بالأسماء:أشهر أفلام السينما المصرية مسروقة من أفلام أجنبية منذ أن قامت الثورة وظهرت على الساحة القوى الإسلامية الفاعلة، وخيل للبعض أن هذه القوة أصبح بيدها مقاليد الحكم، أصبح من المألوف أن يخرج كل فترة فئة من الفنانين وممن يطلقون على أنفسهم "مبدعي

منذ ان قامت الثوره وظهرت علي الساحه القوي الاسلاميه الفاعله، وخيل للبعض ان هذه القوه اصبح بيدها مقاليد الحكم، اصبح من المالوف ان يخرج كل فتره فئه من الفنانين وممن يطلقون علي انفسهم "مبدعين" من ممثلين ومؤلفين وكتاب قصه وروايه، ويملؤون الدنيا صياحًا بانهم يخشون علي الابداع والتعرض لحريتهم بعد وصول الاخوان للحكم، وانهم سوف يدمرون الفن والابداع في مصر، واصيب الكثير منهم بحاله من الفزع لاعتقادهم انه سوف يقام عليهم الحد، او يمنعون من ممارسه الفن بالطريقة التي يرونها، وخرجوا في كل وسائل الاعلام يهددون ويتوعدون كل من سيقترب منهم او من ما يقدمونه.

 الغريب في الامر، ان هؤلاء المبدعين، صدقوا بالفعل انهم "مبدعون"، وجل انتاجهم "مسروق" من اعمال اجنبيه، فالافلام المصريه التي تم اقتباسها من الافلام الاجنبيه طبقًا للاحصائيات اكثر من 90%من الافلام المصريه سواء القديمه او الجديده، كلها مقتبسه.

 "المصريون" من جانبها تتساءل: هل هناك ابداع في مصر؟، فالكثير من افلام السينما المصرية مقتبس ومسروق من الافلام الاجنبيه، وهناك بعض الافلام منقول بالكربون، فاين الابداع الذين يتحدثون عنه؟، اين التاليف السينمائي او القصه؟، لا يوجد، فالمؤلف كل ما يفعله هو ان يشاهد الافلام الاجنبيه، ويقوم بتقليد القصه والافكار، ويحولها المخرج الي اللهجة المصرية مع بعض التحريفات التي يطلقون عليها التوابل؛ حتي يتماشي مع المجتمع المصري، ولكن في النهايه فالفكره مسروقه بل والتنفيذ ايضًا مسروق، وفي النهايه الابداع المصري عقيم، ولا ياتي بجديد، ويخلو من الابتكار، وفي النهايه يخرج افلامًا لا تليق بالمجتمع المصري، والجدير بالذكر ان اكثر الافلام اسفافًا وابتذالًا ظهرت بعد الثوره.

 وخذ عندك مثلًا فيلم "الامبراطور" الذي تم انتاجه عام 1990 بطوله أحمد زكي، ورغده، ومحمود حميده، مقتبس من الفيلم الاجنبي scarface  للمثل العالمي "ال باتيشينو"، حيث انه يتشابه في انه يروي قصه صعود صعلوك من القاع الي القمه بتجاره المخدرات، جاء الفيلم مطابقًا للفيلم الاصلي في العديد من المشاهد منها نجاه البطل وصديقه من محاوله تصفيه جسديه من خلال اتمام صفقه مخدرات، وايضا وفاه صديقهم الثالث، ولكن طريقه القتل مختلفه.

 وخذ عندك فيلم "حبيبي نائمًا" انتاج 2008، الفيلم بطوله مي عز الدين، وخالد ابو النجا وحسن حسني، والفيلم مقتبس عن فيلم"shallowhal"، والذي تم انتاجه عام 2001، وتدور قصه الفيلم الاجنبي ان بطل الاحداث سطحي  في رؤيته للبشر بالتركيز علي مظهرهم الخارجي دون الالتفات الي جوهرهم الداخلي، والنتيجه انه يري من منظوره الخاص حبيبته السمينه علي ارض الواقع في رشاقه عارضات الازياء، وايضًا تشابه منظر مي عز الين مع بطله العمل الاصلي "جوبينت بالترو".

 وايضا فيلم "حفل زفاف" انتاج عام 2009 بطوله محمد رياض، وهايدي كرم، وفرح، واياد نصار، والفيلم ماخوذ عن الفيلم الاجنبي"verypad things"، والذي تم انتاجه عام 1998، وكانت نفس القصه بالمسطره  وهي محاوله مجموعه من الاصدقاء اخفاء جريمه قتل ارتكبوها عن دون قصد في حفل وداع عزوبيه احد اصدقائهم.

 وايضًا فيلم "1000مبروك" انتاج عام 2009 بطوله احمد حلمي ومحمود الفيشاوي ومحمد فراج، مقتبس من فيلم "groundhog Day" والذي تم انتاجه عام 1993 هو نفس الفيلم، حيث ان البطل قرر قتل نفسه بعد ان سئم من تكرار يوم زفافه في كل ايام حياته.

 وفيلم "امير الظلام" انتاج عام 2002 بطوله عادل أمام، وشيرين سيف النصر، وخالد سرحان، ويوسف داود، ماخوذ من فيلم scent of awaman"، والذي تم انتاجه ايضًا عام 1993 في كلا الفيلمين البطل فاقد لبصره اثر اصابه في الجيش، ورغم ذلك فهو يحاول اثبات لكل من حوله انه قادر علي الابصار بقياده سياره بسرعه جنونيه وليس طياره.

   وايضًا فيلم "عصابة حمادة وتوتو" بطوله عادل امام ايضًا، ماخوذ من الفيلم الاجنبي "fun with Dik&gane " والقصه متشابهه بالنص.

 وتضم القائمه ايضًا فيلم التوربيني انتاج عام 2007 بطوله شريف منير، وأحمد رزق، وهند صبري، ومحمد كريم، مقتبس من فيلم rain Man انتاج عام 1988 للفنان العامي توم كروز.

 وخذ عندك فيلم "ناسف علي الازعاج" انتاج عام 2008 بطوله احمد حلمي، ومحمود حميده، ودلال عبد العزيز، ومنه شلبي، مقتبس عن فيلم "the sixth snse" انتج عام 1999، وفيلم aBeautiful mind انتج عام 2001، والفيلم ماخوذ من فيلم النجم راسل كرو هو مزيج من الفيلمين.

   فيلم "طير انت" انتاج 2009 بطوله احمد مكي ودنيا سمير غانم، ولطفي لبيب، والماخوذ عن فيلم " bedazzle"، والذي انتج عام 2000، وهما يتفقان في نفس الفكره، والتي تدور حول شخص يسخر منه زملاؤه في العمل يقع في حب فتاه حتي يعثر في يوم ما علي جن يساعده علي التقرب منها وايقاعها في حبه بالظهور لها باكثر من شخصيه.

 فيلم "تيتو" بطوله أحمد السقا وحنان ترك، ماخوذ عن الفيلم الفرنسي"leon the professional" للمثل الفرنسي جون رينو.

 فيلم الرجل الابيض المتوسط  ماخوذ من فيلم nothing to lose  وغيرها من الافلام الكثيره التي تمت بنفس الطريقه مثل افلام (الشبح لاحمد عز"، وفيلم "الحاسه السابعه"، وفيلم "فرقه بنات وبس"، وفيلم الداده دودي لياسمين عبد العزيز.

 هذا بالاضافه الي انه بعد الثوره - في عهد الاخوان - ظهر الكثير من الافلام غير الاخلاقيه وخاصه افلام للكبار فقط، ومن اسوا الافلام التي ظهرت هذه الفتره فيلم "ريكلام" بطوله غادة عبد الرازق، والذي يضم عددًا كبيرًا من المشاهد الاباحيه والالفاظ الخارجه، وايضًا فيلم "بون سواريه" الذي من المفترض ان يمحي من ذاكره السينما من كثره المشاهد والالفاظ الاباحيه.

 وفي هذا الصدد تقول الكاتبه والناقده السينمائيه "ماجده خير الله": "اننا نعاني من مشكله التاليف في مصر، وان التاليف عقيم؛ لان المؤلف لا يستطيع ابتكار فكره خاصه به، ولكن الموضوع الان اصبح يقاس بالماده فقط، واصبح التقليد هو السمه الغالبه علي كل ما هو موجود من افلام في السينما المصريه؛ لاننا ليس عندنا طه حسين، ونجيب محفوظ المؤلفين الذين يهتمون بمشكلات مجتمعهم، ويبدعون في التاليف وكتابه القصه، ولكن المؤلف هذه الايام يعتبر نفسه عبقري من فيلم واحد، وبيكون ماخوذ من فيلم اجنبي؛ لان المشكله تكمن في كيف يكون الاقتباس، حيث انهم يفهمون الامر خطا، ليس الاقتباس عيب، وليس اننا نشاهد الغرب عيبًا بل اننا نكون مجرد ناقلين بالمسطره فقط مثل ما يفعل الكثير من المؤلفين، للاسف هذا هو حال التاليف في مصر، ويجب ان يكونوا صريحين حتي ويخرجوا يقولون ما هو المصدر الحقيقي للفيلم؛ لان المشاهد اصبح واعيًا جدًا، ويشاهد كل شيء، ويستطيع ان يفرق ما بين الحقيقي والمزيف.

 ومن ناحيه اخري يقول طارق الشناوي - الناقد السينمائي -: "ان اكثر من 80% من الافلام المصريه مقتبسه من الافلام الاجنبيه، بالاضافه الي ان بعضها منقول نقل مسطره بالفعل، ولا يوجد ابداع حقيقي نستطيع ان نخاف عليه بجد من اي خطر يواجهه، ولكن ليس معناه اننا نحاربه لمجرد سيطره تيار ديني علي الحكم، ويكون في يده موت كل الحريات، ومن ضمنه الفن، ولكن علينا ان نجتهد، وندعم الابداع ونحاول خلق مبدع يوصل للعالميه بالفعل، وليس كلام ولكن في النهايه فالاقتباس امر خاطئ ومرفوض تمامًا، ونحن نخرج ونهاجم ونقول الحقيقه، ولكن بعد فوات الاوان".