المحتوى الرئيسى

تقرير..أبطال أزليون خلّدتهم التماثيل

11/30 17:26

بوجود افراد عائلته الي جانبه والتشكيله الاساسيه لفريقه، اضافه لنجوم من كافه انحاء العالم ـ من بينهم كانتونا وفان نيستلروي ويورك ـ اتوا للتواجد في هذه المناسبه. قد يفترض المرء بالنظر الي حجم المدعوين والشخصيات الشهيره المتواجده ان ذلك كان احتفالاً لاعتزال السير اليكس فيرجسون.

الا ان فيرجسون كان يحصل علي تكريم مميز يُعتبر بالنسبه له الابرز في مسيرته الحافله بالالقاب والتشريفات والجوائز. حيث قال امام الحشد المجتمع قبل رفع زوجته، كاثي، الستار عن تمثال له امام ملعب اولد ترافورد: "انه امرٌ رائعٌ فعلاً ـ لحظه افخر بها حقاً. عاده ما يموت الافراد قبل ان يكون لهم تمثال، وكاني اتخطي الموت!"

صحيحٌ ان كلام فيرجسون تبعته ضحكات، الا ان الحقيقه تقول انه عاده ما يتم نصب التماثيل بعد وفاه المشاهير، ولكن عالم كره القدم حافل بنماذج تخالف القاعده السائده. فقبل اربع سنوات فقط كرّم اليونايتد ايضاً دنيس لو و بوبي تشارلتون ـ وكلاهما علي قيد الحياه ـ بتمثال يظهران فيه بوقفه احتفاليه مع الشخصية الاخري في "الثالوث المقدس" للشياطين الحمر وهو جورج بيست. وقد قال تشارلتون عند الكشف عن النصب: "هذه واحده من اعظم الاشياء التي حصلت لي في حياتي."

وقد تم تكريم خصم عنيد من تلك الحقبه، اوزيبيو، بطريقه مماثله في ملعب بنفيكا "استادي ودا لوز". وكما هو الحال بالنسبه لخصومه في اليونايتد في نهائي كأس أوروبا عام 1968، فقد تحول هذا التمثال الي وجهه سياحيه في البلاد. ولا يمكن ان يزور المرء ملعب دينامو موسكو دون ان يلتقط صوره تذكاريه مع تمثال برونزي للاسطوره ليف ياشين يظهر فيه عملاق حراسه المرمي وهو يصدّ احدي الكرات. كما يتجسد النجم اللامع بوبي مور بتمثال كبير في الممر المؤدي الي ملعب ويمبلي. وكذلك الحال بالنسبه الي كوين موليين اسطوره فيينورد، الذي وصفه روبن فان بيرسي علي انه "ليونيل ميسي عصره"، والذي يتواجد تمثال له في ملعب "دي كويب" التابع لنادي مدينه روتردام.

كما خلّد ريال مدريد لاعبه الفريد ودي ستيفانو بطريقه مماثله، رغم ان تمثاله (الذي يظهر فيه "السهم الاشقر" وهو يحتفل بضربه حره متقنه في نصف نهائي كاس اوروبا عام 1958) ولكنه غير موجود في ملعب بيرنابيو العريق، بل في مركز التدريب التابع للنادي كالهام للاعبين الواعدين في صفوف الفريق الملكي.

جدير بالذكر ان الانديه لم تتبع جميعها اسلوباً تقليدياً في تخليد نجومها. حيث لم ياتِ التمثال المكرس لتكريم نجم هامبورج أوفي زيلر بهيئه عاديه، بل هو عباره عن منحوته بوزن يبلغ اربعه اطنان وبارتفاع يبلغ 5.4 متر لقدمه اليمني بكل تفاصيلها.

وشهد عام 2004 انتهاج اذربيجان لمفهوم جديد في التماثيل المخصصه للشخصيات الكرويه، حيث لم يكن للاعب او مدرب، بل حكم تماس. حيث اصبح توفيق بهراموف مشهوراً حول العالم ـ وان بشكل سلبي في المانيا فقط ـ عندما اعلن ان كره جيف هورست المثيره للجدل في نهائي كاس العالم  1966 قد عبرت خطّ المرمي وهو ما مهد الطريق لتتويج انجلترا بطله علي عرش العالم. ورغم انه غالباً ما يُشار اليه عن طريق الخطا علي انه "مساعد الحكم الروسي"، الا ان بهراموف (الذي يقف تمثاله شامخاً في العاصمه باكو) تعتبره السلطات الاذريه علي انه رفع اسم بلاده عالياً وزاد من شهره موطنه في المحافل العالميه.

غالباً ما يتم تخليد ذكري المدربين بتماثيل حجريه او برونزيه. حيث تم تكريم السير بوبي روبسون بتمثالين في ملعب نادي إبسويتش تاون "بورتمان رود" وفي ملعب نادي نيوكاسل يونايتد "سانت جيمس بارك". اما براين كلوف فبناءاً علي طلبه، كان له ثلاثه تماثيل في ملعب نادي ديربي كاونتي "برايد بارك" وفي مركز مدينه نوتينجهام وفي مسقط راسه في ميدلسبره. وليس مفاجئاً ان ملعب انفيلد يحرسه تمثال لبيل شانكلي. بينما الي الشمال قليلاً في ملعب سيلتك بارك، يقف تمثالٌ شامخٌ لصديقه جوك ستين ـ حاملاً كاس اوروبا ـ ومحاطاً بتمثالين لمؤسس النادي بروذر والفريد واللاعب الاشهر في تاريخ الفريق جيمي جونستون.

وقال شاين فالون، مساعد ستين والذي عمل عن قرب مع جونستون وينحدر من نفس بلده والفريد: "تغمرني السعاده في كل مره اتي الي سيلتيك بارك واري التماثيل. لا يمكن ايجاد شخصيات افضل من هذه جعلت النادي يحتل هذه المكانه العظيمه داخل وخارج الملعب."

اما نادي ريسينج كلوب الارجنتيني (الذي يشتهر بمواجهه مثيره للجدل في كأس الإنتركونتيننتال مع سيلتك بقياده ستين) فقد كرّم ابرز مدربيه رينالدو ميرلو الذي قاد الفريق لحصد اول لقب له في 35 سنه، وذلك عبر تمثال يظهره بحركه شهيره وهو يطرد عنه الحظ السيئ. اما الصين، فقد شيدت نصباً لاحد اكثر قائدي منتخبها شعبيه والذي تحوّل الي التدريب بعد ذلك وهو لي واي تونج. كما تم في الصين مؤخراً كشف النقاب عن نصب مميز يكرّم بورا ميلوتينوفيتش في شانيانج في الذكري العاشره لايصال هذا المدرب الصربي للمنتخب الصيني الي كاس العالم  2002.

رغم ان مثل هذه التماثيل تخلّد ذكري نجوم الماضي او اولئك الذين رحلوا عنا، الا ان هناك الكثير منها كرّمت نجوماً في خضمّ مسيرتهم الكرويه. حيث قام بوكا جونيورز علي سبيل المثال بتشييد تمثالين لكل من مارتين باليرمو و خوان ريكيلمي الي جانب الاسطوره دييجو مارادونا في متحف النادي. وفعل الأمر نفسه نادي ارسنال مع تيري هنري وتوني ادامز في ملعب الإمارات. كما نحت الفنان الكولومبي اميلكار اريزا تمثالاً بارتفاع 22 متراً للنجم كارلوس فالديراما ـ بلون مميز لتسريحه شعره ـ في مسقط راسه هذا النجم في سانتاس مارتا عام 2006.

ورغم عظمه من خلدتهم هذه التماثيل، الا ان بعضها تعرّض لتعديات من قبل العامه. حيث اندهشت السلطات في مدينه فيراكروز المكسيكيه في شهر اكتوبر/تشرين الاول الماضي عندما اكتشفت ان تمثال هوجو سانشيز الذي يجسده بحركته المقصيه اصبح يقف في الهواء دون معني بعد سرقه الكره التي كانت متصله بقدمه. بينما تعرض تمثال للاسطوره بيليه لامر شنيع في مدينه سالفادور في مقاطعه باهيا البرازيليه عندما تم عام 2007 انتزاع ذراعيه مع مجسم لكأس العالم. وبينما ربما شعر زين الدين زيدان بالسعاده لتواجد تمثال له في العاصمه الفرنسيه باريس، الا انه علي الارجح شعر بالاحباط عندما عرف ان التمثال يصور اللحظه الاكثر اثاره للجدل في مشواره في عالم المستديره الساحره وهو نطحته للايطالي ماركو ماتيرازي.

وبينما من المؤكد ان القصد من تمثال زيزو وخصمه الايطالي هو رسم الابتسامه علي محيا المتفرجين، الا ان نصباً اخر يحمل شحنه من الاسي. حيث احيي نادي رينجرز ذكري ماساه ابروكس عام 1971 (والتي ذهب ضحيتها 66 شخصاً) بنصب لقائد الفريق جون كريج في ذلك اليوم الماساوي. ويوجد مثالٌ اخر لذلك في مركز تدريب اشبيليه، حيث تم تكريم ذكري الراحل انطونيو بويرتا (الذي توفي قبل خمس سنوات عن 22 سنه) بتمثال برونزي.

قد تختلف الاسماء في الاعلي بشكل كبير عن بعضها البعض، وكذلك في اللحظات التي تصورها التماثيل. لكن سواء تعلق الامر بفيرجسون او بويرتا او ايه شخصيه كرويه اخري، فان الدافع وراء هذه التماثيل يبقي واحداً: التكريم واحياء ذكري اناس تركوا بصمه خالده في عالم المستديره الساحره.

- * بيانات يجب ادخالها

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل