المحتوى الرئيسى

فؤاد قنديل يكتب : مكاوي يموت وحيدا على شوارع الأسفلت

12/29 15:16

لم يحضر غير العشرات القليله عزاء المفكر والشاعر والمترجم والكاتب والمسرحي الكبيرعبد الغفار مكاوي ،

ولا اظن الشتاء هوالسبب ولا اظنها السياسه ، كما لا اظن حال البلد المنقسم والساقط في هوه الاقتصاد المنهارهو

السبب  ، فليس هناك ما يمنع من وداع رجل رائع ونبيل بحجم وعطاء الدكتور عبد الغفار مكاوي .

وقد تصورت انني ربما لا اجد مكانا في القاعه وان الالاف سيكونون هناك ولن يتخلف احد ..وبينما كنت اتامل وجوه الحاضرين المتناثرين تذكرت ان للراحل مسرحيه من فصل واحد بعنوان " الحصان الاخضر يموت علي شوارع الاسفلت "

فتاكدت انه الذاك الحصان ، ثم تذكرت في لحظه بديعه من تلاوه القران لشيخ موهوب يقلد الشيخ الطبلاوي مسرحيه

اخري بعنوان "زائر من الجنه " فترقرت في العيون دموع .

تعرفت بالدكتورعبد الغفار عام 1971 ودعوته كي يتحاور مع شباب الادباء في الندوه التي اسستها بشارع شبرا

وكنت مدرسا للفلسفه في مدرسه بنات قريبه ، وكان قد اصدرمنذ شهور كتابه الهام " ثوره الشعر الحديث "

الذي ازعم ان كل مثقفي الوطن العربى شبابا وشيبا قد اوسعوه قراءه، وما يزال هذا الكتاب يقبع في صدر

وكان قد لفت انتباهي للمره الاولي بعد قراءتي لكتابه  " سافو .. شاعره الحب والجمال عنداليونان" متاثرا بشكل ما بكتاب رائدالثقافه المسرحيه دريني خشبه "اساطير الحب والجمال عندالاغريق"

الذي كتبت عنه مقالا في مجلة الفكر المعاصر عام 1966..

في الندوه لمست مدي ما يتمتع به من تواضع وحياء وعذوبه وهدوء وحب الاستماع والخلق الرفيع مع الموسوعيه والميل الي

التغيير والثوره دون ضجيج ، فهو ثائر صامت ومتمرد خجول ،ويؤثر التواري رغم العمل الدءوب  .

تابعت بشغف مسيرته بعد ذلك كمترجم كبير ومفكر عميق الرؤيه وصاحب دراسات نقديه لافته ، مثل "مدرسه الحكمه "

و" قصيده وصوره " و"عصور الأدب الألماني "و"النظريه النقديه لمدرسه فرانكوفورت " و " الحكماء السبعه "،

وابداعه الادبي الذي تجلي في عدد من الروايات والمجموعات القصصيه ،وقد ترجم من الشعر والمسرح الالماني

        في مجالات متنوعه ، لا احسب ان التاريخ الادبي يمكن ان يتجاهلها اذا كان قد تجاهلها بعض المثقفين ، ولذلك

اطمع الا تتجاهله بعد رحيله المؤسسات الثقافيه المصريه ، راجيا ان يصدرتوجيه محدد وواضح من الدكتور وزير الثقافة

باعاده جمع اعماله ، وطباعتها لتكون بسعر زهيد بين ايدي القراء ، ولا يفوتنا في النهايه ان اقول اننا بدم بارد

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل