المحتوى الرئيسى

عزمي بشارة: أكبر خطأ يرتكبه الإخوان الآن هو الاحتفال بانتصار الدستور «حوار»

12/26 17:40

واكب المفكر الفلسطينى والمحلل السياسى والفيلسوف عزمى بشارة، العام الاول للثورات العربية بظهور اعلامى منتظم، معلقا ومراقبا، قبل ان يبتعد عن الاضواء، بدعوى أنه «آن الاوان للتفرغ للكتابة المعمقة» و«التأسيس لمرحلة قادمة.. وعلى ترك ابحاث ومؤلفات للجيل القادم». فنحن مقبلون «على نهضة ثقافية»، وهى بحاجة إلى تأسيس نظرية وثقافة وأدبيات تجهز الاساس الفكرى لها سواء بالفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع والعلوم السياسية والتاريخ، وكل تلك المواضيع «التى انحطت فى عصر الانحطاط العربى». ولكنه لم يستثن الظهور حين يلزم لمناقشة قضايا فكرية، ولا بديل عن الإعلام للوصول إلى الناس.

«الشروق» التقت بشارة فى العاصمة القطرية الدوحة ــ على هامش مؤتمر نظمه المركز العربى للابحاث ودراسة السياسات- المؤسسة البحثية التى انشأها ويديرها منذ سبتمبر 2011، حيث وصف فى الكلمة الافتتاحية الثورات العربية بأنها «اهم تحول جيوسياسى فى المنطقة منذ الخمسينيات» من القرن الماضى.

لا يوافق بشارة على تقييم اداء الرئيس محمد مرسى بالفشل رغم ازمة الاعلان الدستورى وطرح الدستور للاستفتاء، وعواقب تلك القرارات: «هذا تقييم مبكر وبالتالى غير صحيح». ويقول ان مرسى «ارتكب أخطاء جسيمة، ولم يتحرر من العقلية الحزبية.. ففى بداية مرحلة التحول الديمقراطى، مهمة الرئيس «معقدة ومليئة بالمخاطر» وهذا يحتم عليه أن يتصرف «كمسئول فعلا» عن إنجاح تلك المرحلة وليس لـ«تثبيت حكمه أو حكم الاغلبية» فى مصر، وفى المقابل المعارضة أيضا لم تتصرف كمسئولة عن كل مصر. فوظيفتها فى هذه المرحلة «ليس فقط أن تعارض»، بل أن تساهم فى بناء الديمقراطية. ولو قامت بذلك لتفهمت التعقيد، ولرأت الامور الايجابية التى قام بها مرسى، لانتقاد الامور السلبية والخاطئة التى قام بها بشكل موضوعي.

ويذهب بشارة إلى اقتراح المنهج الأفضل للنقد فى مثل هذه المراحل التى تحتاج إلى جهد اجتماعى مشترك، وهو ان «يضع كل طرف نفسه فى مكان الآخر ويسأل مإذا كنت سأفعل ذلك وأنا فى مكانه؟..حتى يتم تقييم قراراته فى سياقها، لأن المرحلة معقدة». ويشبه «التفكيك الدقيق» للدولة العميقة داخل النظام بتفكيك «متفجرات دون ان تنفجر فى وجه الشخص». يتساءل: «كيف يحدث هذا بسهولة يعنى؟ هل هذا يحدث بالشعارات؟»

مثلا، كان ينبغى تقييم خطوات مرسى لإقالة النائب العام بشكل إيجابى، يقول بشارة، كيف حاول فى البداية وتراجع. «انا لا اعايره انه تراجع، بتفهم ذلك» وأنه اختار اسلوبا ثانيا ثم اسلوبا اخيرا. وايضا يجب «تقدير» تعامله مع المجلس العسكرى بالطريقة التى اتبعها. «نحن لا نريد صداما بين الدولة المدنية والعسكر فى مصر. لقد تم التوافق وتحييد العسكر بشكل سلمى وهذا جيد. انا لو مكان المعارضة اقدر ذلك له». فى نفس الوقت، ينتقد بشارة اسلوب مرسى «الخطابى» و«حزبيته المفرطة» وعدم وفائه بعهوده بشأن اشراك قطاعات اوسع من الشعب ــ على الأقل الذين ساهموا فى انجاحه فى الجولة الثانية، «هو ما كان لينجح بأصوات الإخوان وحدهم فى الحكم». كذلك عدم محاولته على الاقل تغيير خطابه السياسى بحيث يخاطب كل المصريين، التعامل مع موضوع الاقباط بمنطق «سنعطيهم» و«هنعمل معهم معروف»، هؤلاء «مصريين جزء من الشعب، ليسوا أقلية».

بمعنى آخر، ما يحدث فى مصر حاليا ليس حوارا وطنيا بل «مناكفة» بين من يحتكر الحق ومن ليس معه حق: بعد ان دخل امتحان الجولة الاولى والثانية فى انتخابات الرئاسة، لم يشأ مرسى ان يكون فى احتياج لآخرين فى المستقبل فعمل على تثبيت حكم الإخوان. فى المقابل، الذين خسروا أو اقصوا أو من يشعر ان وظيفتهم الوحيدة ان يعارضوا، انما «عارضوا الجيد والردئ». وهذا النهج يميز المعارضة فى نظام حكم ديمقراطى راسخ، وليس فى مرحلة بناء ديمقراطية ما زالت هشة وتحتاج إلى مشاركة واسعة.

لذلك يرى بشارة ان مصر لديها مشكلة متعلقة بـ«السلوك الحزبى» الذى بدأ مبكرا للغاية قبل بناء صرح الديمقراطية التى فى اطار هذا يمكن ان تكون هناك تعددية اصلا، والتى بدونها التعددية تفتت البلد. لذلك نادى مبكرا إلى كتابة «مبادئ دستورية» متفق عليها قبل ان يبدا التنافس الحزبى.

«الثورة وضعت مبادئ على اساسها خرجت الناس فى كل ميادين مصر. هؤلاء ارادوا نظاما ديمقراطيا. هذه هى المبادئ التى على اساسها كان يفترض ان يأتى الدستور ومن ثم التنافس الحزبى ولذلك بدل من ان يخضع التنافس الحزبى للدستور، خضع الدستور للتنافس الحزبى. هذا هو الخطأ البنيوى الرئيسى الذى حصل فى مصر». والإجماع المقصود هو إجماع التيارات الاجتماعية والسياسية التى انضمت إلى ثورة ديمقراطية ضد الاستبداد. ويتخيل بشارة أنه لو وضع شباب الثورة بعد سقوط مبارك فى قاعة لاتفقوا عليها بسهولة. المقصود هو روح ثورة مصر، وهى لم تكن ثورة إسلامية ولا ثورة علمانية بل كانت ثورة ديمقراطية ضد الاستبداد والفساد ومن أجل الحرية والكرامة.

ويختلف بشارة عن المطالبين بالدستور اولا بأنه يرى ان مبادئ دستورية اشبه بإعلان حقوق المواطن الذى كتبه الفرنسيون قبل الدستور عام 1789 كانت كافية قبل الانتخابات، فتكون بمثابة مقدمة الدستور وجزء لا يتجزأ منه.

يقول: الديمقراطية ليست فقط تعددية حزبية وحكم اغلبية وانتخابات. هى مجموعة مبادئ اولا وهى تجبر كل الاغلبيات على أن تحترمها بعد ذلك، بعد ان نتفق على ذلك. «السؤال فى مرحلة الانتقال الديمقراطى هو ليس من يحكم، بل كيف يحكم. اعتقد ان مصر دخلت مبكرا فى سؤال من يحكم». فى مرحلة الانتقال الديمقراطية يتم الاتفاق على «كيف يُحكَم» لكى يقبل حكم «من يحكم» بالأغلبية.

إسقاط التمنيات على التيار الإسلام السياسى

هل إذا كان المستشار طارق البشرى الذى كلف برئاسة اللجنة التى وضعت تعديلات لدستور 1971 ورسمت خطة التحول الديمقراطى حسن النية اكثر من اللازم فى التعددية الحزبية؟ يجيب بشارة: المستشار البشرى مثل نخبة إسلامية كثيرة «تتعامل مع التيار الإسلامى ليس كما هو، لكن كما ينبغى ان يكون فيما توصلوا اليه من ناحية العلاقة بين الدين والديمقراطية. لن اقول كيف اقدر هذا الرجل واحترم اراءه وافكاره هو وآخرين الذين أعتقد انهم ليسوا فقط حسنى النية بل اكثر من ذلك فعندهم افكار اتفق مع غالبيتها». ولكن هؤلاء المفكرين ليسوا حزبيين ولم ينظموا احزابا فى حياتهم، وهنا يتضح الفرق بين الرؤية السياسية والممارسة التنظيمية.

وعن التأخر فى كتابة الدستور، وإخضاعه للتنافس الحزبى يقول: هذا الان حليب سكب. وبشارة يتحدث الآن على «انقاذ ما يمكن انقاذه».

حكم ممثلى الاغلبية البرلمانية هو الممارسة الديمقراطية «لا شك فى ذلك»، لكن يجب التمييز بين «الأغلبية الديمقراطية والأغلبية الدستورية». ان تستطيع ان تحكم ليس بـ52% بل بـ50% زائد صوت واحد إذا لزم، ولكن «فقط إذا كان متفقا على قواعد هذا الحكم مسبقا». لا يجوز أن يشكك احد فى «شرعية محمد مرسى» لكن هذا لا يعنى الاعتقاد ان دستورا يقر بأكثرية «طالما ان أكثر من 30% من المجتمع بما فى ذلك تيارات مركزية ليسوا متفقين على قواعد اللعبة الدستورية ولديهم شعور انهم مستثنون». 

 فى نفس الوقت، يعتقد بشارة ان المصريين لم يصوتوا بنعم أو لا على الدستور بل «صوتت ائتلاف ومعارضة أو موالاة ومعارضة» الدستور «ليس الموضوع» وانما اخضع كل شىء للتنافس الحزبى.

ولكن حدث ما حدث، ماذا الآن؟ يقول بشارة انه لو مكان مرسى أو الإخوان سيفكر فيما يلى: انه بناء على تصويت القاهرة والاسكندرية فإن 40% من سكان المدينتين ضده. هؤلاء ممكن ان يكونوا 70% من الطبقة الوسطى المصرية. «هل ستحكم بدون الطبقى الوسطى؟ المثقفين والانتليجنسيا؟ إذا أردت تأسيس دولة مدنية ديمقراطية لا استطيع ان استغنى عن الطبقى الوسطى والمدنية. وإذا كان هؤلاء ليسوا معك ستكون فى مشكلة».

يقترح بعد الدستور ان يعيدوا النظر فورا فى العلاقات بين القوى السياسية المختلفة لتشكيل الحكومة المقبلة، والبدء فى بحث البنود فى الدستور التى عليها خلاف، لإيجاد توافق فور اجتماع البرلمان المقبل، برعاية الرئيس وبدعمه.

على مرسى «اعادة النظر فى كل وعوده التى قدمها ويقوم بتنفيذها. عيب ان يبدأ طريقه دون تنفيذ وعوده ليبدأ اللحمة، والا بعد الاستفتاء سيدخل فى معركة جديدة».

لكن ما مدى مرونة مرسى أو الإخوان لكى يعيدوا النظر فى ادائهم السياسى، خاصة وان خطابات الرئيس وبالاخص نائب المرشد، خيرت الشاطر، خلت من اى اشارة حول المراجعة؟ يصمت بشارة لحظات قليلة قبل ان يجيب. يعود لفترة التسعينيات عندما كان يتابع «الوجه الإصلاحى» للإخوان، والجدل المثار آنذاك عن الإسلام والديمقراطية، كان يجب ان ملاحظة «انه من يتبنى تيارا ديمقراطيا يجب ان يجد نفسه فى النهاية خارج الإخوان» مثل ابو العلا ماضى وعبدالمنعم ابو الفتوح واخرين. لكن عند هؤلاء، «اكتشفنا ان النواة الصلبة لدى تنظيم الإخوان، لا تزال إخوانا».

«مضطر اقول ان اكبر خطأ يرتكبه الإخوان الآن هو الاحتفال بانتصار. انا لو مكانهم لحمدت الله اننى مررت من هذا الامتحان فقط، لأن ما حصلوا عليه ليس اكثرية دستورية وانما اكثرية حزبية ومرة اخرى انصحهم بالتمييز بينهما». وقد ظن بشارة ان الإخوان استفادوا من «دروس» من نتائج انتخابات الرئاسية عندما حصل مرسى على 24% فى المرحلة الاولى ثم بالكاد 52% فى جولة الاعادة، مما يعنى انهم «ساروا على الحافة» وأنهم لن يكرروا نفس الاساليب مجددا، وهو ما لم يحدث.

فى هذه الاجواء، فإن «نبرة» خيرت الشاطر التى تحدث بها فى خطابه يوم 8 ديسمبر هى ليست المطلوبة لهذه المرحلة. «على الاقل هى نبرة تصلح لحزب منافس وليس لمؤسسة الرئاسة. من حقه فى حزب منافس ان يتكلم كما يشاء لكن اكبر خطأ يحدث هو ان تكون هذه نبرة الرئاسة أو حتى الاغلبية البرلمانية المقبلة، لأن المرحلة مرحلة انتقال وتحول ديمقراطى وإنجاح الديمقراطية هو مسئولية وطنية لا تختزل فى إنجاح الحزب وحده».

فى نفس مشهد التوتر السياسى ظهر العسكر فى الصورة لأول مرة منذ اغسطس. يرى بشارة انه فى «افضل» افتراض، هذا الظهور قد يعكس قلقا ورغبة فى الحوار، و الافتراض الاسوأ انهم «ارادوا ان يقولوا نحن هنا ما زلنا موجودين وما زلنا الطرف الذى يجمع عليه الجميع». فى الحالتين اصدار بيانات «كان خطأ » فليست وظيفة الجيش الدعوة إلى حوار، ولا يجب ان يتحدث عن الرئاسة باعتبارها «طرفا» لأن المؤسسة العسكرية « يجب ان تطيع الشرعية المنتخبة»، فالجيش لا يتعامل مع أطراف، بل مع الدولة، وهذا معنى تحييده عن السياسة.

لكن ألم يوافق عمرو موسى ومحمد البرادعى وحمدين صباحى على الحوار مع العسكر وكانوا ذاهبين اليه؟

ـ صحيح، يقول بشارة، «لكن كانوا سيخسرون نصف جمهورهم». ويستدرك انه توجد « فروق كبيرة» بين هذه الشخصيات، وبينهم وبين جمهور كل واحد فيهم. وهناك «فروق كبيرة بين جمهورهم الحزبى والجمهور العام للمعارضة» هذه أمور مختلفة. لذلك يستطيعون ان يتحركوا بحرية لأنهم «لا يملكون قواعد حزبية واضحة. ومع ذلك فى اى لحظة قد يلتفتون إلى الخلف ولا يجدون الجمهور». فهو ليس جمهورا حزبيا ملتزما بكل ما يفعلون.

الاهم من ذلك كله، ما يقول بشارة انه «الخطر الكبير» فى شكل التحزب الحالى.

هناك «أنظمة عربية وقفت ضد الثورة وهى تدخل فى الاستقطاب القائم عبر فلول النظام السابق» وتعتبر التعددية «مماثلة للفوضى». ليس ضروريا ان يدعموا طرفا بذاته «لكن لا يسمحون لمصر ان تستقر»..

الخطر الثانى برأى بشارة، ان يتحول الاستقطاب الحزبى إلى استقطاب اجتماعى. «إذا سمحت الاحزاب بتقسيم المجتمع إلى مؤيدين وغير مؤيدين للشريعة، أو بين علمانيين وغير علمانيين فإنها لا تتصرف بمسئولية وطنية»، لأن المجتمع المصرى ليس مقسوما بهذه الطريقة، ولا يجوز تصدير انقسام الاحزب إليه.

لا يتفق بشارة مع الذين يتهمون مرسى بالاستمرار فى سياسة حسنى مبارك الخارجية، فلا يوجد «اى تقييم موضوعـى للامور، ونحن نمر بمرحلة سجال حزبى فى كل شىء».

من ليس قادرا على المقارنة بين سلوك مصر فى حرب غزة فى 2008 وبين سلوك مصر الحالى «هو غير قادر على المقارنة اصلا». والمطلوب «حد ادنى» من المصداقية لدى المثقفين الذين يدعون انهم لا يرون الفرق. «هل معقول ان يُقارن مرسى بوزير الخارجية السابق احمد ابو الغيط وهو مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية آنذاك تسيفى ليفنى فى القاهرة؟ النظام المصرى فى حينه لم يكن حتى وسيطا بل طرفا فى الحرب». ويضيف: نظام مبارك كان يريد معاقبة حماس وانهاءها، ومدير المخابرات آنذاك عمر سليمان ذاته كان جزءا من هندسة الحرب.

«صحيح ان مصر لم تحارب اسرائيل لكن موقفها مختلف، وهو متعاطف مع غزة» وصحيح ان جهاز المخابرات هو نفسه القديم، «لكن وجود راى عام مصرى فاعل ورئيس جديد عدل السلوك المصرى الذى اصبح مختلفا ويريد معاونة حماس». هناك من ينكر ليس فقط تغير النظام «بل إنجاز الثورة وفاعلية الرأى العام المصرى، التى لا تتيح أى تواطؤ مع إسرائيل حاليا. وأنا استغرب ممن لا يرى ذلك فقط لكى لا يقول شيئا ايجابيا عن انجازات الثورة. هنالك إيرانيون وسعوديون يدعون ذلك ويلتقون فى القول أنه لم يتغير شيئ وذلك من منطلقات متناقضة، ولكن الثورى المصرى يعرف أن أمورا كثيرة تغيرت».

صحيح ايضا ان مصر بعيدة جدا عن العودة إلى دورها الدولى لكن التغير واضح بين سلوك القاهرة الحالى والسابق، وما زالت الولايات المتحدة سعيدة ان مصر قادرة ان تلعب دور الوسيط. «و لكن هذه المرة وسيط قلبه مع الفلسطينيين وليس هدفه الضغط على الفلسطينيين. نظام مرسى كان يتشاور مع الفلسطينيين عن كيف يمكن ان تساعدهم مصر فى الخروج من الحرب وليس ”عليكم ان تقبلوا شروط الاسرائيليين لكى اقبل بأن انقذكم من القصف“- كما كان يحدث فى - 2009».

اما الانتقاد ان مصر لم تلغ كامب ديفيد، فذلك «عمل الحكم والمعارضة فى المستقبل» ان تتنافس حول دور مصر الاقليمى وعودتها لنفسها وان تلعب الدور الذى يجب ان تلعبه ورفض التطبيع مع اسرائيل والتقليل من الاعتماد على المعونة الامريكية تدريجيا حتى الاستغناء عنها. كذلك كيفية تنويع مصادر السلاح، تحديد ما هى طبيعة علاقة مصر مع فلسطين، مع ليبيا (لافتا إلى ان القاهرة مقصرة مع ليبيا وإذا لم «تستيقظ وتعود للعمل فى ليبيا بالتنسيق مع تونس» سنخسرها وممكن تنزلق لأحضان ايطاليا وفرنسا) «هذه  مهمات الحركة الوطنية المقبلة سواء إسلاميين أو غير إسلاميين».

يبدو بشارة مستاء ممن يمتنعون عن قول «كلمة جيدة عن السياسة المصرية» الخارجية. يصف اول زيارة لمرسى إلى الخارج فى الصين بالمهمة جدا، كذلك كلمته فى طهران امام قمة دول عدم الانحياز عن الثورة السورية، ويقدر انه «فتح على السودان بهذه الطريقة» رغم انه لا يزال هناك الكثير الذى ينبغى ان يحدث مع السودان. «اعتقد ان ثقل مصر السياسى والعسكرى وعودتها مركز ثقل الوطن العربى كله هو طبعا سيكون اكثر فائدة للاقتصاد المصرى، وكلنا يجب ان نساعد فيه».

الامر الرئيسى هنا ان نظام مبارك «الحليف لإسرائيل والتابع بالكامل- اى متنازل عن دوره- لأمريكا وللسعودية، هذا النظام انتهى».

الان طبعا فتحت الآفاق، إلى دور اكبر. لكن يتساءل: «هل تحددت معالم هذا الدور؟ إذا كنا غير متفقين على القضايا الداخلية، كيف اذن بدور مصر ومكانتها فى العالم والاقليم؟ هى قضية شديدة الاهمية ويجب ان يكون عليها توافق وطنى». ويرى بشارة أن دور مصر القيادى عربيا يبدأ بفلسطين والسودان وليبيا وتونس. فهذا محيطها المباشر والأهم ثم ينطلق إلى بقية العالم العربى. فمصر يمكنها ان تقود العالم العربى ولا يمكنها ان تقود العالم الإسلامى أو افريقيا. وقيادة العالم العربى هو «منصتها» للعب دور مهم فى العالم الإسلامى وفى أفريقيا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل