المحتوى الرئيسى

لقاء ” التجانس والتكامل” مع الرئيس محمد مرسي

01/08 18:40

لم يكن هذا لقائي الاول بالسيد الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهوريه في مصر. في يناير ٢٠١١ بينما كنت اقدم الفقره الاذاعيه من برنامج نقطة حوار في البي بي سي. اخبرني المخرج معنا علي الهاتف محمد مرسي احد القياديين في جماعه الاخوان المسلمين يتحدث من داخل السجن الذي تم اقتحامه والابواب مفتوحه. لم اكن حينها اعرف السيد مرسي ولا صفته ولا تاريخه بشكل مفصل. ووجهت له الاسئله التي كنت ساوجهها لاي شخص في مثل وضعه. من الذي اقتحم السجن، لماذا هرب الحراس؟ من فتح لكم الابواب؟ من اين جاء اطلاق النار؟ وكيف حصل المهاجمون علي السلاح؟ وهل هي عمليه خاصه لتحريركم؟ من ادخل لكم الهاتف وكيف وصل رقمكم لوسائل الاعلام؟ كلها اسئله لم الق لها جوابا في ذلك الحديث التلفوني وتظل لحد الان رهن الاجابه.

في لقائي الثاني معه رئيسا في قصر الاتحاديه، ضمن وفد من الصحفيين العرب، دعيت اليه بمبادره من منتدى الاعلام العربي وامينه العام السيد ماضي الخميس، بصفتي اعلاميه عربيه في مصر وليس مقدمه برنامج الصوره الكامله في اون تي في. لقاء حضره بعض رؤساء الصحف القوميه يحضرني منهم اسماء ممدوح والي، محمد صلاح، اسماعيل الشتشاوي، ابراهيم الصياد ومحمد حسن البنا. بحضور وزير الاعلام السيد صلاح عبد المقصود والمتحدث باسم الرئاسه ياسر علي.

بالصدفه البحته كنت قد شاهدت قبل حضور اللقاء صوره بتناقلها الناس علي تويتر ويدعون انها لياسر علي مشاركا بدور كومبارس في احد البرامج الكوميديه. وكلما التقت نظراتي مع متحدث الرئاسيه استحضرني انطباع صوره الكومبارس والبرنامج الكوميدي.

لقاء الرؤساء والزعماء السياسيين تسبقه تلك الخفقه بالقلب والغصه الخفيفه التي يعرفها تماما زملائي الصحفيين والاعلاميين. لكن هذا الشعور لم يراودني لحظه دخول الرئيس الي القاعه. ربما لانني لست هنا لغرض مقابلته تلفزيونيا. او لان الرجل طالما قدم نفسه وحرص، علي انه واحد من ابناء هذا الشعب او ربما لما يشاع عن طيبه الرئيس وترحيبه القلبي بكل من يقابلونه. او ربما لاننا بتنا نراه كثيرا منذ توليه الرئاسه في خطاباته التي كان لبعضها الطابع العفوي، مما ازال بعض الحواجز.

يري الدكتور محمد مرسي ان علي الاعلام العربي في محصله حديث طويل ذكر فيه كلمه إلتجانس اكثر من ستين مره، يتبعها كل مره “بالتكامل ليشكل الوعاء”. تحدث في الاقتصاد والسياسه والثقافه والتسليح والدفاع العسكري العربي المشترك، وكل هذا يجب ان يكون هم الاعلام والاعلاميين العرب لتوجيه الراي العام له في الفتره المقبله. وان الاعلام يجب ان يكون موَّجـِّها مستغلا “الطاقات التي لدينا” كاللغه كي تصل الرساله لكل الناس علي حد تعبيره.\nسإل ألرئيس نفسه في معرض حديثه لجمهور مستمع، نحن، “فما هي مواردنا”؟ واجاب نفسه، وانقل ما قاله حرفيا، “عندنا موارد بشرية. الانسان له معتقد، وهذا يكون دافع لتحقيق اهدافه، نحن مؤمنيين والمؤمن لديه مفاهيم مختلف، عندنا الايمان وعندنا اللغه تتميز عن غيرها من اللغات عندنا بشر كتير ولغه مشتركه ومعتقدات مشتركه وعندنا مياه رغم مشاكل المياه.. عندنا ارض واسعه وعندنا غاز وفي توازن بين الليل والنهار مش زي بعض الدول الاخري… ما عندناش جبال تحجزنا عن بعض وعندنا وقود وعندنا خامات وفيه حاجات نادره كمان.. هذه الموارد كثيره جدا والاهداف مهمه جدا…. دور الاعلام مهم جدا واذا تجانس وتوحد.. اذا تجانس مش عيب وصار له اهداف يحققها ويترسخ بداخله ان عندنا ادوات كثيره. فكيف يكون الاعلام وسيله ناجحه لتحقيق هذه الاهداف؟ …

يضيف الرئيس “يجب عقد ندوات لنشر هذا.. طبعا الانظمه السياسيه عليها مسؤوليه ان تتفق فيما بينها تتوافق تتجانس وتتكامل… هل نحن امه لديها رساله؟”

عند هذا السؤال الجديد توقفت عن تدوين ما يقوله الرئيس، ورحت اتامل فيما قاله.

السؤال الاول الذي خطر لي في لحظتها الم يكن يدرك العرب شعبا وانظمه ان لديهم لغه وعقيده وموارد مشتركه؟ هل هي المشكله في عدم معرفتنا بوجود هذه ” الموارد” ام في عدم القدره علي استغلالها؟ واين هي الخطه التي لديكم السيد الرئيس لتحقيق هذا “التجانس والتكامل”؟

الم يكن دور الاعلام العربي في “الستين سنه الماضيه” توجيهيا؟ الم يوجه المواطنين ليل نهار الي اهميه حب البلاد والعباد وتمجيد الحاكم والتسبيح بقدره الخالق وشكره ليل نهار علي بلادنا الحلوه التي منحنا اياها؟ اليس الاعلام المُوَجِه هو نفسه الذي سمح لمعمر القذافي ان يعلنها جماهيريه؟ ولال الاسد ان يعلنوها عزبه؟ ولبيت مبارك ان يضموها ضمن الممتلكات الخاصه المنقوله وغير المنقوله؟

هل ادي كل ما ارتكبه الاعلام المُوَجِه الي النتائج المرجوه سياده الرئيس؟ والم يحن الوقت ليتسع فضاء الثورات بعد، لاعلام ينتقد ويعارض ويخطئ ويصحح ويعيش تجربه الحريه بحسناتها وسيئاتها؟ لم يتحدث الرئيس عن توحيد الاعلام في البلد الواحد بل عن توحيده في الجزيرة العربية كلها.

تساءلت كيف يكون ذلك في بلاد يسجن فيها انسان بسبب تغريده، او يمنع كاتب من الكتابه بسبب مقاله انتقد فيها الرئيس. وكيف يلاحق اعلامي ويهدد اخر بالقتل بسبب مواقفه.

لكنني استدركت ان الاعلام المـُوَجِه الموَحَد سيعفينا من كل تلك “الشرور”، فلن يكون هناك معارضه من الاصل طالما ان هناك “اهداف مهمه” يجب تحقيقها ويجب “شحذ الطاقات وتوجيها” لتلك الغايه.

استشهد الرئيس ان الغرب حقق الوحده الاقتصاديه والعسكريه والثقافيه، ولكنها قد تظل وحده هشه لانها لا تملك “الموارد” التي “نملكها”، (البشر العقيده واللغه…) لكن الحقيقه ان وحده الغرب ليست هشه وان كان ربما مصيرها الزوال الان او بعد فتره. لكنها لن تختفي ستتخذ شكلا اخر من التوحد القائم علي المصالح الاقتصاديه والسياسات الماليه الواضحه التي توضع وتناقش بشفافيه. علي استفتاءات حقيقيه يقول فيها شعوب لا يعرفون لغات بعضهم نعم او لا علي وحده مصيرهم، وحده لا تبني علي خلفيات عقائديه قد تكون هي بحد ذاتها مصدر الخلاف، ولا علي لسان مشترك ما دامت لغه الارقام واضحه. وتحقيق الأهداف يتم من خلال ميزان دقيق يزن معدل المكسب والخساره.

في ختام الجلسه سمح للمستمعين بتوجيه اسئله خلال عشر دقائق فقط. كانت الاسئله تضج براسي وعرفت انني لن اتمكن من طرحها. في الحقيقه لم اشا ان اطرحها اصلا، بكل بساطه لم ارد ان العب دور البطله او حصان طرواده. او لانه لا يعنني ان احصل علي الاجابات علي اسئله شديده البديهيه.

بعض الحضور وجه اسئله عن الدور الذي ستلعبه مصر في توحيد الاعلام، وكان الجميع صدق ان هناك خطه جاهزه لذلك. وتم الاتفاق علي عقد مؤتمر للاعلام العربي بعد بضعه اشهر “لتوحيد الجهود”. بينما تحدث احد رؤوساء التحرير “المحليين” كما دعي نفسه عن اهميه العمل علي ميثاق الشرف الاعلامي لمنع “الملاك، ملاك القنوات الفضائيه، من التحكم باموالهم بالاعلام المصري”.

طلبوا منا التجمع لاخذ صوره تذكاريه مع الرئيس. تحججت بالدخول الي حمام السيدات الذي كنت احتاجه بالفعل. لكن دافعي الي عدم الظهور في تلك الصوره كان اقوي.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل