المحتوى الرئيسى

المكسيك تسعى لدعم السياحة قبل "نهاية العالم"

12/21 00:14

شيشن اتزا معلم بارز لحضاره مايا

تعد "شيشن اتزا" جوهره من بين الجواهر التي ترصّع تاج امبراطوريه مايا القديمه. حيث يمثل هرم كوكولكان الرائع معلما بارزا لحضاره بلغت اوجها في امريكا الوسطى وجنوب المكسيك.

واليوم، تعتبر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو" "شيشن اتزا" من مواقع التراث العالمي، وتستقبل مليون زائر كل عام.

ويتوقع هذا العام ان ترتفع اعداد السياح لتصل الي معدلات قياسيه مع توجه الكثيرين الي ولايه يوكاتان في المكسيك ليطلعوا علي الاثار قبل "فوات الاوان" بحسب ما هو مكتوب علي شعار اعلاني.

وتمثل هذه العباره اشاره الي الفكره السائده التي تقول ان شعب المايا هم من تنباوا بنهايه العالم في الحادي والعشرين من ديسمبر/كانون الاول عام 2012.

وبالنسبه للبعض، وفي ظل الاوضاع الاقتصاديه العالميه، فان فكره حدوث نهايه وشيكه للعالم تبدو مقبوله، بل ومثيره الي حد كبير.

الا انه وبالنسبه للحضارة الماياويه الحديثه، فان بيع صناعاتهم اليدويه تحت ظلال المعبد يمثل اشاره كبيره لسوء الفهم.

وقال ايسيدرو ايكماتو، وهو صاحب احد اكشاك البيع، وهو يشير الي التاريخ المكتوب علي احدي الاجندات الماياويه التي نحتها علي لوح خشبي ماخوذ من شجره السرو: "انها ليست نهايه لاي شيء"، وتابع: "بل هي بدايه لدائره تقويميه جديده لخمسه الاف سنه".

وقال ايكماتو ان جده علّمه تعقيدات هذا التقويم واطلعه علي كيفيه تصوير المراحل الزمنيه المختلفه علي هرم كوكالكان.

وقال ايكماتو: "علي ايه حال، سيكون امرا مميزا ان نكون بين اولئك الذين سيشهدون بدايه الدوره الجديده".

كما ان اساءه الفهم "لنبوءه" نهايه العالم لم تكن هي الاسطوره الوحيده المنتشره عن الحضاره الماياويه. بل ان الكثير يعتقدون ان هذه الحضاره قد محيت تماما بُعَيْد وصول الغزو الاسباني.

هناك فكره سائده بان شعب المايا هم من تنبؤوا بنهايه العالم في الحادي والعشرين من ديسمبر 2012.

وفي الحقيقه، فان سلاله بناه هرم "شيشن اتزا" لا تزال موجوده، وهم يمثلون ثاني اكبر طائفه عرقيه في المكسيك يتراوح عددها بين 800 الف ومليون من الماياويين الاصليين.

كما انهم يعتبرون من بين الاكثر فقرا وتهميشا في هذه المنطقه. فعلي سبيل المثال، يعيش اهل قريه "تاهدزيو" اوضاعا صعبه، حيث ان الاعمال التقليديه فيها كالاشتغال بالزراعه تمثل مهنه صعبه وغير مربحه.

يعمل خوان بوتيستا اتزا ماي، وهو مزارع من سكان البلد الاصليين، في الحقول لاكثر من نصف قرن، مستخدما طرق الزراعه نفسها التي كان يستخدمها اسلافه، كما انه يتحدث اللغه الماياويه القديمه.

واخبرنا خوان عن طريق مترجم له، انه "لن يتخلي عن ثقافته الماياويه ولغته".

وتابع قائلا: "كانت اولي كلماتي باللغه الماياويه، كما انني لا اتحدث الا بضع كلمات من اللغة الاسبانية، لذا فلن اتخلي عنها".

وفي حديثه عن اولاده، وهم يعملون بشكل عام في مجال الزراعه ايضا، قال انه "لا يمانع بان يقوموا باعمال اخري اذا ما ارادوا ذلك"، مشيرا الي المغريات التي تدفع الكثير للسفر شمالا نحو الولايات المتحده.

وقال: "الا انني لم استطع الا ان اعلمهم هذا"، مشيرا الي حقول الذره المزروعه في ارضه الصغيره.

اما غالبيه سيدات القريه، فيعملن في بيع الاقمشه المطرزه التي يحيكونها يدويا.

وقالت احدي تلك السيدات: "لقد ارتفعت التكاليف التي نتكبدها، الا اننا لم نعد نحرز ايه مكاسب من الثياب التي نحيكها،" حيث انه لم يعد احد في القريه، علي حد قولهم، يحقق- او يتوقع ان يحقق - ايه مكاسب اضافيه بعد الطفره السياحيه التي شهدتها المنطقه.

مزارع من سكان مايا الاصليين

اما في العاصمه الماياويه ميريدا، فهناك قصه اخري. حيث تم تشييد متحف ببضعه ملايين يضم ثقافه البلد الاصليه كجزء من احتفالات حكومه مايا لعام 2012 بولايه يوكاتان.

وضم المتحف مجموعه مذهله من المشغولات اليدويه والمعروضات باللغات الماياويه والانجليزيه والاسبانيه. الا ان المتحف كان سببا في اثاره بعض الجدل، خاصه فيما يتعلق بتكلفته. اما رئيس المتحف، جورج اسما، فقال ان تلك الاموال انفقت بصوره ملاءمه.

وفي مقارنه بين ذلك المتحف وبين معابد بالينك واوكسمال، قال اسما: "ان تلك هي نفس المساحه التي بناها سكانا مايا".

وتابع قائلا "انني علي يقين ان قدماء سكان مايا شهدوا صراعات وخلافات حول اتخاذ القرار لبناء تلك الابنيه الاثريه العظيمه حتي يتركوا لنا تراثهم، ونحن نقوم ايضا بعمل ذلك الان".

الا ان تلك الفكره لم تقنع من يوجهون انتقاداتهم نحو الحكومه.

فهم يقولون ان احتفالات مايا لعام 2012، التي تضم اشعارا ومقطوعات موسيقيه ورقصات احتفاليه في بعض الاماكن مثل "شيشن اتزا" لم تعود باي فائده علي مجتمعات السكان المحليين الاصليين.

وقالت كريستينا مونوز، اخصائيه علم الاجتماع والعضوه في مجموعه "اندغناسيون" الحقوقيه المحلية: "اعتقد ان ذلك شيء من الماضي عديم الفائده".

وتابعت القول "انه شيء من الماضي عديم الفائده بعد احتفاليه سيئه التنظيم اقيمت بذريعه مايا. انهم لم ينظموها (جيدا)، ولم يفسروا السبب في اقامتها. انها(الاحتفالات) تستخدم كعرض لحفله من حفلات الاغنياء".

وجهت انتقادات للحكومه لتنظيم احتفالات مايا

وعلا صوتها نبره من الحزن وهي تقول "كل ما يتبقي عمله بعد هذه حفله كهذه لا يكون الا جمع القمامه".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل