الحزب الوطني المنحل في المحافظات، به اماكن متميزه تريد الدوله التصرف بها، مشيراً الي ان الجهاز القومي للتنسيق الحضاري طلب ضم 6 مباني كمقار له في المحافظات، الا انه الي الان لم يتلق رداً.

ولفت غريب الي ان القاهره التاريخيه ليس لها حدود مكتوبه الي الان، ومصر لا تملك خريطه واضحه للقاهره التاريخيه رغم تسجيلها كاثر عالمي متميز، لافتاً الي ان الجهاز وقع بروتوكول تعاون مع منظمة اليونسكو من اجل تحديد حدود لقاهره التاريخيه، وتم ضم المقابر التاريخيه التي تطل علي صلاح سالم اليها؛ وسيتم اعتمادها مارس القادم.

  عرض مدير مركز احياء تراث العمارة الاسلامية بالقاهره دكتور صالح لمعي الي واقعه الاعتداء علي قصر "قازدوغللي" في ميدان سيمون بوليفار، قائلاً ان القصر بكل اثاثه اثري، وكذلك كل مكوناته من ابواب وشبابيك واسقف وحوائط، وجميعهم قطع فنيه اثريه نادره تم انتزاعها وسرقتها ويستطيع اي مصري ان يتوجه الي القصر ويري بعينه ما جري له.

واكد لمعي ان قصر "قازدوغلي" احد قصور مصر الاثرية القابعه في شموخ بميدان سيمون بوليفار، والملاصق لمبني مصلحه الأمن العام، قام البلطجيه واللصوص بعمل حريق متعمد بالقصر للتمويه، وتمت عمليات سرقه بحرفيه عاليه تحتاج الي وقت وخبره.

 القصر الذي بناه المهندس الفرنسي "ادوارد ماتاسك" عام 1900 للمليونير قازدوغلي، وتم تجديده منذ سنوات، يعتبر احد افخم القصور بجاردن سيتي، وقد نهب اللصوص محتوياته التي لا تقدر بمال، كما يشرح د.صالح لمعي مدير مركز التراث، بان المسروقات تضمنت فرشا وديكورات داخليه لا مثيل لها في مصر، والتاسيس الداخلي من دواليب وكونسولات ومدافئ مصنوعه من الرخام والمرايات البلجيكيه، واعمال زخرفه من النحاس تم فكها وسرقتها وخلع تجاليد خشب البندق مطعمه بالصدف وسن الفيل، واعمده خشب مطرزه باشكال طيور ونباتات.

ويؤكد د.لمعي ان الاعمال التي سرقت احتاجت لوقت طويل لفكها ونزعها، وانها تمثل ثروه مهمه تعبر عن التزاوج الحضاري والثقافي والفني بين الشرق والغرب، ويضيف، ليس ببعيد ان نري هذه المقتنيات الفريده معروضه في متاحف لدول مجاوره خاصه ان هذه العناصر غير مسجله بالمجلس الاعلي للاثار، وبالتالي لا يمكن استردادها طبقا لتوجيهات اليونسكو في استرداد المنقولات الاثريه المسروقه.

اوضح دكتور صلاح زكي خبير التراث واستاذ كليه الهندسه جامعه الازهر، ان القاهره بها حوالي 600 اثر اسلامي، يشكلوا اهم واكبر مجموعه اثريه في اي بلد في العالم.

تم تسجيل القاهره التاريخيه كجزء من التراث العالمي في اليونسكو، والتعدي علي القاهره التاريخيه بالبناء المخالف، والارتفاع بالادوار غير المصرح بها يؤدي الي انهيار هذه الابراج فوق الاثار، وهدم جزء من تاريخ مصر.

وقال زكي انهم احصوا المخالفات في حي الدرب الاحمر ووجدوا 60 مخالفه كبيره اي "عماره" اقيمت هناك؛ قائلاً: باعتباري رئيس جمعيه "الحدائق والمناطق التراثيه التاريخيه" قابلت محافظ القاهره، وعرضنا عليه الوضع هناك وكيف انه يتم بناء عمارات بارتفاعات شاهقه، رغم ان المكان لا يحتمل سوي 4 ادوار فقط. ورغم ان المحافظ تفهم الا انه لم يستطع تغيير شيئاً. لذلك جاء هذا المؤتمر ليتعرف الاعلام والجمهور علي التعديات والاخطار التي تهدد القاهره التاريخيه، وان تراث مصر في خطر الامر الذي يهدد الاقتصاد المصري الذي يعتمد علي السياحه والاثار.

واكد زكي ان اليونسكو اقامت مكتباً لها في القاهره، شانها شان البلاد التي ليس لديها مقدره علي حمايه الاثار، ولمتابعه تدهور القاهره التاريخيه المسجله كاثر انساني عالمي في اليونسكو. حيث انها مهدده من الحذف من قائمه التراث العامي. ولفت خبير التراث الي ان القاهره التاريخيه ضائعه بين وزاره الاثار ومحافظة القاهرة.

في ورقه بعنوان "دعاوي التطرف واثارها علي مستقبل الاثار العمراني في مصر" قال خبير التراث دكتور ابراهيم عامر ان اصحاب تلك الدعاوي لم يتعرضوا فقط لمحاوله هدم الاثار بل يسيئون الي الدين؛ وعرض لتاريخ هؤلاء المتطرفين في افغانستان حين حطموا تمثال بوزا، وفي 22 فبراير عام 2006 حين قام بعض المتطرفين بتفجير ضريح في سامراء.

وهكذا هدموا اضرحه في مالي، ونبشوا القبور في ليبيا، اما في مصر فهناك دعاوي لهدم الاهرامات وابو الهول، كما اسقط المتطرفون تمثال سونسرت الاول في المنصوره، ودخل بعض المتطرفين الي الحديقه اليابانيه وقاموا بتحطيم بعض تماثيل بوذا.

واكد عامر ان الاسلام دعا الي النظر في تاريخ الامم السابقه، كما ان الصحابه حين دخلوا مصر لم يفعلوا هذا، مؤكداً ان الاهرامات وابو الهول ليسوا اصناماً!.

عالج استاذ الترميم دكتور عاطف عبداللطيف في كلمته "اشكاليات الترميم وصيانه المباني الاثريه: المسرح القومي نموذجاً"، لافتاً الي ان المسرح القومي الذي حُرق كان يضم نظام اطفاء علي اعلي مستوي تكلف 6 مليون جنيهاً، ومع ذلك لم يعمل هذا النظام عند حريق المصنع، بسبب اهمال العنصر البشري، فقد كان يقوم مسئول الحراسه بفصله يومياً، - لانه يوقد النار ليلاً الامر الذي يجعل جهاز انذار الحرائق دائم الصفير- وفي الصباح يعيد تشغيله من جديد، ويوم حادثه الحريق نسي ان يشغل نظام الاطفاء صباحاً، ومن ثم حين شب الحريق لم يكن النظام يعمل!.

وطالب عبداللطيف بتاهيل وتوعيه الإفراد المطلوب منهم حراسه المباني الاثريه، وتدريبهم علي نماذج حرائق وهميه للتعرف علي العيوب، والتمكن من علاجها.

الكاتب والمؤرخ دكتور خالد عزب تحدث عن ثغرات قانون الاثار الجديد، الذي لم يعالج مشكلاتها علي حد قوله. منها علي سبيل المثال عدم ولايه وزاره الاثار علي المساجد الاثريه، والمدارس الاثريه الامر الذي يتيح سرقتها، لان حمايتها تكون مقسمه بين الاثار والاوقاف، وكل منهما يلقي بالمسئوليه علي الاخر.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل