المحتوى الرئيسى

«متحف المنطار» يروي التاريخ الفلسطيني

01/07 05:12

يتربع متحف ومنتجع المنطار التراثي كقلعه شامخه علي قمه جبل المنطار شرقي مدينه طولكرم وعلي مساحه اربعه عشر دونما من اراضي المدينه.

في كل زاويه من المنتجع والمتحف تتسابق مئات القطع الاثرية والتراثيه لتروي قصصا بعضها يعود بك بالزمن لاكثر من مليون سنه وكانك تقرا كتابا تاريخيا.

حصل الفلسطيني بسام بدران علي القطع الاثريه هذه خلال عمليات بحث متواصله منذ عام اثنين وسبعين من مختلف المدن الفلسطينيه، هدف السيد بدران اثبات هويه و ارتباط الشعب الفلسطيني بهذه الارض منذ الاف السنين، علي حد تعبيره .

وقال بسام بدران صاحب متحف ومنتجع المنطار لبي بي سي: "انا من خلال جمعي للتراث اريد ان اثبت ان الشعب الفلسطيني عاش ويعيش وسيعيش علي هذه الارض، التراث هو السلوك اليومي للانسان الفلسطيني علي ارضه."

واضاف السيد بدران: "لقد تخصصت بالتراث الفلسطيني الممتد ما بين الحرب العالميه الأولى والحرب العالميه الثانيه لانه في هذه الحقبه الزمنيه تكمن القضية الفلسطينية، ما قبل ذلك التاريخ كانت الاراضي الفلسطينية من ضمن الامبراطوريه العثمانيه ".

وقد شغل السيد بدران او كما يطلق عليه اهالي المنطقه "ابو جيفارا" مناصب عده لا يزال يعمل في بعضها مثل كونه عضوا في الهيئه الاداريه لجمعيه رجإل ألاعمال الفلسطينين، فيما عمل ابو جيفارا عضوا في الطواقم الفنيه للمفاوضات الفلسطينيه الاسرائيليه في مدريد عام واحد وتسعين. وكان السيد بدران قد ولد في قريه دير الغصون قرب مدينه طولكرم عام ثمانيه واربعين.

تحتوي زوايا المتحف قطعا نقديه واوراقا بنكيه يعود تاريخها الي الثلاثينيات من هذا القرن، تم التداول فيها في بنوك عربيه وفلسطينيه عملت لدي دولة فلسطين في حينه.

وتضم اقسام المتحف الثلاثه كذلك زاويه وضع فيها جوازات السفر وهويات لفلسطينيين عاشوا في هذه الارض وعملوا في مجالات الزراعه والتجاره وسافروا من مطار فلسطين الدولي الي مختلف انحاء العالم،

ويوجد في المتحف مجله قديمه بريطانيه حملت عنوان "اخبار الحرب" وصدرت في عام اربعه واربعين، احدي صفحات المجله تروي قصه برتقال مدينه يافا الذي كانت "فلسطين" تصدر منه ما بين عشره الي خمسه عشره مليون صندوقا سنويا لمختلف انحاء العالم، حيث عمل الفلسطينيون في ذاك الوقت في مجال الزراعه والتجاره ولذلك طافوا مختلف انحاء العالم، علي حد تعبير المجله البريطانية.

استوقفني في احد زوايا المتحف جرس حديدي قديم نقش عليه عام "1912" وعندما سالت عن قصته اجابني السيد بدران ان هذا الجرس يثبت ان علي متن سفينة التايتنك البريطانيه كان هناك مجموعه من التجار الفلسطينيين غرقوا كغيرهم ممن كانوا علي متن السفينه عام 1912 خلال رحلتها في المحيط الاطلسي متوجهه من لندن الي نيويورك .

واضاف السيد بدران لبي بي سي :" عندما علم اهالي التجار الفلسطينيين عن غرق ابنائهم علي متن سفينه التيتانيك اقاموا لهم تابينا وصنعوا لهم خمسه اجراس، هذا الجرس واحد من الاجراس الخمسه، ومنحوا هذه الاجراس لمدارس ابنائهم لتقرع كل صباح احياءا لذكري من ماتوا علي متن سفينه التايتنك ".

ويشهد المتحف حركه سياحيه تنشط في فتره الصيف، ورغم قله الزائرين في فصل الشتاء، فاننا التقينا احد زائري المتحف الفلسطينيين الذي قال لنا :" مقتنيات هذا المتحف تثبت وجود الفلسطينيين علي هذه الارض منذ الاف السنين، بعض المقتنيات في المتحف فاجاني لكنه في ذات الوقت اشعرني بالسعاده البالغه لكونه يثبت الهويه الفلسطينيه علي هذه الارض."

يؤكد الفلسطيني بسام بدران انه واجه مصاعب كثيره خلال جمعه لمقتنيات هذا المتحف، فعدا عن كلفتها الماديه التي تقدر باكثر من مليون ونصف دولار فان البحث عنها تطلب في بعض الاحيان السفر لدول اخري، اضافه الي اشكاليه سرقه العديد من الاثار وجهل البعض بقيمتها التاريخيه او في التعامل معها.

ويبدو ان هذه الاشكاليه لم تواجه السيد بدران وحده بل قطاع الاثار الفلسطيني بشكل عام، فقد اكد مدير المتاحف الفلسطينيه في شمال الضفة الغربية خالد الهمشري ان هناك مصاعب ومضايقات تشهدها المتاحف الفلسطينيه في مختلف مدن الضفه الغربيه.

وقال الهمشري لبي بي سي :" الاحتلال الاسرائيلي يضايق حركه انشاء المتاحف ويضع صعوبات امامها، ذلك ان الالاف بل عشرات الالاف من القطع الاثريه تمت مصادرتها من قبل الجيش الاسرائيلي، وتم وضعها في المتاحف الاسرائيليه التي تتكدس فيها الاف القطع الاثريه التي نهبت من الاراضي الفلسطينيه."

تعرض احدي زوايا متحف المنطار مجموعه من الكراسي الخشبيه المصنوعه من اشجار زيتون اقتلعت عام الفين وسته من اراضي قريه دير الغصون وهي مسقط راس السيد بدران عام ثمانيه واربعين.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل