المحتوى الرئيسى

أطفال الجزائر الذي شهدوا "مذبحة بن طلحة" أصبحوا شبانا مهمشين

12/15 11:41

اليتم والبطالة والشعور بالإهمال، معاناة تعكر الحياة اليومية للشباب في حي بن طلحة، التابع ادارايا لبلدية براقي شرقي العاصمة الجزائر، هذه الحالة تنذر بـ"انفجار وشيك لبركان من الغضب" كما يقول شبان من الحي في حوارات مع DW. أطفال الحي الذين شهدوا إبان العشرية السوداء في الجزائر مأساة مروعة ذهب ضحيتها المئات من أهاليهم، أصبحوا اليوم شبانا ويواجهون مظاهر تهميش إجتماعي ويفتقدون "مقومات الحياة الكريمة"كما يروون وتبدو كذلك على ملامح بلدتهم الحزينة.

يتميز حي بن طلحة الذي يبعد عن العاصمة الجزائر بـ 20 كيلومتر، بأنه مجمع سكني ذو طابع هندسي غير منتظم، تنتشر فيه البناءات القديمة والحديثة، اضافة الى وجود بيوت هشة من القصدير، هي مخلفات العشرية السوداء التي لم يكتب لها ان تنتهي بعد، كما وصف ذلك محمد حكيم وهوأحد شبان المنطقة الذي أصبح يتيما بعد مقتل والديه في مجزرة بن طلحة عام 1997.

شبان الحي يبتاعون منتوجات بسيطة لتغطية نفقاتهم اليومية

كونه من ضحايا هذه المجزرة، يسرد محمد بعضا مما علق في ذاكرته عن المجزرة التي وقعت في المجمع السكني المسمى بن جيلالي في قلب حي بن طلحة، إذ يقول: " كنت الإبن الثالث لوالدي، كنا نعيش في المجمع السكني بن جيلالي، والدي كان يعمل تاجرا، بدأ التجارة حسب ما يروي لي الجيران منذ ولادتي، دخلت المدرسة الابتدائية "الأمير عبد القادر" الوحيدة في الحي أنذاك، وفي احدى الليالي من عام1997، طرق الباب مجموعة من المسلحين، وكنا محاصرين، واقتحمو المنزل واخذو يطلقون النار".

يتنهد محمد ويضيف"كل ما اتذكره أنني لجأت الى غرفة صغيرة من بيتنا ولم استطع أن ابكي، بل اغمضت عيني و اذني كي لا أسمع صوت الرصاص، و بعد ساعات، وجدت البيت مليئا بالدماء، و لم اعرف ان والدي واخواتي الأربعة قد قتلوا جميعا، وبقيت الوحيد الناجي من تلك المجرزة التي عرفت فيما بعد أنها شملت الحي بكامله".

ويعتقد محمد أن تلك الصورة لا يمكن أن تغيب عن خياله، فقد تركت أثرا نفسيا لا يمكن أن ينسى، حيث تربى في دار للأيتام في بلدية بئرخادم، ليعود فيما بعد إلى منزل العائلة في حي بن طلحة، بعد إعادة بناءه بمساعدة من بعض الجيران العائدين الى بيوتهم المهجورة، بعد حوالي ثلاث سنوات.

أحد شبان الحي يبيع خضرا في حي بن طلحة

العوز والحرمان ليس فقط الأثر الوحيد الذي خلفته فترة العشرية السوداء، كذلك الآثار النفسية لا تزال محفورة في دواخل هؤلاء الشبان جراء العنف الذي مارسه الارهابيون عليهم وهم أطفال علاوة على حرمانهم من ذويهم، وهو ما يرويه سليم الذي لا يذكر شيئا عن تلك المجزرة لانه كان مقيما عند أحد اقاربه في ولاية البليدة:"وجدت نفسي يتيما، دون أن أعرف وبعد مدة تم توجيهنا الى مركز السيكولوجي الحاج محمد حجاج، ولكن لا أرى أي مستقبل لي بعد أن خرجت من هذا المركز".

وانشأ هذا المركز كمحاولة من السلطات المحلية، لإعادة ادماج الاطفال الأيتام في الحياة الاجتماعية، من خلال توفير أطباء مختصين يشرفون على جلسات علاجية مع الأطفال، بالإضافة الى توفير بعض الدروس الخاصة لأطفال المنطقة.

ولكن التهميش هو المفردة التي طالما ترددت على أفواه الشباب الذين سألناهم عن أحوالهم الإجتماعية. بلقاسم هو عينة من الشبان الذين يعانون من التهميش، وعدم ادماجهم في عالم الشغل، كما يوضح ابن الحي، حيث يقول:"لقد كنت طفلا يتيما، قتل والدي في مجزرة بن طلحة، وتربيت وسط ظروف صعبة، والآن أنا شاب اتساءل: أي مستقبل لي دون عمل، وبدون أي عائد مالي أستطيع أن أواجه به الحياة المعيشية اليومية" و]ضيف"لم أتمكن من متابعة الدراسة في سنوات الجمر والآن أنا شاب ضائع تماما"، لم يكتب لبلقاسم الشاب أن يكوّن أسرة لحد الآن وقد بلغ سن الثانية والثلاثين، بالإضافة إلى الظروف الاجتماعية الصعبة اليومية، التي يتجرعها اليوم.

بنايات حديثة شيدت في الحي لكن معاناة شبانه لم تنته

والزائر للمكان يلاحظ أن شبان الحي، ينتشرون في زاوياه وساحاته المنتشرة بين المجمعات السكنية، وان أعمال البعض منهم عبارة عن بيع للخضروات، أو بيع الهواتف النقالة المستعلمة في الأرصفة القريبة من محطة نقل الحافلات، وهي المكان الذي يستقطب عددا لابأس به من المارة، مما يشكل فرصة للبيع، هذا النوع من السلعة.

خبير ألماني: من يتقدم للانتخابات ومن يملك السلطة الفعلية في الجزائر هما أمران مختلفان

أصداء ذكرى انتفاضة 5 اكتوبر في الجزائر لم تتجاوز فيسبوك

المفقودون في الجزائر بين مطالب لكشف الحقيقة ودعوات لنسيان الماضي

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل