المحتوى الرئيسى

"الدلالة" تفرض هيمنتها على سوق الذهب في الجزائر

01/15 10:35

تتربع علي عرش سوق الذهب في الجزائر شبكات "المافيا"التي تستغل ضعف الاجهزه الرقابيه للبلاد والظروف الاجتماعيه الصعبه للعائلات للتحكم في سعره وتسويق كميات معتبره من الذهب المغشوش الذي يتم تهريبه من الخارج، وشراء حلي ومسوغات النساء اللواتي فرضت عليهن الحاجه بيعها لمواجهه متطلبات الحياه باثمان اقل بكثير من السعر الحقيقي، حيث يعيدون تصنيعها ودمغها بمحلات سريه داخل البلاد. ويقدر المختصون ان اكثر من 500 كيلوغرام من المعدن النفيس يتم تداولها في السوق الموازيه من قبل هذه الشبكات. كما ان الخزينه العموميه تخسر سنويا ما يزيد عن 40 مليار دينار جزائري. وتشكل الظاهره خطوره كبيره علي الدوره الاقتصاديه وعلي العائدات الضريبيه، هذه الاخيره التي تتعرض للانتهاكات الكبيره ناهيك عن حجم الضرر الذي يتعرض له الزبون باقتنائه ذهبا مغشوشا في كثير من الاحيان.

ونظرا للارباح الكبيره التي يجنيها سماسره الذهب في السوق السوداء، وخاصه في فصل الصيف، فقد وسعوا من نشاطاتهم في كل الولايات، وازداد عدد "الدلالات" اللواتي ينتشرون في الشوارع والمؤسسات العموميه، واكثر من ذلك فقد توسع نشاط بيع الذهب الي الشباب العاطل عن العمل، وبعض الموظفات في المؤسسات العموميه، كالمستشفيات والوزارات، والذين وجدوا في تجاره المعدن الاصفر فوائد كبيره تعفيهم عناء البحث عن الوظيفه والوساطه التي توصّل اليها.

"دلالات" السوق السوداء للذهب في الجزائر

ففي شارع العربي بن مهيدي بقلب العاصمه، وقريبا من "زنقه العرايس"، يستوقف الماره منظر النساء المنقبات والمطرزات بالمجوهرات من مختلف الاشكال والاوزان، وهن يفاوضن امراه او يستجدينها من اجل البيع او الشراء بعبارات عذبه تغري للبيع او الشراء. عن ذلك تقول "الخاله مريم":"هذه التجاره ليست سهله، وتتطلب الحنكه والكثير من الصبر ومخاطرها اكثر من نفعها، فقد تخسر في لحظه ما كسبته في اشهر، وكثيرات تعرضن للسرقه في بيوتهن او اثناء العوده الي بيوتهن".

وتروي الخاله مريم، قصتها مع تحولها الي "دلاله" لـ dw عربيه فتقول: "بعد ان توفي زوجي، سنه 2002، لم اجد ما اعيل به ابنائي الخمسه، فدلتني جارتي علي احد التجار الذي يزودني بالقطع الذهبيه مقابل سعر معين، وانا وشطارتي في السعر الذي ابيع به"، وتضيف مريم" الحمد لله لقد استطعت تربيه ابنائي، واحد بالجامعه، والكبري تزوجت من سنتين". وتشتكي الدلاله مريم، من الدخلاء الجدد علي الشارع، "والذين، حسب رايها، افسدوا السوق ببيعهم الذهب المغشوش والمسروق، مما افقد الكثير من المصداقيه والنزاهه في هذا العمل الذي يعيل العشرات من العائلات".

البيع بالتقسيط وتسليم الي حين

وفي سوق باش جراح، ابتدع تجار السوق الموازيه للذهب طرق جديده لتنشيط تجارتهم، وهو البيع بالتقسيط، بعد الركود النسبي الذي عرفتها سوق الذهب بسبب ارتفاع اسعاره وغلاء تكاليف المعيشه. وقد اغرت هذه الطريقه الكثير من النساء العاملات والبنات المقبلات علي الزواج، حيث تؤكد نبيله، انها تعودت علي شراء الذهب بالتقسيط، وانها لا تستطيع شراء القطعه دفعه واحده بسبب المصاريف الكثيره التي تلتهم اجرها الشهري وغلاء سعر الذهب في الفتره الاخيره. ولذلك تتفق مع التاجر حول قطعه معينه وتسلم له اقساط كل شهر، لكنها لن تستلمها الا بعد استيفاء ثمنها. ويري احمد، صاحب طاوله لبيع الذهب في باش جراح، ان نشاطه تضاعف منذ بدا صيغه البيع بالتقسيط، وان علاقته بزبائنه قائمه علي الثقه.

في انتظار الزبائن بصبر جميل

الغش في النوعيه هاجس البائع والمشتري

وحول بيع بعض التجار للذهب المغشوش يؤكد احمد لـ dw "ان هناك بعض التجار يعرضون سلع مغشوشه، سواء ذهب ممزوج بغبره النحاس او مواد اخري، يصعب حتي علي الصائغ التاكد من مدي صحته ونقائه. ويضيف: "ان هؤلاء التجار يقف ورائهم "بارونات" الذهب المغشوش، حيث يزودونهم بالسلعه ويوفرون لهم الحمايه. وكثيرا ما يقع الزبائن ضحايا لهؤلاء التجار". ويتابع احمد: "حتي التاجر لا يسلم من الذهب المغشوش، حيث يقع بعض التجار في الفخ مثل الزبائن. وتحكي احدي زبونات احمد عن زميلتها في العمل "اشترت زميلتي عقدا بعشره ملايين سنتيم، وعندما عادت للبيت، شك زوجها في العقد، واخذه الي احد ورشات الصياغه ليكتشف انه ليس ذهباً خالصاً. وعند عودتهم للبحث عن البائع، لم يجدوه". ويعلق احمد، "ان اصحاب الذهب المغشوش ليسوا من المنطقه، وعاده ما يتجولون في كل المدن الجزائريه لاصطياد فرائسهم".

السوق السوداء تلتهم السوق النظاميه

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل