المحتوى الرئيسى

لغز إنشاء جهاز المخابرات الإخوانى .. بدعم إيران

01/11 05:10

تناقلت وكالات الأنباء في الأيام الأخيرة معلومات حول زيارة سرية  قام بها مسئول مخابرات إيراني رفيع المستوي للقاهرة في الفترة من 26 الي 30 ديسمبر الماضي، ولقائه مع مسئولين مصريين ينتمون لجماعة الإخوان، علي رأسهم عصام الحداد مستشار الرئيس للشئون الخارجية،

ورغم نفي الأخير لهذه المعلومات إلا أن صحيفة «التايمز» اللندنية أكدت ذلك نقلا عن هيئة الإذاعة البريطانية التي ذكرت أن مسئولاً بالمخابرات الإيرانية قام بزيارة سرية لمصر وطلب منه عصام الحداد دعم النظام المصري في بناء جهاز أمن ومخابرات جديد ومستقل عن أجهزة الأمن الوطني التي يسيطر عليها الجيش.. وأن اثنين من مكتب المرشد أكدا  للتايمز تفاصيل زيارة المسئول الإيراني للقاهرة وأن الحكومة المصرية طلبت عقد لقاء رفيع المستوي مع مسئول إيراني بهدف بث رسالة الي أمريكا مفادها «أن القاهرة ينبغي أن تكون لها تحالفات أخري مع من يحلو لنا» (اليوم السابع في 8/1/2013).

وقد تضاربت الأخبار حول هوية مسئول المخابرات الإيراني، حيث أفادت بعض المصادر أنه الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، في حين أكدت مصادر أخري أنه نائب وزير المخابرات الإيرانية، وأياً كانت شخصية هذا المسئول الايراني، فإن الأمر يعني في المحصلة  النهائية تعاوناً أمنياً بين الإخوان وإيران علي حساب مصر وأمنها.

وليس بخاف علي أحد ما ينتاب الإخوان من ذعر ومخاوف مع اقتراب الذكري الثانية لثورة 25 يناير والدعوة التي وجهتها القوي الوطنية لإجراء مظاهرات عارمة تستمر أربعة أيام في جميع المدن المصرية تطالب ليس فقط بإسقاط الدستور الذي طبخته الجماعة بليل، ولكن أيضا المطالبة بإسقاط نظام الحكم الإخواني كله في مصر والذي استهدف هيمنة الإخوان علي جميع هياكل الدولة بعد استكمال هيمنتها علي الإعلام ومجلس الشوري والحكم المحلي ومجلس الوزراء، ولم يبق لهم سوي الهيمنة علي القضاء الذي يخوض رجاله معركة مريرة وشريفة من أجل المحافظة علي استقلاله، وجهاز الشرطة الذي تحاول الجماعة اختراقه من خلال وزير تابع لهم، وإلحاق عناصرهم (حوالي 2000 فرد) بصفوف الشرطة، ثم القوات المسلحة وأجهزة المخابرات وهي أجهزة لاتزال عصيّة علي جماعة الإخوان، بعد أن أعلنت انحيازها للشعب ورفضها التورط في صراع مع قوي الشعب من أجل مصالح الإخوان وأهدافهم. هنا وجدت جماعة الإخوان نفسها تقف معزولة في مواجهة كافة قوي الشعب الأخري الرافضة لهم، لا سيما بعد أن سقطت أقنعة الخداع والتضليل وانكشفت وجوه الإخوان القبيحة وأنهم دجالون يتاجرون بالدين من أجل الوصول إلي السلطة والحكم، ولا علاقة لهم بالدين من قريب أو بعيد، وأقرب دليل علي ذلك التصريحات الأخيرة لعصام العريان التي طالب فيها بعودة اليهود الي مصر واستعادة أملاكهم، وهو ما أثار سخط وغضب وقرف جماهير الشعب المصري ضده وضد جماعته، حيث تنحدر هذه المطالب بقائلها الي حضيض الخيانة العظمي.

وقد كان علي مكتب الإرشاد أن يواجه كل هذه التداعيات بموقف يحفظ للإخوان الحد الأدني من السيطرة علي الموقف المتدهور في مصر لذلك لم يكن غريبا أن تكون رسالة المرشد في 31/12/2012 لجماعته في شكل مطالبتهم بـ«الاستعداد لتقديم الشهداء من أجل المحافظة علي المشروع الإسلامي ومواجهة من يريدون إفشاله». ورسالة المرشد هذه تحمل عدة معان خطيرة أبرزها أن مكتب الإرشاد - وليس الرئيس ولا الحكومة- هو الذي يدير الأحداث في مصر علي كافة الأصعدة والمستويات، وبالتالي فإن هذا المكتب يتحمل المسئولية الكاملة عما حدث ويحدث وسيحدث من انهيار سياسي وأمني واقتصادي واجتماعي في مصر، وأن جماعة الإخوان غايتها الوصول الي المشروع الإسلامي، الذي يعني بسط هيمنة الجماعة كاملة علي كافة مقدرات الحياة في مصر، واتخاذها قاعدة وركيزة لبسط هيمنة الجماعة علي باقي الدول العربية تحقيقا لحلم إقامة دولة الخلافة، أما مشروع النهضة الوهمي، فقد كان وسيلة فقط لخداع المصريين ودفعهم للتصويت في الانتخابات لصالح الجماعة.. وبالطبع لم يفصح المرشد ولا مكتب إرشاده عن طبيعة هذا المشروع الإسلامي، وما هي أهدافه ومقوماته،وهل هو مطابق للنموذج الأفغاني أم السوداني أم الصومالي أم الحمساوي، أغلب الظن أنه مطابق للنموذج الإيراني ولكن باستبدال الولي الفقيه الشيعي بولي فقيه سُني هو مرشد الجماعة. أما أخطر ما في هذا النموذج الإيراني فهو بعده الأمني، كما لم يفصح المرشد في دعوته شباب جماعة الإخوان للاستعداد للاستشهاد عن موقف من سيقع قتيلا أو مصابا من المصريين من الجانب الآخر من الصراع الذي يدعو إليه وهل سيكونون أيضا شهداء أم كفارا مآلهم النار خاصة أن رسالة المرشد تحمل لهم معني التهديد والوعيد من التظاهر ضد الإخوان؟! كذلك لم يبين لنا المرشد في رسالته هذه الثمن العائد علي مصر من وراء دعوته هذه، والتي تعني في مجملها وقوع مصر في أتون حرب أهلية لا تبقي ولا تذر، وهو ما يدفعنا أيضا الي التأكيد أن رسالة المرشد هذه ما هي إلا دعوة صارخة لإشعال فتنة دموية تقضي علي الأخضر واليابس علي أرض مصر، وأن كل ما يهم المرشد وجماعته هو الاستحواذ الكامل علي السلطة، وأنها بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت.

ولترجمة رسالة المرشد عمليا كان علي الجماعة أن تحشد وتعبئ ميليشياتها المسلحة وقوامها 10000 عنصر وترفع من درجة استعدادها تحسبا لثورة ثانية يتوقع اندلاعها في 25 يناير القادم بواسطة باقي قوي الشعب الرافضة لها، ولأن قوة هذه الميليشيات لا تكفي لمواجهة هذه القوي الشعبية حتي وإن كانت غير مسلحة وتتحرك في إطار مظاهرات سلمية، فقد كان لزاما علي الإخوان أن يستعينوا بقوي وخبرات أخري حليفة لهم من خارج مصر، وهو ما تمثل في حركة حماس التي بدأ رجالها يظهرون في المظاهرات الأخيرة أمام دار القضاء العالي، وقصر الاتحادية ونادي القضاة، وأيضا بخبرات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الذي سبق له أن خاض مواجهات ساخنة ضد الشعب الإيراني وأخمد ثورته الخضراء عام 2010 واعتقل قادتها وحتي اليوم لا يعلم أحد أماكن اعتقالهم، والتي سقط فيها أكثر من 1500 قتيل ومثلهم من المصابين، هذا الي جانب ما يخوضه فيلق القدس اليوم من معارك في سوريا الي جانب نظام بشار الأسد الفاشيستي ضد الشعب السوري الذي خسر حتي اليوم أكثر من 150 ألف قتيل وهجرة أكثر من مليوني شخص الي تركيا وإيران ولبنان، ومن هنا كانت حاجة الإخوان للاستعانة بخبرات أجهزة المخابرات الإيرانية خاصة الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذي أشرف علي إخماد هذه الثورات الشعبية.

الجنرال قاسم سليماني هو قائد فيلق القدس، أحد الفيالق الخمسة التي يتكون منها الحرس الثوري ويقوده الجنرال علي الجعفري، ويعتبر فيلق القدس هو الأقوي والأخطر في إيران، ويتكون من حوالي 15000 عنصر مدربين ومسلحين بشكل جيد لتنفيذ عمليات مخابراتية خاصة وحرب عصابات، لذلك قام بدعم الحركات والأنظمة الصديقة لإيران في إطار مبدأ تصدير الثورة الخومينية، مثل نظام بشار الأسد في سوريا والبشير في السودان وحزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة والحوثيين في اليمن وجنوب السعودية والانفصاليين في الصومال، كما يحتفظ بعلاقات وثيقة مع تنظيم القاعدة الإرهابي، ويجري تنسيقاً لشن عمليات مشتركة بينهما في المغرب العربي والسعودية وباكستان وأفغانستان وبلدان وسط آسيا والقرن الأفريقي، ناهيك عن هيمنة فيلق القدس علي كافة مناحي الحياة في العراق ووزارة المالكي حتي أصبح جنوب العراق علي وجه الخصوص امتداداً لإيران، لذلك لم يكن غريبا أن يكون قاسم سليماني مستهدفا من أجهزة المخابرات الأمريكية والأوروبية وقد اختارته مجلة «وايرد» الأمريكية واحدا من أخطر 10 شخصيات في العالم، بل ووضعته علي رأس القائمة وبررت المجلة اختيارها بأنه المسئول عن العمليات الخارجية ويلعب دورا رئيسيا في المحافظة علي نظام بشار الأسد في سوريا وحركة حماس في غزة من خلال تقديم المساعدات العسكرية والمالية والمخابراتية.

ولأن فيلق القدس يعتبر المسئول فعليا عن إمداد الإرهابيين في أنحاء العالم بالأموال والأسلحة والمعدات والتدريب والخبرات لشن الحروب والعمليات الإرهابية علي كل الساحات العالمية وبما يخدم الأهداف والمصالح الإيرانية وهو ما تمثل في الحرب بين حزب الله وإسرائيل عام 2006، وبين حماس وإسرائيل عامي 2008 و2012 وبما يشغل إسرائيل في حروب إقليمية في دائرة مجالها الحيوي مع الدول العربية المحيطة بها، ويمنع بالتالي إسرائيل من شن عملية عسكرية متوقعة ضد إيران بسبب برنامجها النووي وهو ما لن تستطيع إيران مواجهته - لاسيما إذا تدخلت أمريكا عسكريا الي جانب إسرائيل - وقد تؤدي  نتائج مثل هذه المواجهة الي انهيار نظام حكم الملالي هناك. لذلك لم تكن سيناء بعيدة عن هذا المخطط الإيراني في استفزاز إسرائيل بدفع حماس والجماعات التكفيرية في سيناء لشن عمليات  تعرضية وقصف صواريخ من سيناء ضد أهداف في جنوب إسرائيل، وبما يدفعها في النهاية الي شن هجوم ضد مصر تستعيد به احتلال سيناء مرة أخري، ولم تكن الهجمة الجوية التي شنتها إسرائيل في 24 أكتوبر الماضي ضد مصنع اليرموك للأسلحة في جنوب الخرطوم بالسودان، وتم خلالها تدمير 40 شاحنة كانت محملة بالصواريخ المفككة في طريقها الي غزة عبر سيناء إلا دليلا علي مسئولية إيران عن تهريب الأسلحة عبر صحراء مصر الشرقية وتخزينها في جبال سيناء توطئة لنقلها الي غزة عبر الأنفاق التي رفضت الرئاسة المصرية تدميرها!!

ولأن جماعة الإخوان في حاجة الي إعادة تنظيم وتسليح وتدريب ميليشياتها الخاصة لتكون قادرة في المستقبل علي القيام بمهام حماية نظام الحكم الإخواني في مصر والتصدي لخصومه ذوي القاعدة الشعبية العريضة، لاسيما في ظل الموقف المعلن للجيش بأن انحيازه فقط للشعب، لذلك لجأت جماعة الإخوان الي إيران طلبا لدعمها في إنشاء جهاز مخابرات خاص بالجماعة، لأنها لا تطمئن لأجهزة مخابرات الدولة المصرية التي يشرف عليها الجيش، هذا فضلا عن الاستفادة بخبرات فيلق القدس في رفع مستوي الكفاءة القتالية للميليشيات الإخوانية لتكون في مستوي الحرس الثوري الإيراني، وقوات الباسيج «حفظ النظام» ولتأمين سيطرة الإخوان علي الأجهزة الأمنية المتواجدة حاليا في مصر، بحكم نجاح قاسم سليماني في فرض سيطرة فيلق القدس علي كل أجهزة المخابرات الإيرانية بما فيها المخابرات العسكرية التابعة لوزير الدفاع، بل والسيطرة أيضا علي البرنامجين النووي والصاروخي في إيران. أما المساعدات والخبرات التي تتوقع أن تحصل عليها جماعة الإخوان من فيلق القدس فهي متنوعة وتشمل معدات وأساليب مكافحة الشغب وتقديم المشورة الفنية حول سحق المعارضة وإغراق مناطقها بقوات الأمن، بالإضافة لجمع المعلومات الاستخباراتية ومراقبة استخدام المتظاهرين للإنترنت وشبكة الهاتف المحمول بما في ذلك الرسائل النصية فضلا عن تنفيذ عمليات اغتيال الخصوم.

من هنا جاءت خطورة تسريب خبر الزيارة السرية لقاسم سليماني للقاهرة ولقائه مع عصام الحداد مستشار الرئيس والمسئول عن ملفات العلاقات الخارجية في الرئاسة، رغم نفي الأخير لهذه المعلومات لأنه لقاء غير عادي بين مسئول مصري ومسئول إيراني يعتبر علي قائمة كبار الإرهابيين في العالم، ويشكل الذراع القذرة لإيران خارج حدودها والذي تصفه صحيفة «الواشنطن بوست» بـ«الرجل الغامض» ومن ثم فإن تعاون الإخوان مع هذا الرجل يعطي دلالات كثيرة حول رغبتهم بل وتصميمهم علي تصفية كل قوي المعارضة الشعبية والسياسية في مصر الرافضة للتسلط والهيمنة الإخوانية علي مقدرات الحياة فيها.

إن نفي عصام الحداد لهذا اللقاء - رغم تأكيد اثنين من مكتب الإرشاد لحدوثه وكذلك هيئة الإذاعة البريطانية وصحيفة التايمز - لا يعني أن اللقاء لم يتم، ذلك أن نفي الأخبار لا يمنع حدوثها، لاسيما مع جماعة الإخوان التي تعودنا منها علي نفي الأخبار والوقائع رغم تأكيدها، وحتي لا تتحمل نتائجها، ذلك لأن هذه الزيارة تعطي دلالة خطيرة علي بدء تحول مصر علي أيدي الإخوان الي دولة الميليشيات التي تضع علي رأس أولوياتها تصفية جميع قوي المعارضة وتنفيذ خطة أخونة كافة هياكل الدولة المصرية ومؤسساتها واعتمادها في ذلك علي المخابرات الإيرانية وفيلق القدس ليس غريبا لما له من تجارب سابقة داخل وخارج إيران في تنفيذ مثل هذه المهام القذرة، وفي هذا الصدد لا يمكن تجاهل تصريح المسئول الإخواني في التنظيم العالمي - كمال الهلباوي - غداة ثورة 25 يناير عند لقائه مع خامنئي في طهران والذي قال فيه إن جماعة الإخوان بعد نجاحها في الانتخابات ستقتفي خطوات الثورة الإيرانية في إحكام سيطرتها علي شئون الحكم في إيران ومن المعروف أن الخطوة الأولي كانت إنشاء الحرس الثوري بدعوي حماية الثورة الإيرانية، وكانت أولي حصائد أعمال الحرس الثوري الإيراني إعدام جميع الشخصيات التي ساندت الخوميني في الثورة،وعددهم خمسون شخصية عسكرية ومدنية أبرزهم صادق قطب زادة وزير الخارجية الإيراني، كما هرب رئيس الجمهورية - أبوالحسن بني صدر الي باريس في زي امرأة - قبل تنفيذ حكم الإعدام فيه بأيام، وهذا بالضبط ما يسعي إليه نظام حكم الإخوان في مصر الذي لا يثق في الأجهزة الأمنية ولا القوات المسلحة ولا الشرطة في مصر، ويريدون أن تكون للإخوان أجهزتهم الأمنية الخاصة التي تخضع لهم بموجب قانون السمع والطاعة.

كما لا يمكننا أن نفصل التقارب الإخواني - الإيراني الأخير، والمتمثل في زيارتين إيرانيتين للقاهرة خلال أقل من شهر واحد، إحداهما لمسئول المخابرات الإيرانية المشار إليه آنفاً والزيارة الأخري في الأسبوع القادم لوزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، عن التدهور القائم في علاقات النظام الإخواني في مصر مع معظم دول الخليج، ربما باستثناء قطر، خاصة دولة الإمارات العربية التي كشفت الأجهزة الأمنية فيها أخيراً عن خلية إخوانية  مصرية تمارس نشاطا هداما ضد أمن دولة الإمارات واعتقال أعضائها «11 فردا»، وقد ثبت أن هذه الخلية تتمتع بهيكلة تنظيمية ومنهجية عمل منظمة، وكان أعضاؤها يعقدون اجتماعات سرية في مختلف مناطق الإمارات، ويقومون بتجنيد أبناء الجالية المصرية في الإمارات للانضمام الي صفوفهم كما أسسوا شركات واجهات تدعم جماعة الإخوان وتجمع أموالا طائلة تحول لقيادة الجماعة في مصر بطرق غير مشروعة، هذا فضلا عن عقد دورات ومحاضرات لأعضاء التنظيم السري حول الانتخابات وطرق تغيير الحكم في الدول الخليجية، كما كشفت المتابعة أيضا عن تورط قيادات وعناصر هذه الخلية في عمليات جمع معلومات سرية حول أسرار الدفاع في دولة الإمارات، ووجود تبادل وتنسيق معلومات مستمر بين خلية الإخوان في الإمارات ومكتب الإرشاد في مصر، خاصة مجموعة «الرابطة» التي تتبع بشكل مباشر محمود عزت النائب الأول لمرشد الجماعة وهو الرجل الحديدي الذي يدير كافة خيوط اللعبة داخل الجماعة وخارجها، وأعضاء هذه «الرابطة» متواجدون في 89 دولة وكان آخر اجتماع لهم برئاسة سعد الكتاتني في السعودية وحضره اثنان من الذين تم القبض عليهم في الإمارات وقدموا له تقريرا بأن الرابطة الإماراتية أصبحت تضم 1700 عضو، وكان الفريق ضاحي خلفان - رئيس شرطة دبي - قد حذر من خطورة تغلغل جماعة الإخوان في مفاصل الحكم في دول الخليج من خلال ما أطلق عليه «جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي» وأن جماعة الإخوان تريد الإطاحة بأنظمة الحكم الحالية في هذه الدول للسيطرة عليها والاستفادة بثرواتها وعائداتها النفطية في تمويل مشروعها الدولي لإقامة دولة الخلافة، من هنا يمكننا أن نفهم الموقف الغريب لحكومة الإخوان في مصر عندما بعثت بوفد يضم عصام الحداد مستشار الرئيس واللواء رأفت شحاتة مدير المخابرات العامة الي الإمارات للسعي للإفراج عن الـ11 إخوانيا المعتقلين هناك، رغم وجود 350 مصريا آخرين لم يحظوا باهتمام هذا الوفد، ومما لا شك فيه أن محاولات التدخل الإخواني في شئون الإمارات ومن قبلها الكويت والسعودية سيكون لها تأثيرات سلبية علي مجمل علاقات مصر بدول الخليج، وقد ازداد الموقف سوءا بالتقارب المصري - الإيراني رغم علم المسئولين في مصر بما تشكله إيران من تهديد للأمن القومي لهذه الدول العربية الخليجية وهدف الإخوان من هذا التقارب مع إيران واضح في ضرب العلاقات المصرية - الخليجية، وتبليغ رسالة بأن البديل الإيراني مستعد لدعم مصر واستغلال العلاقات مع إيران باعتبارها كارت إرهاب يمكن أن تلعب به جماعة الإخوان مع عرب الخليج،أما من وجهة النظر الإيرانية فإن زيارات مسئوليها للقاهرة تعتبر نوعا من الصيد في الماء العكر، ودق إسفين بين مصر ودول الخليج بهدف إبعاد مصر عن معادلة أمن الخليج، واستبدال النظام السوري الذي أوشك علي السقوط بالنظام الإخواني المصري، كحليف وظهير عربي قوي لإيران له عمق استراتيجي في قطاع غزة من خلال حماس.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل