2012 .. ما بين الانتصار والانكسار

ساعات قليلة  تفصلنا عن نهاية عام 2012 و الذي شهد العديد من الأحداث الرياضية علي كافة المستويات سواء علي المستوى المحلي أو القاري أو العالمي فهناك من رقص فرحاً بانتصار حققه وأخر بكى علي ضياع انجاز وعاش لحظات من الألم والانكسار ، ونحن الأن على اعتاب عام جديد لا نعلم ماذا يخبئ لنا من أحداث في دنيا الرياضة؟

انطلقت مع مطلع العام بطولة كأس الأمم الأفريقية و التى أقيمت فى دولتي غينيا الاستوائية و الجابون  وشهدت مفاجأة ضخمة تمثلت فى غياب مصر حاملة لقب البطولة الماضية و إحدى القوى التى لايستهان بها على المستوى الإفريقى فهى صاحبة الرقم القياسى لعدد مرات الفوز بهذه البطولة برصيد 7 مرات و كذلك غياب الكاميرون و نيجيريا و الجزائر و هى من القوى العظمى فى مجال كرة القدم الإفريقية و استطاع الفريق الزامبى الملقب بالرصاصات النحاسية الفوز بالبطوله للمرة الأولى فى تاريخه على حساب منتخب كوت ديفوار بعد ان تخطت الفريق الغانى العتيد و العنيد فى نصف نهائى البطولة و ذلك بفضل المدرب الفرنسى هيرفى رينار الفائز بأفضل مدرب للعام نفسه على مستوى القارة السمراء.

وبينما كانت منافسات الدورى المصرى مستمرة و عقب انتهاء أحداث مباراة المصرى و الأهلى باستاد المصرى ببورسعيد بعد فوز فريقها على الأهلى بثلاثة أهداف لهدف والتى اقيمت فى الأول من فبراير اندفعت الجماهير البورسعيديه صوب مدرجاته لتوقع العشرات من المصابين و القتلى قدروا بنحو 74 مشجع من رابطة الأهلى المعروفين إعلامياً  بالألتراس فى كارثة لم تشهدها الملاعب المصرية من قبل لتلتحف مصر بعباءة سوداء و تتشح بالسواد على فراق 74 زهرة من شبابها و يحاول المسئولون عن البلاد بدءاً من المجلس العسكرى الممسك بزمام الأمور فى ذلك الوقت إخراج لاعبى الأهلى و جهازهم الفنى بصعوبة من بورسعيد مما استدعى إرسال طائرة عسكرية لنجدتهم و يعقد مجلس الشعب فى اليوم التالى جلسة طارئة برئاسة السيد كمال الجنزورى رئيس مجلس الوزراء حينئذ ليعلن من خلالها عن إقالة الإتحاد المصرى لكرة القدم بكامله وايقاف النشاط الرياضى بأكمله داخل القطر المصرى فى مختلف اللعبات مما أصاب الرياضة المصرية بالشلل و الجمود التام و تقديم المسئولين عن هذا الحدث الشنيع للمحاكمة العاجلة للآخذ بالقصاص لهذه الدماء الذكية التى أهدرت دون وجه حق.

تعقد الجلسات تلو الآخرى على مدار شهر مارس على أمل إظهار الدافع وراء ارتكاب هذا الفعل الشنيع و يقتصر الأمر على منافسات أندية الأهلى و الزمالك و إنبى فى المسابقات الإفريقية  وفى إحدى مباريات الأهلى الإفريقية يلتقى بفريق الملعب المالى  فى شهر إبريل بالعاصمة باماكو التى انلدعت فيها الأنشقاقات و الانقسامات و يُحتجز فريق الكرة لمدة 5 أيام لا يستطيعون من خلالها العودة إلى مصر بسبب تلك الأحداث إلى أن يتم إخراجهم وعودتهم مرة أخرى إلى أرض الوطن .

ينشغل المصريين فى شهر مايو بمن سيستطيع أن يصل إلى سدة الحكم و يمسك بزمام البلاد بعد أن يقوم المجلس العسكرى بتسليم السلطة إلى الفائز فى سباق الانتخابات الرئاسية من بين 13 مرشح فى الأول من شهر يوليو و يجد المصريين  سلواهم الوحيد بمتابعة مباريات دورى أبطال أوروبا  والذى توج فريق تشيلسى الأنجليزى باللقب لأول مرة فى تاريخه على حساب الفريق البافارى البايرن ميونيخ الذى أقصى العملاق ريال مدريد بنصف نهائى البطولة ذاتها على أرضه ووسط جمهورهو أيضاَ  بعد أن تمكن تشيلسى من إقصاء  العملاق الكتالونى برشلونة بنصف النهائى البطولة نفسها و كذلك متابعة وصول أندية الأهلى و الزمالك إلى دور ال8 من منافسات دورى الأبطال الإفريقى ، و يفجر البرتغالى مانويل جوزيه المفاجأة و يعلن رحيله عن النادى الأهلى و تفكر الإدارة الحمراء فى إسناد المهمة  لواحد من أبنائها لتجد ضالتها فى الكابتن حسام البدرى ليخلف البرتغالى فى قيادة السفينة الحمراء فى منافسات دورى الأبطال الإفريقى.

 منتخب زامبيا بطل أفريقيا عام 2012

و مع حلول نسمات الصيف بشهر يونيو تنطلق منافسات كأس الأمم الاوروبية  ببولندا و أوكرانيا و يتابع المصريين فنون و متعة الكرة الأوروبية الجميلة إلى جانب  متابعة ما يحدث على الساحة المصرية من تنافس بين اثنين من مرشحى الرئاسة هما الفريق أحمد شفيق و الدكتور محمد مرسى الذى يحسم الجولة الفارقة لمصلحته و يفوز بمقعد رئاسة الجمهورية فى أول انتخابات حرة تشهده مصر منذ عقود بعيدة و يتوج المنتخب الأسبانى باللقب للمرة الثانية على التوالى بعد الفوز على الفريق الإيطالى الأزورى فى المباراة النهائية برباعية نظيفة ، ولكن المصريون يصابون بخيبة أمل كبيرة بعدم وصول منتخبهم للمرة الثانية على التوالى إلى منافسات كأس الأمم الإفريقية التى تقام مطلع  العام القادم 2013 بجنوب افريقيا و خروجهم على يد منتخب افريقيا الوسطى الفريق المغمور بمجموع المبارتين 4-3 .

ومع اشتداد درجة الحرارة فى شهر يوليو تنطلق مباريات دور الثمانية فى بطولة دورى الأبطال الإفريقى و تتوالى نتائج الأهلى الرائعة فى البطولة مع خيبة كبيرة للممثل المصرى الآخر فى نفس البطولة نادى الزمالك الذى يقيل مدربه الكبير المعلم حسن شحاته الذى لم يستطع الحصول على أى نقطة من خوضه أربع لقاءات بهذا الدور وإسناد مهمة الجهاز الفنى للجهاز المعاون بقيادة إسماعيل يوسف لحين التعاقد مع مدير فنى أجنبى جديد يستطيع إعادة الأمور لنصابها داخل جدران القلعة البيضاء ويجد ضالتهم فى البرتغالى جورفان فييرا الذى يقود الفريق فى آخر مباراة بهذا الدور و ليبدأ مرحلة البناء فى صفوف الزمالك.

لعل أبرز الأحداث التى تميز بها عام 2012  هو الحدث الذي ينتظره الملايين كل أربع سنوات وهو اقامة دورة الألعاب الأولمبية بالعاصمة البريطانية لندن والتي انطلقت فى شهر أغسطس و لم تشهد ظهور البعثة المصرية بمستوى مميز والاكتفاء ببعض المراكز الشرفية وميداليتين فضيتين  هما: فضية علاء الدين أبوالقاسم الذى استطاع رسم بسمة أولي علي شفاه المصريين بعد أن ملوا من سماع اخبار خروج اللاعبين واللاعبات من المنافسات في الأدوار التمهيدية الواحدة تلو الأخرى في رياضة مبارزة الشيش بعد خسارته أمام الصيني شينج لي 15-13 في المباراة النهائية و كذلك كرم جابر الذى تمكن من العودة مجددا لمنصات التتويج الأولمبية بعد ذهبية اثينا 2004 والاختفاء التام في بكين 2008 بل واعلانه للاعتزال بسبب المشاكل التي كان يعاني منها طوال تلك السنوات ليحرز الميدالية الفضية في لندن وتقديمه لمستوي مميز خلال منافسات المصارعة وشهدت تلك الدورة مشاركة منتخب مصر لكرة القدم بعد غياب دام لعشرين عام، واستطاع هاني رمزي من قيادة جيل رائع من الشباب للتأهل للأولمبياد لكنهم فشلوا في احراز ميدالية اولمبية والاكتفاء بالصعود لربع النهائي والخسارة من اليابان بثلاثية نظيفة واستعان رمزي بالثلاثي أحمد فتحي وعماد متعب بجانب محمد أبوتريكة ضمن قائمة الفراعنة فيما فشلت باقى البعثة المصرية في تحقيق عدد من الميداليات يتناسب مع العدد الذي شاركت به  في لندن والذي جاوز المائة لاعب ولاعبة و كان أملنا فى أن تستطيع كلاً من : هادية حسني لاعبة كرة الريشة ،أية مدني بطلة الخماسي الحديث من تحقيق أى ميدلية لمصر بالأولمبياد و لكن الأزمات والمشاكل التي كان يعانيها ابطال مصر استعدادا لتلك الدورة كانت وراء ذلك الفشل. 

علي الجانب الأخر قدمت بعثة مصر التي شاركت في الدورة البارالمبية  التى انطلقت فى شهر سبتمبر مستوى مبهر للغاية وتمكنوا من التتويج ب15 ميدالية متنوعة بجانب تحقيق العديد من الأرقام القياسية علي مستوي الرجال والسيدات

وكانت رياضة رفع الأثقال صاحبة نصيب الأسد من الميداليات التي حققتها البعثة المصرية في البارالمبيكس بواقع 11 ميدالية متنوعة، و3 ميداليات متنوعة بألعاب القوي، وميدالية وحيدة في تنس و واصل عددا من النجوم العالميين تألقهم المعتاد خلال دورة لندن، لعل أبرزهم العداء الجامايكي  بولت الذي واصل ابهار العالم خلال مشاركته في منافسات ألعاب القوي محققا ثلاث ذهبيات وتحطيم رقم أوليمبي وأخر عالمي، وكان مايكل فيلبس هو الأخر علي موعد مع تحطيم الارقام القياسية بعد احرازه لـ6 ميداليات متنوعة وسطع اسم اليكس سانشيز محرزا الميدالية الذهبية في منافسات 400 حواجز بعد تقديمه لمستوى مميز وهي الذهبية الوحيدة لجمهورية الدومنيكان وأحرزت ماريا شاربوفا الميدالية الفضية في اول ظهور لمنافسات التنس بالألعاب الأولمبية بعد الخسارة في النهائي امام العملاقة الامريكية سيرينا ويليامز وعلي الصعيد العربي، واصل السباح التونسي اسامة الملولي التألق محرزا ميدالية ذهبية في منافسات 10 كم سباحة بجانب برونزية 1500 متر وبرز أيضا اسم العداء الجزائري توفيق مخلوفي في مسابقة 1500 متر عدو.

الأهلي يتوج بدوري أبطال أفريقيا

و بعد أن ننفض من دورة لندن بكل ماحدث بها من أحداث سعيدة و احداث حزينة  تجرى الانتخابات الجديدة و التى أقيمت فى شهر أكتوبر الماضى لاختيار اتحاد كرة قدم  جديد يستطيع العبور بالكرة المصرية إلى آفاق جديدة و بالفعل تنجح القائمة التى تضم فى عضويتها كلاً من : السيد جمال علام رئيس للاتحاد و عضوية كلاً من : أحمد مجاهد،إيهاب لهيطة ،حسن فريد الشامي ،عصام عبد الفتاح ،خالد لطيف ، مجدي المتناوي ،حمادة المصري سيف سمير زاهر و السيدة سحر الهوارى.

يقوم السيد جمال علام بتقديم الوعود تلو الآخرى بتحديد عوده الدورى الممتاز فى أوقات مختلفة آخرها يوم ال30 من شهر ديسمبر الجارى ولكن لم ينفذ أياً منها ،و مع كل هذا نجد الأهلى و هو صانع البسمة الوحيدة لمصر ينتقل من دور إلى آخر و يعبر الفريق النيجيرى فى مباراتى الدور قبل النهائى ليصعد للمباراة النهائية و منصات التتويج و يرواده حلم الحصول على كأس البطولة لإهداءها لأرواح شهداء بورسعيد و تعاهد اللاعبون و جهازهم الفنى على تحقيق ما وعدوا به جمهورهم الذى آزرهم فى كل وقت و فى كل مكان.