بالصور.. هنا كوم الدكة.. خالد وحمادة يستقبلان العالم بكولاج سكندرى

اسفل شبابيك المنازل التي لا يفصل بينها سوي امتار قليله في احدي الحواري الاسكندرانيه لمنطقه كوم الدكه العتيقه، وحيث دون خالد وحماده واطفال المنطقه شقاوه الصبا فوق الجدران التي لا يستطيع اهل الحاره الترفيه باعطائها بعض الطلاء، تراصت اعمالهم فوق المسامير التي دقت علي الحوائط منذ شهور او سنين مره بسبب حفل زواج ومره اخري لتعليق زينه رمضان او الاعياد، لتراقب الواقع عبر عيون تشكلت من كل شيء جميل تاه وسط الزحام حتي تحول الي كراكيب وروبابكيا قبل ان يعود ويتجمع قطعه بجانب الاخري، ويستقبل العالم في لوحه كولاج تجمعت باتقان ومهاره من مجموعه شباب كلمه إلثقافيه.

هنا كانت الملامح المنحوته بدقه، لرجل سبعيني، تحكي رحله الشقاء اليومي الذي يعيش فيه قاطنو عروس البحر مثلهم مثل معظم اهل المحروسه، وبجانبه تصنع الكراكيب راقص المولويه وهو يطير في عالم من الحريه يبحثون عنه كل يوم بين احلام الخيال لا يفصله عن لوحه حبل الغسيل التي تعود بهم الي ارض الواقع سوي بعض السنتيمترات، هي نفس السنتيمترات التي تفصله عن حبل الغسيل الحقيقي وقصص الشقاوه ومعانده الحياه علي رصيف الشارع من الاطفال الذين جذبتهم اللوحات.

ايمن ذو التسعه اعوام استوقفته الوشوش والرقصات من داخل اللوحات ليقف ويراقبها مثلما تراقبه.. لم يلبث كثيرا الا وتجمع حوله باقي اطفال المنطقه ليشاهدوا لقطات من حياتهم تشكلت بخامات وفن لا يعرفه معظمهم علي الرغم انه موجود علي هذه الارض منذ 200 عام قبل الميلاد، ومع بدايه اختراع الورق في الصين مثلما يذكر الباحثين، كل هذا لم يكونوا يعرفونه ولم يحتاجوا ان يعرفوه ليبداوا علي الفور مع شباب كلمه رحله في فن الكولاج قبل حتي ان يحاولوا التعرف علي اسمه.

حول مجموعه من الترابيزات الخشبيه التي لم تختلف بساطتها عن بساطه المكان، تجمع الاطفال في دوائر مع اهل كلمه الذين عملوا قبل الذهاب للشارع في ورشه عمل استمرت ثلاثه اسابيع ليغوصوا يومين متتاليين في رحله داخل دنيا التركيب والتجميع من كل فكره لم نلتفت لها وحيده حتي كونوها في اشكل واحده متزنه عربت عنهم وعن احلامهم البسيطه.. لم يذهبوا للحديث عن السياسه مثلما تدور الدنيا من حولهم، فالاسئله التي تخرج بعد حكايات طويله عن شقاوه المدرسه بابتسامه سعاده وانبهار لا تتجاوز.. انتو مين.. وعملتوا ديه ازاي.. وهاتيجو ثاني امته؟

فستان عروسه.. وقلب صافي.. وقطه الشارع.. ومركب شراعي فوق جزيره من قلب البحر.. هي الرسومات التي كانت تشغل خيال اطفال المستقبل في كوم الدكه كحال معظم اطفال المناطق الشعبيه "محدش مثلا رسم دستور او مجلس شعب" تقول نرفانا مجدي احد اعضاء كلمه وتتابع "هدفنا كان ان اللي بيعرفوا الفن ده ويحبوا يطوروا من نفسهم يقدروا يعملوا كده، والناس اللي متعرفش الكولاج انها تعرفه وتعرف انه مش فن صعب تنفيذه، لكن اجمل حاجه فعلا كانت نزولنا للاطفال في الشارع".