المحتوى الرئيسى

مشارى الزايدى يكتب:ضاحي خلفان لا يبالي بـ«الإخوان»

01/11 14:12

يعجبني الشخص الذي يصر علي موقفه ورايه ولا يتاثر براي الجمهور، خصوصا اذا كان راي الجمهور هذا مغلفا بدعايه دينيه ووطنيه تمس سلامه المعتقد الديني للشخص ونزاهه موقفه الوطني، ومع ذلك يصر هذا المرء علي موقفه ويواصل الاستمرار علي رايه، وكما قال الشاعر العظيم احمد شوقي:

قف دون رايك في الحياه مجاهدا

طبعا هذا الاصرار علي الموقف لا يعني معانده المنطق والصواب واعتماد مبدا «عنزه ولو طارت»، فهذا ليس اصرارا علي الموقف والرأي، ولا يمكن اعتباره سلوكا مثيرا للاعجاب والاحترام، بل هو سلوك اقرب للبدائيه والمراهقه النفسيه والفكريه. ليس عن هذا نتحدث، بل عن الاصرار المبني علي حجه وبرهان وثقه بصوابيه الموقف، ما لم يظهر دليل اخر يغير الحال ويبدل الاحوال.

بعباره اخري، تعني التفريق بين الحجة والبرهان الذي يجب ان يخضع له الانسان العاقل، وبين التهويش والزعيق والدعايه الغوغائيه وحفله الشتائم والغمز واللمز، باسم الدين او باسم الوطنيه، وهو سلاح كثيرا ما نجح في ارهاب من لديه موقف مختلف او راي مغاير عن السائد.

في هذا الاطار افهم واري موقف واصرار قائد شرطه دبي الفريق ضاحي خلفان علي موقفه من جماعة الإخوان المسلمين في العالم الاسلامي، خصوصا بعد وصولها للسلطه في مصر وتونس وطرفا من ليبيا واليمن، وانتشاء اخوان «الاخوان» في دول الخليج بذلك.

الرجل، رغم حملات الكراهيه والسخريه منه، سواء من اخوان مصر والمهجر الاوروبي، او اتباعهم في الخليج، ومحاوله «اسقاط» شخصية خلفان، مستخدمين بذلك سلاح الدين والوطنيه، لا يزيد الا اصرارا وثباتا علي موقفه ورايه.

في حواره الاخير في جريده «الشرق الاوسط»، الذي اجرته زميلتنا هدي الصالح، اشار ضاحي خلفان، الي ان مشروع «الاخوان» بقياده محمد بديع، المرشد العام لجماعه الاخوان المسلمين، هو اسقاط كل الانظمه الحاكمه في المنطقة العربية ليستولي هو، من خلال جماعته، علي الحكم.

تحدث عن تشابكات الخليتين اللتين قبض عليهما في الامارات، الارهابيه والاخوانيه، بكل جراه ولا مبالاه بدعايات الاعلام الاخواني، الظاهر منه والخفي. وتحدث ايضا عن مطامع والاعيب «الاخوان» ومن يتعاطف معهم، جهلا او علما، في دول الخليج.

لست ادري هل يبالي الفريق ضاحي او يتاثر نفسيا بهذه الشتائم ام لا، وهل هو يفعل هذا الصمود عن وعي او عفويه؟ ولست مهتما بمقاربه اراء ضاحي من ناحيه علميه ومنهجيه وتاريخيه، فكل هذا بحث اخر، لكن ما يهمني الاشاره اليه هنا هو «الصلابه» النفسيه التي نفقدها في كثير من الشخصيات الاعتباريه، سياسيا وثقافيا، في العالم العربي تجاه حملات الجمهور المؤخونه، والخضوع للابتزاز الدعائي الجماهيري، واعتماد لغه رخوه تجني من الخسائر اكثر مما تصيب من الارباح.

قال الشاعر الشعبي السعودي خلف بن هذال:

الشجاعه نصف ساعه في الزحام

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل