المحتوى الرئيسى

بالصور.. سينمائيون جزائريون: أفلامنا فضحت الاستعمار وُولدت من رحم الكفاح المسلح

12/01 12:13

علي الرغم من ان الغالبيه العظمي من الدول العربية وقعت اسيره للاحتلال الاجنبي بعد الحرب العالميه الثانيه في القرن الماضي، الا ان السينما فيها لم تواكب او تتفاعل او تشارك قوي النضال والكفاح الوطني فيها، بالشكل المفترض او الصحيح باستثناء الوضع في الجزائر، بلد المليون شهيد.. التي ولدت السينما فيها من رحم الكفاح المسلح والنضال الوطني ضد الاحتلال الفرنسي.

وقد ترسخ مفهوم السينما ورسالتها بالجزائر في كونها اداه مقاومه تفزع العدو وتكشف عن جرائمه الوحشيه ضد الشعب الاعزل، وعلي صعيد اخر تبث روح المقاومة وتؤجج حميه النضال في نفوس جيش التحرير الشعبي الذي انخرط فيه كل فئات الشعب الجزائري من مثقفين وعمال وساكني الصحراء من البدو والرعاه، اذن السينما في الجزائر جاءت كوسيله للمقاومه والتحرير، لا وسيله للتسليه والترفيه كما هو الحال في معظم السينمات العربيه.

وحول جدليه السينما والثوره في الجزائر، جاء فيلم "سينمائيو الحريه" ليتناول صفحات من تاريخ هذه السينما، وكيف ان السينما عندهم كانت رساله تحريضيه واداه نضاليه فاعله الهبت حماس الثوار ودبت في نفوس المجاهدين الجزائريين روح الشجاعه وقوة التحمل والامل في تحقيق الحريه والاستقلال.

وهكذا نجد ان الفيلم يفضح رساله السينما كما ارادها المستعمر الفرنسي الذي ركز في افلامه الدعائيه المغرضه علي نقل صوره للغرب مغايره وظالمه عن طبيعه المجتمع العربي المتمثل في الجزائر.

واكد ذلك المؤرخ السينمائي احمد بجاوي بكشفه عن محاولات اقصاء الجزائريين عن هويتهم حتي في عقيده بعض المستشرقين أمثال فيكتور هوجو وغيره ممن يطلق عليهم اصحاب الفن الاستشراقي الذين يعكسون صوره العرب في الشرق للعالم الغربي من وجهه نظرهم، علي الرغم مما يبدو علي السطح من سمو رساله البعض منهم وانسانيته.

من جانب آخر، يعرض الفيلم صورا من المعارك الوحشيه التي يرتكبها جنود الاحتلال ضد افراد الشعب الاعزل، ويعلق عليها رضا مالك، رئيس حكومه سابق، متحدثا عن المقاومه الشعبيه وتاريخها النضالي، والراي بتدويل قضيه كفاح الجزائر في المحافل الدوليه.

ولا ينكر الفيلم دور الاجانب ممن قاوموا الاحتلال الفرنسي ووقفوا انتصارا لقضيه التحرر العادله مع المناضلين الجزائريين، سواء كانوا فرنسيين انخرطوا عن طواعيه واقتناع في جانب الحق في الحريه والاستقلال، او السينمائيين العرب من تونس او السينمائيين من دول الغرب.

وهنا يؤكد الفيلم الدور العظيم الذي لعبه روني فوتيه من خلال افلامه الشجاعه مثل: "امه العرب" و"كفاح الجزائر" الذي عرض خارج الجزائر، وفضحه لممارسات الاحتلال الفرنسي في الجزائر واتهامه ببيع فيلم لروسيا يدين هذا الاحتلال ومن ثم الحكم عليه بالسجن، كذلك دوره في تشجيع السينمائيين الجزائريين لانتاج مثل هذه النوعيه من الافلام.

واشاد الفيلم ايضا بدور بيار كليمون، المخرج التونسي الرائد في سينما الحريه الجزائريه، وفيلم "ساقية سيدي يوسف" الذي يصور الكفاح الوطني، مما تسبب في سجنه من قبل قوات الاحتلال، الا انه لم يتردد في نقل خبراته السينمائيه التقنيه للسينمائيين الجزائريين الشبان، وبشكل خاص في مجال التصوير بالكاميرا المحموله التي تتفق مع التصوير في الاماكن الممنوعه والجبليه، حيث الثوار ومشاهد الاعدامات والقتل والتخريب التي ترتكبها قوات الاحتلال الحمقاء ضد شعب اعزل.

وبالطبع تطرق الفيلم لدور سينمائيي الحريه في الجزائر وتعاون اصدقائهم من الاجانب ممن ذكرنا نماذج منهم لانتاج سينما وطنيه تعبر عن قضيه الكفاح الوطني بعيدا عن الافلام الدعائيه التي يصنعها المحتل الاجنبي، مثل فيلم "جمال شنديرلي" الذي يفضح اساليب المحتلين وممارساتهم الوحشيه ضد الشعب الجزائري.

ومع انشاء "مصلحه السينما لجيش التحرير" علي يد محمد ياسين ورفاقه تحقق العديد من الافلام الوطنيه علي يد سينمائيي الحريه امثال: علي الجناوي صاحب فيلم "هيا ابناء الجزائر" والذي استشهد في الجبل اثناء التصوير، كذلك دور "موسوي" وشرائطه الوثائقيه التي تفضح جرائم المحتل الفرنسي، وغيرهما، الي ان تكون مايطلق عليه "لجنه الصوره والصوت" بوزاره الاعلام علي يد: محمد لاخضر حمينه، حسن بلحاج، ومصطفي كاتب، وكان اول انتاج لهذه اللجنه فيلم "جزائرنا" من اخراج الثنائي: حمينه / شولي شندرلي، ثم فيلم "صوره ياسمينا" اخراج شندرلي / حمينه، وفيلم "بنادق الحريه" اخراج شندرلي / حمينه ايضا... محمد لاخضر حامينا المخرج العربي الوحيد الذي نال جائزه السعفه الذهبيه من مهرجان "كان" السينمائي الفرنسي.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل