المحتوى الرئيسى

طارق الشناوي يكتب: ديبارديو فرنسى أم روسى؟!

01/09 10:54

اصبح مواطنا روسيا يمتلك منزلا فاخرا وحديقه متراميه الاطراف، اكثر من ذلك عرض عليه فلاديمير بوتين الرئيس الروسي ان يصبح وزيرا للثقافه واعتذر شاكرا، لانه فقط علي حد قوله فنان ولا يجيد اي مهنه او وظيفه اخري، وانتشرت صوره عبر الفضائيات وهو يرتدي زيا روسيا تقليديا ويشارك بالرقص والغناء فرحا بالجنسيه التي حصل عليها من صديقه رئيس الجمهورية. اتحدث بالطبع عن الفنان الفرنسي الكبير جيرارا ديبارديو الذي اعتقد ان الجنسيه تجعله مواطنا روسيا حتي لو كانت كل علاقته بروسيا انه قدم فيلما عن حياه الراهب الدموي الروسي راسبوتين.. لقد بدا ديبارديو وهو في الـ64 من عمره في الحصول علي «كورسات» مكثفه لتعلم اللغة الروسية.. عندما يختار ايقونه فرنسيه ان يتخلي عن جنسيته ويهاجر في البدايه الي بلجيكا، هل نعتب علي الفنان الذي تنازل بسهوله عن هويته الوطنيه ام نعتب علي الوطن الذي شدد الخناق علي الفنان، حتي بعد ان دفع ما يربو علي 100 مليون يورو ضرائب باثر رجعي عن نشاطه الفني.

ديبارديو من النجوم الفرنسيين القلائل الذين انطلقوا خارج حدود بلاده وحظي بمكانه اوروبيه وعالميه استثنائيه. هو يقول مدافعا عن نفسه انه مواطن عالمي وليس فقط فرنسيا، ويشير الي انه تعرض لاهانه من رئيس الوزراء الفرنسي عندما وصفه بالدنيء، ولهذا اطاح بجواز السفر في وجهه، بينما الرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا اولاند الذي تربطه صداقه مع ديبارديو لم يستطع ان يزيل التوتر ويعيد مره اخري المهاجر الي وطنه الذي ولد فيه وشهد اهم محطات حياته الفنيه.

لماذا صارت قضيه عالميه ووجدنا ان اكثر من بلد تعرض علي ديبارديو ان يحصل علي جنسيته، بل ان الحكومه الفرنسية شعرت بحرج بعد انتشار هذه الاخبار، ووجدت ان بها ما يمس هيبه فرنسا الدوله، ولهذا تعمدت ان تنشر مؤخرا تقريرا يوضح ان البلجيكيين الذين يطالبون بالجنسيه الفرنسيه اكثر عددا من الفرنسيين الذين يتقدمون بطلب الحصول علي جنسيه بلجيكيه.

بالتاكيد لولا انه فنان عالمي ما كان من الممكن ان نشاهد هذا السيل المنهمر من التهافت الاعلامي، كما انه لن يجد نفسه محاطا بكل تلك العروض التي تنهال عليه للحصول علي الجنسيه.. عالميا كان الفنان شارلي شابلن هو اكثر فنان ارادوا ان يعاقبوه بدفع ضرائب مبالغ في تقديرها، وذلك في اثناء فتره ما كان يُعرف في امريكا بالمكارثيه في الخمسينيات من القرن الماضي في اعقاب الحرب العالمية الثانية، وكان شابلن متهما بميوله الشيوعيه فقرروا استخدام سلاح الضرائب، رغم انه بريطاني المولد، هاجر الي امريكا وكان علي حد قوله في مذكراته يسدد الضرائب بانتظام، ورغم ذلك فلقد كان المقصود هو عقاب هذا الفنان، رغم ان التحقيقات اثبتت في النهايه براءته من التهرب الضريبي ومن الميول الشيوعيه، فانه فضل ان يقضي اخريات سنواته في سويسرا.\nالفنان العربي قد يجد نفسه مضطرا الي البحث عن جنسيه اخري، ولكن لاسباب مختلفه كان اكثر فنان عربي حصل علي جنسيات متعدده هو فريد الأطرش السوري الاصل والمولد والجنسيه، ولديه ايضا ثلاثه جوازات سفر مصري ولبناني وسوداني، وهذا يدخل في اطار تكريم فريد من رؤساء هذه الدول، مثلما حصل مثلا وديع الصافي اللبناني الجنسيه علي جواز سفر مصري واصاله السوريه علي جواز سفر بحريني.

ورغم ذلك فان اللعبه في العالم العربى تحكمها قواعد مختلفه، فهي تظل بين دوله تملك سلاحين وهما الرقابه والضرائب تُطلقهما في وجه الفنان لو ارادت ذلك، وفي التوقيت الذي تختاره، ولا يزال الامر قائما حتي الان. كبار النجوم يتحسبون في علاقتهم مع الحكومه الاخوانيه الحاليه في مصر، خوفا من ان تعيد فتح هذا الملف، لان التهرب الضريبي جريمه لا تسقط بالتقادم.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل