المحتوى الرئيسى

ماليستان ..وجزائرستان!

01/19 16:15

"تخلّطت وتجلّطت وطلع خزها فوق ماها ... ليس هناك ربما اكثر دلاله من هذا المثل الشعبي الجزائري للتعبير عن التطور الامني الخطير في الجزائر، بعد الهجوم الارهابي في عين امناس وتدخل الجيش الجزائري هناك بتكاليفه الباهظه في الارواح وعلي صوره البلاد.

هذا التطور الخطير الذي يثير الجدل والتساؤلات والمخاوف، جعل الجزائر تتصدر هذا الاسبوع عناوين وسائل الإعلام العالميه ولابشع الاسباب واكثرها سلبيه .. كنت اتابع باسي وحزن اسم الجزائر يتردّد مرتبطا مره اخري بـ "الارهاب والموت" والاخطر من هذا بتشبيهات مخيفه تربط "منطقيا" ما حدث في عين امناس بالتدخل الفرنسي في مالي.. تشبيهات بين الوضع في الجزائر وجارتها الجنوبيه مالي، وبين الوضع في باكستان وجارتها افغانستان. قد تبدو هذه المقارنات "مفزعه" ولكن للاسف قد تصبح غير بعيده كثيرا عن الواقع خاصه مع التطورات التي تعرفها المنطقه والتي زادت "تخلطا" و"تجلطا" منذ التدخل الفرنسي في مالي، والتي كان انعكاساها علي الجزائر سريعا، وخلال بضعه ايام بذلك الهجوم الارهابي في عين امناس.. هذه التطورات الخطيره التي ترسمُ سيناريو "مرعباً" في المنطقه اسمه "ماليستان" من "جزائرستان"!.

الهجوم الارهابي في عين امناس، والذي يتردّد ان من يقف وراءه المدعو مختار بلمختار "الاعور" او "ابومارلبور" قائد ما يسمي بكتيبه "الموقعون بالدماء"، والذي لفت انتباهي ان الصحف البريطانيه مثلا افردت له مساحات معتبره، واجمعت علي وصفه بـ "مستر مارلبورو" لارتباطه بتهريب سجائر "المارلبورو"، من بينها صحيفه "التايمز" اللندينه، والتي عنونت بروفايلها عنه بـ"مستر مارلبورو .. اللص

(اوقاطع الطريق) الاعور ذو العين الواحده الذي تحوّل الي خاطف للرهائن"!، يثير اسئله كثيره مثلما يثيرها التدخل الفرنسي في مالي، ولعل ابرز هذه الاسئله: هل بدا "عش الدبابير" الذي حرّكته فرنسا بتدخلها العسكري في مالي .. تفريخَ سمومهِ في الجزائر؟!

تدخلٌ عسكريٌ فرنسي مازال يثيرُ جدلاً واسعا في الجزائر خاصه بعد اعلان باريس عن سماح المسؤولين الجزائريين وبدون تردّد بمرور الطائرات الفرنسية عبر الجزائر للقيام بعملها العسكري في مالي.

اللافت ان التدخل العسكري الفرنسي، الذي بدا في 11 جانفي 2013، اي عشيه السنه الأمازيغية الجديده 2963، وهو تقويم امازيغي وان يؤكد شيئا فانه يؤكد علي عراقه 4 مناطق ضاربه في عمق التاريخ بتقويم سبق ميلاد المسيح باكثر من تسعه قرون..عام امازيغي جديد بدا في الجزائر والمنطقه بتحديات ومخاوف من تداعيات التدخل العسكري الفرنسي في الساحه الخلفيه الجنوبيه للجزائر، اي في شمال مالي.. شمال مالي، الذي ربما يفوت البعض ايضا ان ما يجمع بينه وبين الجزائر ليس الجغرافيا فقط، انما التاريخ والدين وحتي التقويم الأمازيغي نفسه.

قد يكون عنوانُ مبرر التدخل الفرنسي هو مواجهه الجماعات الاسلاميه المسلحه، التي سيطرت علي المنطقه، لكن خلفَ هذا العنوان الكثير من التفاصيل والحسابات والمصالح في منطقه، الازمه فيها ليست جديده انما تعود الي ستينات القرن الماضي عندما الحقت فرنسا الاستعماريه سكانها وغالبيتهم من التوارڤ الازاواد بدولهِ مالي.. منطقه الازواد، التي من المفروض ان الجزائر تعرف فِخاخهَا وقنابلها الموقوته، حتي قبل استقلالها، اوليس الاسم الثورى لرئيس الجزائر الحالي عبد العزيز بوتفليقه اثناء الثوره التحريريه هو "عبد القادر المالي"، لكن هذه "المعرفه الجزائريه" يبدو انها اصبحت تَطرح اسئله اكثر مما تقدم اجابات!.

"معرفه جزائريه" غابت في مالي، ولكنها تبقي حاضره بقوه في "التخلاط السياسي" في الداخل، وفي هذا السياق اليس غريبا انه فيما كان دخان النيران الفرنسيه في مالي بدا التحليق في سماء الجزائر فان البعض كان يريد تغطيه دخان هذه النار ببالونات اختبار تطلعُ من تسريبات صحافيه عن الترتيبات المتعلقه بالانتخابات الرئاسية المقبله.. وبالون اختبار جديد يتراقص علي نغمه جديده عنوانها ليس العهده الرئاسيه الرابعه.. انما العهده الثالثه والنصف! ( علي وزن الوحده ونص!).

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل