المحتوى الرئيسى

2013 عامًا أسود على المسرح المصرى

01/02 13:14

اخشي ان يكون مسرح 2012 هو اخر عهود مصر بهذا الفن الذي كان يسميه توفيق الحكيم: «روح الامه» ومن قبله قال وليم شكسبير: «المسرح ليس ذاكره ولا تاريخاً، انما هو خريطه وطن»، وألفريد فرج هو القائل: «ويل لامه مات مسرحها».

ولكن القضيه ليست مجرد سرد اقوال بقدر ما هي رصد لحاله وطن يتارجح بين «لا» و«نعم» وبين الثقافه والغيبوبه وبين الحقيقه والاكاذيب التي تتكاثر وتتوالد حتي انها تبغي ان تبتلع التاريخ، ما نعيشه هو غياب واحتواء لغيبيات اصبحت تاكل عقول الكثيرين، وان كان مطمعنا ان تكون ثوره 25 يناير ثوره تطهير وتجميع ولم الشمل ولا نزال نترقب هذا الحلم ان يحدث ولن نستسلم، فاذا سلمنا بان المسرح هو نبض الامه، فان المخاوف تزداد من قيود تحتويه او تقيده، او تهجره، فالثابت ان المسرح في السنوات الخمس الماضيه، برغم ضعف المسرح الخاص وتشتت مسرح الدوله، فان مصر كسبت عشرات الفرق الخاصه التي انفجرت بشباب وحيويه علي غرار مسرح قاعه الهناجر التي كانت سبباً مباشراً في تثوير الحركه المسرحيه ولا تزال تقدم مسرحاً خاصاً..

هذه الفروق كانت جسوره في تحويل خرابات الي قاعات مسرحيه ناهضه وجراجات مهجوره كان يسكنها الفئران والثعابين والزواحف، صارت مقراً للتجريب والتجديد، اما عام 2012 فاعتبره اختزالاً لكثير من التجارب المسرحيه، بالنسبه لمسرح القطاع الخاص كان المخرج المسرحي الكبير الفنان جلال الشرقاوي جسوراً وجريئاً الي حد القتال، ولخص هذه الصفات حين اختتم عام 2012 باخر عروض العام في مسرحيته الانتقاديه «الكوتش»، من نوعيه الكوميديا السياسيه للكاتب صلاح متولي وبطوله طلعت زكريا ووائل نور وانتصار وايناس بن علي، ولعل الشرقاوي رائداً في المسرح الخاص ليحتذي به كبار نجوم المسرح الخاص مثل عادل امام وسمير غانم واحمد بدير.

اما عن عروض الدوله، فكانت هناك عروض مهمه قدمها مسرح الطليعه متجاوزاً كل الخطوط الخضراء والحمراء ولا اقصد ذلك بالمفهوم السلبي ولكن بمفهوم ثوره فنيه، وبجانب الطليعه انطلقت فرق المسرح الحديث وميامي وغيرها، وان كان المسرح القومي لا يزال ينتظر القرار، ولا اعرف ان كان سيعود في العام الجديد ليمثل الفن المصري باوسع حالاته ويتسع لاحتواء اعمال الادباء يسري الجندي وابوالعلا السلاموني ومحمد سلماوي وسليم كتشنر، والجيل السابق واللاحق لهم، الا انني اتوقف عند مجموعه من العروض المهمه بالهناجر «شهرزاد» اروع ما قدم سيد درويش واشعار بيرم التونسي واخراج احمد عبدالجليل.. وقد اثبت «عبدالجليل» في هذا العرض انه صاحب خبره مسرحيه كبيره وقد ان الاوان لان نخطفه في القاهره بعد كفاح سنوات طويله في الاقاليم، وبالتحديد في مسقط بلدته المنصوره.. ان الاوان لان نستفيد من خبره هذا الفنان البارع احمد عبدالجليل في مسارحنا محارباً يضع يده في يد مسرح جديد ثوري يحاول ان يصمد في السنوات الصعبه القادمه.

اما المسارح الشبابيه المستقله فقد قدمت اعمالاً عالميه ومحليه رائعه اتوقف عند عروض «غنوه الليل» عن الموروث الشعبي ايوب وناعسه، بمعالجه مدهشه للمؤلف ياسين الضوي واخراج تامر كرم انتجها المعهد العالي للفنون المسرحيه و«ومضات محمديه» تاليف سراج الدين عبدالقادر واخراج هاني كمال وقدمها مسرح توجيه المسرح المدرسي بمديريه تعليم القاهره، و«العمامات المعذبه في ليل الجنوب» قدمه بيت المسرح بالقاهره فرقه الغد، من تاليف شاذلي فرج واخراج ناصر عبدالمنعم، ومسرح المقهورين وازمه الحكايه الاطار، اشراف وتدريب نورا أمين، وهي احدي الكاتبات الرائدات في التجريب والتجريد الفني، لها مكانتها كتابه واخراجاً.. انتج عرضها هيئه قصور الثقافه.

وهناك عرض «المهاجر» للكاتب اللبناني العالمي جورج شحاذه واخراج اشرف عزب، قدمتها فرقه قصر ثقافه المطريه عن هيئه قصور الثقافه، ومن المسرح العالمي قدم قصر ثقافه غزل المحلة عن هيئه قصور الثقافه مسرحيه «حكايه الشتاء» تاليف الشاعر العالمي وليم شكسبير، واخراج عبدالرحمن سالم، ومسرحيه «ابيض واسود» تاليف الكاتب العالمي انطون تشيكوف، واخراج أحمد الرفاعي، وانتجها المعهد العالي للفنون المسرحيه، و«اثبات العكس» تاليف اوليفيه شياتس، اخراج عبير علي، وانتاج فرقه المسحراتيه، و«ماريانا» انتاج فرقه «لايتنج» وتاليف بيتر هاندكه واخراج شريف حمدي، وغيرها.

اما اهم قضايا عام 2012 فهي قضيه العرض المسرحي «ثار الله» لاحد عمداء المسرح الشعري في مصر الراحل الكبير عبدالرحمن الشرقاوي وبطوله أحمد ماهر وسوسن بدر واخراج عباس احمد، وهي ازمه قديمه مستمره عمرها اربعون عاماً، حيث تم عرضها عام 1972 من اخراج كرم مطاوع بالمسرح القومي وتم اغتيالها فور انتهاء العرض الاول لليوم الاول.

اليوم المسرحيه تنتظر موافقه الرقابه وتنتظر موافقه الشاعر الدكتور احمد عبدالرحمن الشرقاوي عن ورثه الراحل الكبير.. المسرحيه كتبها عبدالرحمن الشرقاوي في نهايه عهد الزعيم عبدالناصر، وبعد رحيله في سبتمبر 1971 استكمل عبدالرحمن لمساتها الاخيره وتمت معالجته بعد ذلك مسرحياً ليتم تقديمها علي خشبه المسرح في عام 1972.. ولكن كانت الرقابه عائقاً الي جانب راي اغلب شيوخ الازهر المتعاقبين، اليوم وبعد مرور 40 عاماً اتمني ان يدخل الفنان ماهر سليم رئيس البيت الفني للمسرح الذي نضع علي عاتقه امالاً كثيره لحل الازمات بين المبدعين والمتشددين.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل