المحتوى الرئيسى

"افرايم سنيه": الدولة الفلسطينية فرصة تاريخية لإسرائيل

11/29 20:19

تحت عنوان "دوله الارتباك والفوضي" نشرت مجله "فورين بوليسي" الامريكيه مقالاً لـ" افرايم سنيه"، الجنرال المتقاعد في الجيش الاسرائيلي، والذي شغل منصب نائب وزير الدفاع.

وهو حاليا رئيس مركز "دانيال ابراهام" للحوار الاستراتيجي في كلية نتانيا الأكاديمية، حول الدوله الفلسطينيه المزمع اقامتها، وتساءل الكاتب قائلا:"لماذا يمثل اعلان الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" قيام الدوله الفلسطينيه في الأمم المتحدة امرا مهما وخطيرا، بالنسبه لاسرائيل والولايات المتحده الامريكية؟.

وقالت المجله ان الحرب بين اسرائيل وحماس اعادت الاهتمام الدولي بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني وزادت من المخاطر المحيطه بالرئيس الأمريكي "باراك اوباما" في تعامله مع محاوله الفلسطينيين الاعتراف في الامم المتحده بدولة فلسطينيه غير عضو، حيث ينوي رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس"  التقدم بهذا الطلب اليوم "الخميس" التاسع والعشرين من نوفمبر الذي يناسب الذكري 65 لقرار الامم المتحده بتقسيم اراضي فلسطين الي دولتين يهوديه وعربيه.

              مكانه امريكا في العالم العربى              

فالامر لا يقتصر علي الرئيس الامريكي ان يقرر كيفيه الرد، بل ان الامر ايضًا يتعلق بالكونجرس الأمريكي وقاده اسرائيل، الذين سيواجهون الناخبين في 22 يناير المقبل، واشارت المجله الي ان كيفيه تفاعل كل من هذه الاطراف مع هذا الحدث، ستكون له تداعيات بالغه الاهميه لمكانه الولايات المتحده في العالم العربي، وامن اسرائيل (وعلي وجه التحديد ما اذا كان "عباس" او حماس ستسيطر علي الضفه الغربيه)، وجدوي حل الدولتين، واضافت انه عشيه تصويت الامم المتحده علي الطلب الفلسطيني، تعأرض إسرائيل والولايات المتحده علي حد سواء بقوه حمله اقامه دوله للفلسطينيين.

واضافه الي هذه العوامل فان الرئيس "عباس" صرح للتليفزيون الاسرائيلي في وقت سابق من هذا الشهر قائلا: "اننا لن نعود للارهاب والعنف"، واضاف: "سوف نعمل فقط من خلال الدبلوماسيه ومن خلال وسائل سلميه"، ثم قدم "عباس" تنازلا مفاجئا في قضيه اللاجئين التي تعاني منها طويلا محادثات السلام الاسرائيليه الفلسطينيه، مشيرا الي "انه في حين كان لاجئا من "صفد"، الا انه يرغب في زيارتها، ولكن لن يعيش هناك"، وقال: "ان فلسطين بالنسبه لي هي حدود ما قبل 1967 مع القدس الشرقيه كعاصمه"، واوضح ان الضفه الغربيه وقطاع غزه هي فلسطين، وكل شيء اخر هو لاسرائيل". وقبل ايام فقط من هذه المقابله، في رام الله، اكد "عباس" لمجموعه صغيره من جنرالات اسرائيل السابقين، وانا من بينهم (كاتب المقال )، انه سيطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي استئناف مفاوضات السلام المباشره، مباشره بعد اعتراف الامم المتحده بالدوله الفلسطينيه.

لذلك ماذا ينبغي علي "اوباما" ان يفعل؟ ... الحقيقه هي ان محاوله الفلسطينيين الحصول علي الاغلبيه الكاسحه في الجمعية العامة للأمم المتحدة ستتحقق علي اي حال ولا حاجه للذهاب الي مجلس الأمن، حيث تتمتع الولايات المتحده بحق النقض، وقال الكاتب ان المعارضه الامريكيه لهذا التوجه لن تحسن شعبيه الولايات المتحده في العالم العربي، ويجب علي واشنطن دعم هذا الجهد، ولكن في حاله دعمها، يجب ان تحصل علي التزام واضح من قبل السلطه الفلسطينيه بعدم استخدام مركزها الجديد في الامم المتحده لمقاضاه اسرائيل امام المحكمة الجنائية الدولية او اتخاذ تدابير اخري مثل المقاطعه الاكاديميه او التجاريه، ومن شان هذا النهج ان يعيد موقف الولايات المتحده مره اخري كقوه، يمكن ان تشجع بقوه حل الدولتين والاصطفاف مع القوي المعتدله في العالم العربي.

واذا اصر الكونجرس الامريكي علي تهديده بقطع الدعم المالي عن لسلطه الفلسطينيه كجزء من سلسله من الاجراءات العقابيه لحمله "عباس" في الامم المتحده، فانه سيكون قد وجه ضربه قويه ليس في قدم اسرائيل ولكن في كبدها، لان انهيار السلطه الفلسطينيه اقتصاديا ووقف قوات الأمن الفلسطيني عملياتها بسبب القيود المفروضه علي الميزانيه، سيعوق جهود مكافحه الارهاب في الضفه الغربيه التي تعاني بشكل كبير، حيث ان قوات الدفاع الإسرائيلية ستضطر بعد ذلك لزياده وجودها في الضفه الغربيه علي حساب مناطق اخري في المنطقه، وتوليد مزيد من الاحتكاك غير الضروري مع السكان في الاقليم، كما ان التعاون المثمر بين الجيش الاسرائيلي وقوات الامن الفلسطينيه وعمليات التدريب التي يقوم بها فريق الجنرال الامريكي "كيث دايتون" لتلك القوات سوف تنهار، بعد ان حقق هذا التعاون، وقف شبه تام للنشاط الارهابي في الضفه الغربيه في السنوات الاربع الماضيه وهو ما اثار اعجاب امريكا، والي جانب ذلك، سيتم قتل المزيد من الاسرائيليين، ويجب علي اصدقاء اسرائيل في الكونجرس ان يدركوا ذلك.

عباس افضل من حماس وعرفات

واشارت المجله الي انه علي مدار20عاما، قاد "عباس" المعسكر الفلسطيني الذي يعارض بشده الارهاب ويفضل الاتفاق عبر التفاوض مع اسرائيل كسبيل وحيد لضمان قيام دوله مستقله، وفعل ذلك بشجاعه، ضد الزعيم الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات" وضد معارضه "حماس" الاسلاميه المدعومه من ايران ، ولكن احداث السنوات القليله الماضيه احبطت سياسه "عباس".

فبعد ان اتفق الزعيم الفلسطيني "عباس" مع رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق "ايهود اولمرت "علي مبادئ اتفاق الوضع النهائي - بما في ذلك القضايا الشائكه مثل القدس واللاجئين - اضطر "اولمرت" للاستقاله في مواجهه اتهامات الفساد، تمت تبرئته منه لاحقا، وخلف "بنيامين نتنياهو"، "اولمرت" كرئيس وزراء لاسرائيل، وقام بتجميد التوسع الاستيطاني في الضفه الغربيه لمده 10 اشهر وقبول مبدا حل الدولتين، ولكن الشروط التي فرضها لاستئناف المفاوضات كان يستحيل التعامل معها ، ومنها، الاعتراف باسرائيل كدوله يهوديه، وهو ما لم يفرض علي اي دولة عربية تفاوضت مع اسرائيل، بما في ذلك مصر والاردن، وسوريا.

وسرعان ما اكتسبت جماعات المستوطنين النفوذ في الحزب الحاكم بزعامه "نتنياهو"، وفي الشهر الماضي اندمج حزب "نتنياهو" ( الليكود) مع حزب وزير الخارجية "افيجدور ليبرمان" الذي يدعم جهارا طرد "عباس" من السلطه، والذي، اذا ما نفذ، سيسلم بشكل فعال السيطره الكامله علي الضفه الغربيه لحماس وتبرير الاحتلال الي الابد . وقال الكاتب ان حكومه اسرائيل الحاليه ليست مهتمه بالتوصل لاتفاق يتضمن التنازل عن الاراضي في الضفه الغربيه واقامه دوله فلسطينيه مستقله. ولذلك لم يكن هناك خيار اخر سوي محاوله عباس الحصول علي ذلك من الامم المتحده .

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل