401 مليون جنيه خسائر بسبب إهمال المعدات والأفران

تواجه شركه الحديد والصلب المصريه ظروفا استثنائيه خلإل آلفتره الحاليه ربما تعد الاهم في تاريخ الشركه ومنذ نشاتها عام 1954.

ورغم ان الشركه عبر تاريخها الطويل مرت بالعديد من النجاحات والازمات الا ان ما حدث مع الشركه الاونه الاخيره يعد بحق حالة خاصه فمن  تهديد بالاعدام والتصفيه والخروج من السوق بسبب الخسائر المتواصله وغياب التطوير والتجديد في الشركه ومعداتها لعقود طويله، الي قرار بالتطوير الفوري والبحث عن مكتب عالمي يتولي دراسه التطوير لاعاده الحياه الي شرايين واحده من اهم وأكبر شركات الصناعات الاستراتيجيه في مصر .

التوقيت والاحداث بين القرارين لا يتعدي شهرين كان ملف الشركه والكارثه المعرضه لها امام مجلس الوزراء الذي اتخذ قرارا كما يقول المهندس محمد سعد نجيده رئيس مجلس اداره الشركه بتشكيل لجنه واسناد دراسه تطوير الشركه الي مكتب عالمي. وبحسب نجيده فان بدايه الشهر القادم سوف تحمل انباء ساره حول انتهاء كراسه المواصفات الخاصه بمكتب التطوير والذي تشارك كليه الهندسه جامعه القاهره في تحديد مواصفاته .

الامر لا يتوقف علي اطلاق مناقصه التطوير فكما يؤكد رئيس الشركه هناك اكثر من 7 دراسات لتطوير الشركه موجوده منذ عام 1977 والي 1999 ولكن نقص التمويل عائقا امام اتمامها وهذا التراخي في تطوير الشركه كان السبب الرئيسي في تدهور احوالها وتزايد خسائرها  ولكن الامل في استعاده مكانتها مازال قائما وممكنا ولكن كيف ؟ الاجابه في حوار رئيس الشركه .

< ما هو واقع الشركه الفعلي الان وكيف تسير اوضاعها خلال الفتره الحاليه ؟

<< الشركه في حاجه الي التطوير لانقاذها ومعداتها لم تر تطويرا حقيقيا منذ 30 عاما والحقيقه انه لا داعي لمداراه الوضع لان الصراحه فقط هي التي تنقذ الشركه من حالتها، والحديد والصلب شركه كبيره جدا بها كل المقومات التي تسمح لها بان تكون ذراعا اقتصاديا هام في مصر يكفي انها الشركه الوحيده التي بها كافه مراحل انتاج الحديد منذ مرحله الاستخراج الي الاستخلاص ثم التحويل وهي مراحل تحتاج عماله كثيفه ولهذا يعمل بالشركه نحو 12 الف عامل كما ان الشركه تستغل مناجم الحديد في الواحات والحجر الجيري في بني خالد  بالاضاقه الي الدولوميت من السويس اي ان الشركه تعمل بشكل متكامل ويتنوع انتاجها ما بين البليت والقطاعات الثقيله واللفائف و المسطحات وحديد التسليح والقطاعات المتوسطه وقد ادي اهمالها الي تراجع انتاجها وتردي احوال الافران .

< ما هي خطط التطوير العاجله التي لابد من انهائها اولا حتي تتمكن الشركه من العمل بطاقه جيده ؟

<< اهم مطالب تطوير الشركه هي تطوير خمس ماكينات التبليد وهي مصدر امداد الشركه بالاوكسيد بالاضافه الي تطوير وحده صب البليت وفرن البوتقة لتحسين جوده المنتج في الصب وتطوير الدرفله وماكينات الدرفله وتصل تكلفه التطوير الكامل للشركه الي نحو 2 مليار جنيه الا ان المرحله الاولي تتكلف في حدود 70 مليون دولار فقط وهو رقم بسيط اذا قورن بالعائد المتوقع من تطوير الشركه لابد من تطوير الفرن العالي الرابع والورش والمناجم وعمل وحده تسليح حديد جديده وكل تلك المراحل تسمح للشركه ان تصل الي مرحله التعادل وان توقف خسائرها ومن ثم تنطلق نحو تحقيق ارباح .

< وما هو الوقت المطلوب لتنفيذ خطط التطوير المقترحه ؟

<< الوقت للمطلوب هو 5 سنوات، اما المرحله الاولي فلن تستغرق اكثر من عام ونصف ولكن الامر يحتاج الي دعم الدوله وهو ما لمسته خلال لقائي مع الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهوريه ومع الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء ولكن الامر يحتاج الي قرار ايضا بتطوير شركه النصر للكوك والتي انهارت البطاريات بها تماما وتعد هامه جدا لشركه الحديد والصلب وبدونها تنهار شركه الحديد والصلب واذا كانت الحديد والصلب قد نجحت من خلال الورش الموجوده بها في عمل بعض العمرات للافران فان شركه الكوك في حاله صعبه والمفروض ان تحصل الحديد والصلب علي 1800 طن فحم في اليوم من شركه الكوك وبسبب تردي الاوضاع فيها فما يصلنا لا يتعدي 400 طن فقط ولهذا تراجع الانتاج الي حد كبير في الشركه .

< وكيف يتم حل تلك المعادله الصعبه ؟

<< هناك خطه ايضا للنهوض بشركه الكوك ولكن هذا قد يستغرق عامين ولحين اصلاح احوال الكوك نطلب ان يتم السماح لنا باستيراد الفحم ولمده 6 اشهر فقط وتصل التكلفه الي 20 مليون دولار فقط والشركه علي استعداد لسداد اي مبلغ تدعمها الدوله بها خلال هذه الفتره لان زياده الانتاج معناها ارتفاع المبيعات والتي شهدت خلال الايام الماضيه حركه بسبب ارتفاع الدولار حيث ادي الي توقف الاستيراد وبالتالي الاعتماد اكثر علي انتاج الشركه وللاسف انتاجنا انخفض من 100 الف طن شهريا الي 30 الف طن بسبب نقص الفحم .

< لماذا ارتفعت خسائر الشركه الفتره الماضيه رغم الاستفاده من قرار تسويه ديون شركات قطاع الأعمال العام للبنوك العامه وما هو تاثير ارتفاع اسعار الطاقه علي الشركه وميزانيتها ؟

<< خسائر الشركه في 2010-2011 كانت  344 مليون جنيه وزادت في 2011-2012 الي 401 مليون جنيه نتيجه لكل العوامل السابقه من تراجع الانتاج وتقادم المعدات .

واسعار الطاقه ادت الي زياده اعباء الشركه فمثلا ادت اسعار الكهرباء الي زياده تكلفه الإنتاج بنسبه 14% اما المشكله الاكبر فهي مع الغاز حيث ادي تحمل الشركه نحو 64 مليون جنيه العام الماضي والعدل يتطلب ان يتم دعم لاستهلاك شركه الحديد والصلب من الغاز في مراحل الاستخراج والاستخلاص والتي تستهلك نحو 60% من الطاقه  كما انها  المراحل التي تتميز بها الحديد والصلب عن سائر الشركات اما في مرحله التحويل فيتم حساب الشركه علي الطاقه مثل الشركات الاخري وفيما يتعلق بسداد ديون الشركه فهو ان كان قد اوقف نزيف الفوائد وادي الي افاقه الشركه من الديون الا انه لم يكن له اثر علي تطوير المعدات القديمه وللعلم فان بعض المعدات المستخدمه في الشركه منذ عام 1954 مثل فرن 1 و2.

< بماذا تفسر تحقيق شركات الحديد الخاصه ارباحا اكثر من الحديد والصلب المصريه ورغبه المستثمرين في دخول هذا المجال؟

<< السبب ان شركه الحديد والصلب تعمل من بدايه مراحل الاستخراج ثم الاستخلاص والتحويل وهذه المراحل غير موجوده في الشركات الاخري وتحتاج الي عماله كثيفه كما ان الحديد والصلب مصنع متكامل لديه مساحات كبيره واسطول نقل وسكة حديد وللاسف الخام في مصر نوعه غير جيد لدرجه ان كل طن خام يعطي نصف طن حديد وهذا ما دفع البعض ومنهم المهندس فؤاد ابوزغله وزير الصناعة الاسبق لاقتراح رفع نسبه التركيز في الخام عن طريق استيراد خام من الخارج وهو الاقتراح الذي يجري دراسته حاليا فضلا عن ان شركات الحديد  الان لا تستعمل عماله كثيفه كما انها تستورد حديد البليت وتعمل المرحله الاخيره فقط لانتاج الصلب .