المحتوى الرئيسى

مئوية الاتحاد الدولي لالعاب القوى: تكريس لاساطير

12/31 08:21

نيقوسيا (ا ف ب) - اراد الاتحاد الدولي لالعاب القوي ان تكون احتفالاته بعيده المئوي التي نظمها اخيرا في برشلونه، مناسبه يستلهم منها الجيل الحالي والوجوه الصاعده انجازات الكبار والنجوم الاساطير.

واذا كانت "مراسم" الذكري لا تقتصر فقط علي احتفالات برشلونه، فان وقفه سريعه مع محطات مختاره بعنايه من هذه الاعوام تسلط الضوء علي مناسبات ووجوه في "ام الالعاب".

الحركه في الحياه تبدا بالسير ثم الجري، لذا فانها اساس كل نشاط رياضي، وبالتالي فان اسبابا كثيره من هذا القبيل والمنطلق ترسخ ان العاب القوي هي "ام الالعاب" كما يطلق عليها.

واذا كانت السباقات القصيره تهيمن حاليا علي الاضواء وتخطف بريقها محتكره جانبا كبيرا من الشهره، خصوصا في ظل "استعراضات" الجامايكي اوساين بولت، الذي اختير للمره الرابعه افضل رياضي في اللعبه حتي انه حجب الي حد ما انجاز الكيني ديفيد روديشا ورقمه القياسي في 800 م، ففي النصف الاول من القرن الماضي وحتي ستيناته عموما كانت المسافات المتوسطه والطويله هي الهاله الكبري، مع وجود ظاهره الفنلندي بافو نورمي ثم التشيكوسلوفاكي اميل زاتوبيك.

نورمي (مواليد 1897) هو العملاق الاول الذي برز في حقبه العشرينات، وتميز باتباعه نظاما غذائيا نباتيا وتدربه 3 مرات يوميا مجتازا نحو 20 كلم، وتفضيله ان يقيس وقته بمفرده، فكان العداء الذي لا يقهر علي المسافات من 1500 م الي 10 الاف م بين العامين 1921 و1925، وحصد 9 القاب اولمبيه في 3 دورات (1290 و1924 و1928)، وفاز بثنائيه 1500 م و5 الاف م في غضون ساعتين عام 1924.

وبعد نحو قرن، ظهر الاثيوبي هايله جبريسيلاسي (69ر1م) ودانت له الالقاب علي انواعها بدءا من سباق 1500 م داخل قاعه حتي الماراثون، وحمل في جعبته 27 رقما عالميا.

ولاحقا، علي غرار تاثر ابطال كثر ومنهم زاتوبيك والاثيوبي ابييي بيكيلا مفاجاه دوره روما الاولمبيه بنورمي، تاثر الأميركي كارل لويس نجم الثمانينات خصوصا في سباقات السرعه والوثب الطويل، بمواطنه "الاسطوره" جيسي اوينز شهاب دوره برلين الاولمبيه عام 1936 رغم انف ادولف هتلر، وكرر انجازه في لوس انجليس 1984 حاصدا 4 ذهبيات في 100 م و200 م والتتابع 4 مرات 100 م والوثب الطويل... وقد "سلم عصا التناوب" الي "الصاعقه" بولت الذي طبع دورتي بكين 2008 ولندن 2012 الاولمبيتين وبطوله العالم في برلين 2009 بطابعه الخاص وارقامه القياسيه.

طبعا، لا يمكن المقارنه بين عقود كانت فيها التجهيزات بدائيه وتقنيات التدريب مختلفه ومتواضعه ولم تاخذ التكنولوجيا سبيلا الي سبر اغوارها، لكن بولت البالغه خطوته 70ر2 م ومعدل سرعته 45 كلم/ساعه هو بعد 70 عاما وريث اوينز علي زعامه سباقات السرعه، و"استعراض القرن 21" من دون منازع، علما ان النقاش يبقي قائما حول حدود القدره علي تحطيم الارقام ومن هو اسرع رجل في العالم.

وبالمناسبه، صنف خبراء "حزمه" احداث اعتبروها الابرز من ناحيه طبعها مئوية الاتحاد الدولي لالعاب القوي ومسابقاته الاولمبيه وبطولاته العالميه.

فعلي صعيد ابرز الاحداث والوقائع من الناحيه السياسيه في ضوء انعكاسها علي محيطها العام والظروف التي رافقتها، تبقي حركه "القبضه السوداء" في الصداره، محطه لا تزول من الذاكره كونها مهدت لمفهوم ونظره مختلفين.

عام 1968 وخلال دوره مكسيكو الاولمبيه، ما ان تقلد الاميركيان تومي سميث وجون كارلوس ميداليتي المركزين الاول والثاني في سباق 200 م بعدما اعتليا منصه التتويج، رفع كل منهما قبضته وقد غلفها بقفاز اسود رمزا للقوه السوداء ونضالها ضد التمييز العنصري في الولايات المتحده.

وقد تصدرت تلك "الحركه" علي حساب ظاهره العداء الاميركي الاسود جيسي اوينز، الذي تغلب علي عنصريه الزعيم النازي ادولف هتلر في دوره برلين الاولمبيه عام 1936، الذي كظم غيظه غير مصدق ان هناك من يمكن تفوقه علي العنصر الاري.

وحقق العداء الاثيوبي آبيبي بيكيلا فتحا في عالم جري المسافات الطويله، بعدما اضحي أول بطل اولمبي من افريقيا السوداء اثر مشاركته حافي القدمين بماراثون دوره روما الاولمبيه عام 1960 واحرازه المركز الاول.

ولن ننتقل من افريقيا، فبعد 32 عاما، خاضت الجزائريه حسيبه بولمرقه سباق 1500 م في دوره برشلونه الاولمبيه مرتديه سروالا قصيرا، وانتزعت الميداليه الذهبيه.

وقدمت الاثيوبيه ديراتو تولو والجنوب افريقيه ايلينا ميير نموذجا للاخاء الانساني، حين دارتا معا دوره الشرف علي مضمار برشلونه عام 1992، اثر فوزهما بالميداليتين الذهبيه والفضيه في سباق 10 الاف م. وسجلت في تلك الدوره العوده الكامله لجنوب افريقيا الي الساحه الدوليه والاولمبيه بعد تخلي نظامها عن سياسه التمييز العنصري.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل