المحتوى الرئيسى

الطغاة هم من يجلبون الغزاة

01/05 02:30

لا تحدثني عن القانون، فالقانون هو اي شيء اكتبه بيدي علي نفايه من ورق. هكذا صاح الرئيس العراقي الراحل «صدام حسين» في معاونيه واركان نظامه، في سياق المسلسل الروائي التليفزيوني المكون من اربع حلقات، الذي انتجته قناه «بي بي سي 2» البريطانية بالاشتراك مع شركه الافلام «اتش بي او» الامريكيه، عام 2008 بعنوان «منزل صدام» وبثته فضائيه الحياه المصريه،

علي امتداد الاسابيع الاربعه الاخيره فاتاحت بذلك لكثيرين مثلي فرصه مشاهدته، ممن لم يتمكنوا من متابعته حين تم عرضه قبل اربع سنوات علي القناه البريطانيه. وفي قلب هذا المعني الذي يعصف بدوله القانون، ويدهس بالاحذيه علي اركانها، تقوض نظام صدام حسين، وتزلزلت اركان دولته التي كانت مؤهله بحكم ثرواتها النفطيه والطبيعيه والبشريه، وتنوعها العرقي والثقافي والديني والمذهبي والسياسي ان تتقلد موقعا متميزا علي خارطه بلدان العالم المتقدم، لكن الاستبداد واحتكار السلطه والطغيان، قادها علي امتداد عشر سنوات الي حرب اهليه لا يعرف احد متي تطفا نيرانها!

يتناول المسلسل الذي اخرجه «هولمز اليكس» وشارك في كتابته مع «ستيفن بوتشارد» خلال اربع ساعات، قصه حياه الرئيس صدام حسين علي امتداد 25 عاما من حكمه، والقسوه المفرطه التي عامل بها خصومه وحتي شعبه، والتشققات التي حدثت في اسرته، منذ توليه السلطه عام 1979، وحتي القاء القبض عليه واعدامه عام 2006، بعد محاكمات وصفت بانها كانت تفتقد اركان العداله. اسرف المسلسل في سرد العوامل النفسيه 20الشخصية>20الشخصيه>20الشخصيه>20الشخصيه>والشخصيه التي تحكمت في تشكيل شخصيه «صدام حسين» وصنعت منه طاغيه وديكتاتورا، حين تجاهل عن عمد او جهل الجانب الاخر من الصوره التي ساهم في رسمها الواقع الدولي الذي تهيمن عليه قوه واحده غاشمه لا تهتم سوي بمصالحها، حتي لو اطاحت بدول ،وضحت بشعوب، وواقع اقليمي ومحلي تحرك اطرافه هي نفسها طبقا لتلك المصالح، لقد شجعت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية صدام علي تحطيم الثوره الايرانيه كما شجعوه من طرف خفي علي غزو الكويت، كي يستدرجوه، ويضربوه، ثم يلفقوا له فيما بعد تهمه حيازه اسلحه دمار شامل، كي يغزوا العراق ويحتلوه ويقلبوا نظامه ويستولوا علي ثرواته. كان لدي صدام حسين في شبابه رؤيه ان ينقل قياده الأمة العربية الي العراق، وان يخلف جمال عبدالناصر، ثم ما لبث ان تداخلت الامور في بعضها البعض، واصبح بقاؤه في السلطه هو الوطن وهو الامه، وهو الاساس الذي يحمي من وجهه نظره مصالح هذه الامه، ثم اصبح بقاؤه في السلطه، هو الهدف الاول والاخير، الذي يستحق كل تضحيه.. بالاسره وبالحبيبه وبالوطن!

يمزج المسلسل الذي صورت معظم مشاهده في تونس، واستغرق اعداده عامين بين العمل الروائي والتسجيلي، حيث كون المخرج «اليكس هولمز» فريق عمل اجري لقاءات صحفيه مع عدد من الاشحاص الذين عملوا مع صدام حسين او يعرفونه شخصيا، وقد تمكن هذا الفريق من ارسال اسئله الي صدام في سجنه عبر محاميه، لكنه رفض الاجابه عنها، والاغلب الاعم ان فريق المخرج اعتمد كثيرا علي اجابات صدام حسين عن اسئله المحققين معه، اثناء محاكمته، وعلي لقاءات مطوله مع «طارق عزيز» فضلا عن الكتب التي سردت قصه حياته قبل وبعد الغزو الامريكي واشترك في تمثيله خمسه من الممثلين التونسيين، وممثل مغربي، فضلا عن الممثل المصري «عمرو واكد» الذي جسد دور زوج «رغد» حسين كامل المجيد، بينما جسدت الممثله الامريكيه من اصل ايراني «شهيره اجداشلو» دور زوجته ساجده، واظن ان اسناد دور صدام حسين الي الممثل الاسرائيلي من اصل عراقي «ايجال ناعور» والذي اداه ببراعه فائقه، هو الذي صنع حاجزا بين تذوق عناصره الفنيه المتميزه، وبين المتفرج العربي في كل مصر وتونس، وهما البلدان العربيان اللذان تسبب اذاعه المسلسل فيهما في سجال حاد بشانه، توقف طويلا حول جنسيه الممثل الاسرائيلي، كمبرر للهجوم عليه، وعلي رفض مشاركه ممثلين عرب به، دون اعطاء ادني اهميه لمعرفه ما يقوله الغرب عنا، ودون توقف امام، براعه المسلسل، وتكامل ادواته الفنيه، في رسم معالم تطور شخصيه الحاكم الطاغيه، المولع بالسلطه، المستبد بها، وهو ياخذ قرارات بقلب بارد باقاله رئيس الجمهورية «احمد حسن البكر» ليحل محله، وبقتل رفاقه المقربين في قياده حزب البعث بعد الصاق مؤامره مزعومه بهم، وهو يمحو مدينه «الدجيل» باهلها بعد تعرضه لحادث اغتيال بها، وهو يطلق امراه متزوجه من زوجها ليتزوجها، وهو يذهب ببلده الي حرب عبثيه مع ايران، وهو يقتل شقيق زوجته في حادث طائره مدبر، وهو يحرض علي قتل 20وزوجيه>20وزوجيه>20وزوجيه>20وزوجيه>زوجي ابنتيه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل