المحتوى الرئيسى

حكاية سياسيةمسيرة الحرية

12/30 22:54

عندما مات والده‏,‏ تولي حاكم القبيله تربيته ورعايته‏,‏ وكان يحسن معاملته‏,‏ وظل الفتي نيلسون مانديلا يمرح ويعمل في قصر الحاكم حتي بلغ الحاديه والعشرين من عمره

ولم يكن ثمه ما يعكر صفو ايامه, لكن الحاكم فاجاه بانه قد اختار ان يزوجه من احدي فتيات القبيله, وهو ما اثار استياء مانديلا, ظنا منه ان الحاكم لا يمنحه حق الاختيار.

وعقد العزم علي الهرب من موطن القبيله باقليم ترنسكاي بجنوب افريقيا, الي مدينه جوهانسبرج, وتلك كانت المره الاولي التي يشاهد فيها مانديلا مدينه كبيره تعج شوارعها بالسود والبيض, ولم يكن يعلم الكثير عن التفرقة العنصرية التي تمارسها الاقليه البيضاء الحاكمه علي الاغلبيه الافريقيه.

وصدمته الممارسات العنصريه, ولم يجد ملاذا امنا يحتمي فيه من عسفها سوي الانتماء لحزب المؤتمر الوطني الافريقي, وهو حزب عريق تاسس عام1922, وكانت قيادات الحزب قد تاثرت بفلسفه المهاتما غاندي التي تدعو الي الساتيا جراها, اي المقاومة السلميه, وكان غاندي قد اكتوي من غطرسه الاقليه البيضاء, عندما عمل محاميا في جنوب افريقيا لعده سنوات.

واقتفي مانديلا فلسفه غاندي في المقاومه السلميه حتي روعته في مارس1960 مذبحه مدينه شاربفيل التي قتلت خلالها الشرطه العنصريه سبعين افريقيا ابان احتجاجهم علي اجراءات القمع العنصري.

واوضحت مذبحه مدينه شاربفيل نقطه تحول في مسار نضال حزب المؤتمر, فقد نحا قادته جانبا فلسفه غاندي في المقاومه السلميه, وشكل مانديلا الجناح العسكري للحزب وسماه رمح الامه, وانطلقت اولي عملياته العسكريه في ديسمبر.1960

واصبح مانديلا مطلوبا حيا او ميتا, واختفي في دهاليز العمل السري, وافلت من كمائن السلطات العنصريه, لكنه وقع في قبضتهم عام1962 وحكم عليه بالسجن لمده خمس سنوات.

وبينما كان يقضي فتره سجنه, اتهمته السلطات بالتواطؤ مع اقطاب وزعماء حزب المؤتمر بتدبير مؤامره لقلب نظام الحكم, وصدر الحكم عام1964 بالسجن مدي الحياه لمانديلا, وزجوا به في سجن جزيره روين, وامضي بين جدرانه الصلده سبعه وعشرين عاما.

وفي خلال سنوات سجنه الطويله والكئيبه, ظل رمح الامه قابضا علي جمر الحريه, وحلق طائر الوطن فوق مدينه سويتو عام1976, فقد فجر تلاميذها انتفاضه شعبيه احتجاجا علي فرض السلطات تعليم اللغة الأفريكانية, لغه الاقليه العنصريه البيضاء الحاكمه في المدارس.

وتصدت الشرطه العنصريه للتلاميذ, وقتلوا176 منهم, واججت مذبحه سويتو الغضب الافريقي العارم, وبات واضحا ان الاقليه البيضاء لم يعد في وسعها السيطره علي الاوضاع, واضحت البلاد تتارجح علي شفا حرب اهلية مدمره بين الاغلبيه الافريقيه, والاقليه العنصريه البيضاء.

واضطرت الحكومه العنصريه الي اجراء مفاوضات مع مانديلا, وانتهت برفع الحظر عن نشاط حزب المؤتمر, واطلاق سراح مانديلا, وخاض غمار اول انتخابات عامه في جنوب افريقيا, واصبح رئيسا عام.1994

وعندما انتهت فتره رئاسته الاولي, عاد الي بيته, وترك ابواب السلطه مفتوحه امام الاجيإل ألجديده.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل