المحتوى الرئيسى

الخزانة السرية لأموال الإخوان

12/21 01:12

لا تعرف جماعة الإخوان الخجل.. تتمدد فى الدولة كما شاءت وتحلل لنفسها ارتكاب الجرائم السياسية ترتكب ما تراه فى صالحها حتى لو كان مخالفا للأعراف الوطنية، فالأهم عندها هو مصلحتها حتى إن قياداتها يؤمنون بمقولة «فليذهب الوطن وتبقى الجماعة» ويتخذونها منهجا عاما فى كل ممارساتهم السياسية.

الجماعة تعيش وكأنها فى أعماق الأرض تدفن أسرارها معها ولا تسمح لأى أحد سوى كبار القيادات فقط بالاطلاع عليها وكأنها دولة منعزلة لا تسمح لأحد بالتدخل فى شئونها رغم أنها تهاجم القوى السياسية وتتدخل فى شئونها بل وتعتبر نفسها الوصى عليهم وهو قمة التناقض السياسى الذى أصاب الجماعة عندما وصلت الى السلطة.

قيادات الإخوان أصابهم الخوف والفزع من الحملات الدعائية التى خرجت من القوى السياسية لرفض مشروع الدستور الاستبدادى الذى يرسخ لحكم الفرد وخرجوا يهاجمون تمويل تلك الحملات ويتهمون جبهة الإنقاذ الوطنى والقوى الثورية بتلقى تمويلات للخارج وتناست أنها تمول من الخارج وأن كل أنشطتها الدعائية والسياسية تنفق عليها من حملات التمويل التى تحصل عليها من الخارج، بالإضافة الى الدعم الذى تتلقاه من بعض الدول العربية. 

الأغرب أن الرئيس محمد مرسى خرج فى خطاباته الأخيرة بعد أزمة الإعلان الدستورى يتحدث عن المال السياسى الذى يستخدمه فلول الحزب الوطنى لتمويل الثورة المضادة ولم يتحدث عن التمويل الذي تتلقاه الجماعة من الخارج وتستخدمه فى تنفيذ خطة التمكين والسيطرة على الدولة.

الجماعة بعد الثورة أثبتت ان خزائنها المالية تمتلئ بأموال المساعدات والتمويل الذي تتلقاه من الخارج خاصة بعد الملايين التى أنفقتها فى تمويل مرحلة الموافقة على التعديلات الدستورية فى مارس من العام الماضى وأنفقت ما يقرب من 100 مليون جنيه على الانتخابات البرلمانية الماضية وما يقرب من 750 مليون جنيه على الانتخابات الرئاسية وذلك حسب تقديرات الدكتور إبراهيم زهران رئيس حزب التحرير الصوفى.

الأهم من كل ذلك هو ما كشف عنه عضو مجلس الشيوخ الأمريكى بارى هنكل من أن إدارة الرئيس أوباما موّلت جماعة الاخوان بمليار ونصف مليار دولار وانتقد الرجل فى استجواب قدمه دفع هذا المبلغ من أموال دافعى الضرائب الأمريكان لمساعدة من أسماهم بأعداء أمريكا وإسرائيل، وهو نفس ما أكده الفيلم التسجيلى «البناءون الغزاة» الذى أنتجته الطريقة العزمية وحزب التحرير الصوفى عن جماعة الإخوان وأخرجه ماضي المصري وأشرف عليه عصام محيي الدين.

لا يوجد حتى الان تقدير حقيقى لجحم أموال الجماعة المملوكة لها الآن فهناك أرقام تتحدث عن أنها وصلت الى 5 مليارات جنيه وأخرى تقول إنها زادت الى 7 مليارات إلا أن الصحفى الأمريكى فرح دوجلاس أشار فى مقال له نشر فى صحيفة «الواشنطن بوست» بعنوان «اكتشاف جزء صغير من إمبراطورية شركات الأوف شور لجماعة الإخوان الدولية» أن ثروة الجماعة الآن تتراوح ما بين 5 الى 10 مليارات دولار أى ما يقرب من 60 مليارا و300 مليون جنيه ولكن هذه التقديرات تبدو تقديرات خاصة أن ثلاثة فقط داخل الجماعة هم من يعرفون الرقم الرسمى وهم خيرت الشاطر وحسن مالك ويوسف ندا وهم من يديرون خزائن وأموال الجماعة فى الخارج.

الغريب أن كل المحاولات التى قام بها نواب برلمانيون ومواطنون للكشف عن مصادر تمويل الجماعة باءت بالفشل حتى الآن ففى البرلمان المنحل قدمت سناء السعيد نائبة الحزب المصرى الديمقراطى استجوابا للكشف عن مصادر تمويل الجماعة وإخضاعها للمراقبة إلا أن نواب الأغلبية الإخوانية جمدوا الاستجواب وادخله الدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس البرلمان المنحل ورئيس حزب الجماعة فى أدراجه.

الجماعة بحسب تصريحات ثروت الخرباوى أحد المنشقين عن الجماعة تعادل ميزانيتها ميزانية دولة بأكملها وليست ميزانية جماعة أو حزب فالجماعة من أغنى التجمعات السياسية أو الدينية فى مصر يليها فى القدرة المالية التجمعات السلفية, وقال إن الجماعة لديها مصادر دخل متعددة أول مصدر من هذه المصادر هى اشتراكات إجبارية يدفعها الأخ الذى ينتمى للجماعة تصل هذه الاشتراكات إلى حوالى 10% من إجمالى دخله كما أن الجماعة تحصل علي أموال أخري وهي أموال الزكاة والصدقات على اعتبار أنها تجاهد في سبيل الله ومن ضمن أسهم الزكاة سهم «في سبيل الله» بالإضافة إلي دعم التنظيم الدولي لجماعة الإخوان.

وبعيدا عن تصريحات «الخرباوى» فإن الجماعة تستثمر أموالها فى مشروعات فى الخارج وتتركز تلك المشروعات فى دول الخليج وتركيا وسويسرا كما ان لديها استثمارات فى جزر الباهاما كما أن جزءا كبيرا من اموال الجماعة يتم استثماره كشركات لـ«الاوف شور» من خلال صناديق استثمارية فى إمارة «ليتشتجاين» فى سويسرا والتى لا توجد فيها رقابة على الشركات وأصحابها ولا تشترط تقديم سجلات لها.

وحسب ما نشرته صحيفة «الواشنطن بوست» على لسان الصحفى الأمريكى فرح دوجلاس المتخصص فى شئون الشرق الأوسط أن من أبرز قادة تمويل الإخوان المسلمين إبراهيم كامل مؤسس بنك دار المال الإسلامي «دي إم إي» وشركات «الأوف شور» التابعة له في «ناسو» بجزر الباهاما، بالإضافة الى يوسف ندا وغالب همت في بنك التقوي في «ناسو» وأيضا إدريس نصر الدين مع بنك «أكيدا» الدولي في «ناسو».

وحسب ما نشرته الصحيفة الأمريكية أكدت أن الشبكة المالية للإخوان المسلمين من الشركات القابضة والعديد من المؤسسات المالية تنتشر في بنما وليبيريا وجزر فيرجن البريطانية وجزر كايمان وسويسرا وقبرص ونيجيريا والبرازيل والأرجنتين وباراجواي وأغلب هذه المؤسسات مسجلة بأسماء أشخاص مثل يوسف ندا وإدريس نصر الدين وغالب همت.

جماعة الإخوان من جانبها، اعترفت أن مصادر تمويلها فقط تقتصر على تبرعات الأعضاء وقالت على لسان رشاد البيومى نائب المرشد فى رده على اتهامات تمويل الجماعة فى الخارج نشره على موقع الإخوان الرسمى على شبكة الانترنت ان أعضاء الجماعة يقتطعون من دخولهم شهريًا نسبة تتراوح في الأوضاع الطبيعية بين 5% و10% وهو ما يطلق عليه «اشتراك» وليس من أموال الزكاة وأكد أنه لا يوجد سقف لما يقدمه أعضاء الجماعة من أموالهم للجماعة.

وطبقا للائحة الداخلية للجماعة الصادرة فى عام 1944 فقد وردت فيها مادة تنص على أموال الجماعة تتكون من الاشتراكات والتبرعات والوصايا والوقفيات والإعانات من أبوابها الشرعية وتحفظ الأموال الزائدة علي الحاجة في مكان أمين لا يمسه الربا وتنمى بالطرق المشروعة وتنفق في مصالح الجماعة بنظام دقيق يكفل الحرص عليها وعدم التبذير فيها.

وتشير المادة 18 من لائحة الجماعة إلى أن كل دائرة مستقلة بصندوقها وإدارتها المالية وتسجّل أملاكها وأدواتها باسمها الخاص وتختلف تفصيلات الاشتراك باختلاف دخول أعضاء الجماعة، ووفقًا لآليات يحددها الإخوان ويستثنى من ذلك الإخوان المصنفون كمؤيدين والطلاب وأصحاب الرواتب الضعيفة.

الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع قال إن الإخوان حصلوا على أموال طائلة أيام الرئيس جمال عبد الناصر من الدول العربية التى كانت تعارض الحكم الناصرى وهذا المال وصل الى سعيد رمضان زوج ابنة حسن البنا واستثمرته فيها الجماعة وكونت نواة كبيرة من ثروتها الآن.

وأشار إلى أن التنظيم الدولى للإخوان يمول الجماعة فى مصر بأموال كثيرة خاصة بعد الثورة والتنظيم يملك استثمارات فى ماليزيا واندونيسيا وبعض الدول العربية وايضا كانت تملك بنك التقوى فى جزر الباهاما الذى بدأ برأسمال 700 مليون جنيه ولا توجد رقابة عليه فى الخارج ويدار بواسطة القيادى الإخوانى يوسف ندا وهذا البنك خضع لتحقيقات بعد ذلك بتهمة غسيل الأموال للجماعة وعندما مات مرشد الاخوان مصطفى مشهور قام اعضاء مجلس إدارة البنك ويوسف ندا بنعيه وهو اكبر دليل على العلاقة القويه بينهما.

وأشار الى أن من يرأس التنظيم الدولى للإخوان يقوم على ثلاث سلطات أن يكون رئيس الجهاز السرى ورئيس التنظيم الدولى والمسئول المالى للجماعة وبالتالى فإن هذا الرجل وحده بالإضافة الى يوسف ندا وخيرت الشاطر يعلمون حجم الأموال الخاصة بالجماعة.

وقال السعيد ان التمويل الأجنبى للإخوان بدأ أيام حسن البنا على يد شركة قناة السويس فى بداية نشأة الجماعة وكان البنا يقول فى حجته للحصول على هذه الأموال «هذه أموالنا ردت إلينا» وكان هناك تمويل من القصر الملكى ومن ألمانيا وايطاليا واليابان فى ذلك الوقت ورغم حالة العداء بين الإنجليز والألمان فإن البنا استطاع أن يحصل على تمويل منها وكتب مقالات فى مجلة النذير قال فيها إن ألمانيا تتجه نحو الإسلام وأن علينا ان نساعدهم فى فهم الإسلام وان المانيا جعلت اللغة العربية الاولى وأطلق شائعة ان هتلر أسلم.

وأشار الى انه ضبطت وثائق فى الأرشيف العام للمتحف البريطانى تتحدث عن تمويل أجنبى للجماعة منها الوثيقتان المحفوظتان برقم  «371 مصر والسودان» الأولى صادرة من مدير مكتب الاعلام فى السفارة الألمانية وهو شخص لا يحمل الصفة الدبلوماسية موجهة الى الخارجية الألمانية يؤكد فيها أن حسن البنا حصل على المبلغ المتفق عليه وطالب بزيادته لأنه يستحق والوثيقة الاخرى من نفس الرجل تقول «تسلمنا الجزء الثانى من المبلغ وسلمناه الى الشخص «ح . ب» ويستحق المزيد من المال.

واشار السعيد الى أن الإخوان حصلوا على تمويل من إسماعيل صدقى وكان يمنح لحسن البنا حصص ورق للصحف وكانت مرتفعة الثمن فى ذلك الوقت وحصل على تمويل ضخم لافتتاح عدة مدارس وكان وزير المعارف العشماوى باشا يميل الى الإخوان ومنحهم أموال لعزيز الحركة الكشفية التى يطلق عليها الجوالة وهى المكان الذى يتم فيه إعداد الإخوانى لينضم اليها.

وأكد السعيد أن هناك وثائق فى مكتبة الكونجرس الأمريكى وتحديدا فى اللجنة النوعية رقم 5 فى لجنة العلاقات الخارجية وتحتوى بداخلها على تقارير من « CIA» ان البنا عرض على الامريكان الحصول على تمويل ضخم لمقاومة الشيوعية وقال انه عمل يحتاج الى جهد ووقت ولكن المخابرات الأمريكية لم تقتنع بذلك.

واشار الدكتور ابراهيم زهران رئيس حزب التحرير الصوفى الي ان اعتراف محمد حسنين هيكل فى الحلقات التى يقدمها مع لميس الحديدى أن حسن البنا عرض رئاسة الجماعة على محمد حسين هيكل باشا رئيس حزب الاحرار وقال له ان السعودية تدعمنا ماليا وهو ما ذكره هيكل باشا فى مذكراته عام 1946.

وقال إن عضو مجلس الشيوخ الأمريكى بارى هنكل اعترف أن أمريكا منحت الإخوان مليارا و500 مليون دولار بعد الثورة وعندما واجهت الإخوان بما حدث قالوا إنهم سلموها للمجلس العسكرى وعلى افتراض أن الجماعة سلمت ما لديها من أموال فلماذا حصلت عليها وبأى صفة وتحت أى بند ولاى مهمة؟

وأشار زهران الى أن قطر والسعودية وأمريكا واحيانا بعض دول الاتحاد الأوروبى تمول الاخوان الآن التى أنفقت أموالا ضخمة على حملاتها الإعلانية والدعائية للانتخابات فمثلا فى انتخابات البرلمان أنفقت 100 مليون وفى الرئاسة أنفقت ما بين 750 مليون الى مليار جنيه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل