المحتوى الرئيسى

العراق مجدداً ودائماً ومتى يكون النسور في بغداد؟

11/29 18:09

لم يبخل العراق علي الاردن، والاردن كذلك وشعبه، بادلوا الوفاء بالوفاء، والعطاء بالصبر مع العراقيين علي وجعهم، لكن عراق الامس ليس موجودا، واليوم لدينا بلد متعدد وديمقراطي، ومهما قيل عن نفوذ ايراني فيه، وهو قول فيه شيء من التضخيم لعلاقه البلدين، فنحن معنيون فقط بمصالحنا مع العراق ومع شعبه الطيب، والعراق ايضا غير مضطر لان يعادي جاره التاريخي ايران، لكي يُرضي العرب.

في الاسبوع الماضي، وبعد قرار الحكومه برفع الاسعار بيومين اتيح لنا رؤيه الرئيس جلال طالباني، في مقره بالشمال قرب بحيره دوكان، وذلك اثناء مشاركتنا بمهرجان كلاويز السادس عشر للثقافه، ومنذ البدايه قدم المشاركون الاردنيون من ادباء وكتاب واكاديميين جمله اسئله للرئيس طالباني، الذي رفض كل القاب الفخامه والسياده مصرا علي انه تركها خارج القاعه، وكان حديثه عندما سالناه عن دعم العراق للاردن في غايه الودّ والمحبه والتقدير لوطننا وشعبه وقيادته، لكن طالباني اشتكي العرب، والمح الي ان من يحاصر الاردن هو من يحاصر العراق، في ديمقراطيته وتعدديته، وهو محق في ذلك، وسرد امثله غايه في الاهميه، فحين اجاب الزميلَ حازم مبيضين عن سؤاله، قال: «يا اخ حازم اذا نبيل العربي بحكي معك، فهو يحكي معي» مبيناً انه وهو رئيس القمه العربيه دوريا، الا ان رئيس الجامعة العربية لا يتواصل مع العراقيين بالشكل الواجب.

وايدّ المثقفون العراقيون موقفنا من الدفاع عن العلاقه الصحيحه التي يجب ان تكون مع العراق، وهي علاقه ذات اصول وعمق كبيرين، والاكراد ايضا هم اصحاب شراكه مستقبيله مع الاردن ويجب البناء عليها في ضوء الفرص المتاحه والممكنه للاردنيين هناك، وفي ظل ترحيب الاكراد للاردنيين بشكل لافت.

بعد الخروج من مقر الرئيس طالباني، همس باذني مثقف عراقي كان معنا قائلا: اخي مهند ما حدث لا يمكن ان يغير كثيرا، فوفق النظام السياسي الحل في بغداد، ويجب ان يزورها وفد اقتصادي وسياسي ومعه نقابيون لفتح الافاق مجددا وبشكل استراتيجي»، واشار الزميل الي ان المزاج الشعبي في الاردن لابدّ وان يراعي شكل العراق الجديد، ذلك ان بعض من الاردنيين الايدلوجيين ما زالوا علي هواهم القديم، ولكن الدنيا تبدلت، والعلاقه المصلحيه والاخويه تفترض ان لا نختصر المستقبل بين الشعبين بشخص رئيس رحل رحمه الله.

المهم ان التحرك نحو العراق يجب ان يكون بمستوي عالٍ، وقد ارسل العراق لغايه الان رسائل ايجابيه عده، واظن ان رئيس الحكومة الدكتور عبد الله النسور يدرك معني بناء علاقه استراتيجيه مع العراق بغض النظر عن العمليه السياسيه هناك، او تجاذبات العراق المصلحيه مع جيرانه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل