المحتوى الرئيسى

«الشروق» داخل مستشفى الشفا

11/23 11:02

رغم ان مساحه مستشفي الشفا بوسط غزه ليست كبيره، لكنه المكان الوحيد الذي لم يتم اخلاؤه وقت العدوان الاسرائيلي، كل شيء انتقل اليه، الامن الداخلي، وزاره الصحه، الاعلام بمختلف وسائله، الجميع ينتظر سيارات الاسعاف المحمله بالمصابين والشهداء علي مدار الساعه.

يتكون المستشفي من 4 طوابق، بالاضافه الي مبني اداري مكون من طابقين ومبني به المشرحه يتكون من طابق واحد ومبني تحت الانشاء لم يتم تجهيزه بعد، ورغم حالة الحرب والظروف التي عاشها قطاع غزه الا ان النظافه في المستشفي لا تعبر عن ذلك مطلقا، فعمال النظافه يواصلون العمل ليل نهار لازاله القمامه من مختلف طرقاتها، ولافتات منع التدخين تتواجد في كل دور فلا يسمح مطلقا باشعال السجائر.

حاله الحرب جعلت طوابق المستشفي جميعها تستقبل الحالات المصابه من العدوان، الرجال في جانب والسيدات في الجانب الاخر، غرف صغيره مساحتها لا تتجاوز 3 في 4.5 متر، تضم ما بين 4 و5 اسره، يفصل بينها ستاره خضراء اللون، بينما يجلس بجوار كل مريض احد اقاربه.

الحركه داخل المستشفي سريعه، اطباء يهرولون الي المرضي فور وصولهم، وممرضون يتنقلون بين الغرف، بينما يستقبل المستشفي اقارب المصابين نهارا، ثم يقضي المرضي ليلهم علي اصوات القصف التي لا تنقطع، فيما يتنقل الاطباء بين طوابق المستشفي لمتابعه الحالات الصحيه.

بعده شظايا في الوجه واليدين والعمود الفقري، يحكي فارس سامي النحال، 56 عاما، عن الغاره التي اصابته قائلا «في التاسعه وعشر دقائق صباح السبت الماضي قصفتنا بارجه اسرائيليه من البحر وايضا في نفس التوقيت قصفتنا الزنانه وراح ضحيه هذه الغاره شهيدان و9 مصابين منهم ابن اخي احمد عصام النحال، واستشهدت بنت عمي تسنيم زهير، وهي طفله لم تكمل عامها العاشر بعد، وكل ذنبنا اننا كنا نجلس سويا امام منزلنا بمخيم الشاطئ، ففوجئنا بالصاروخ يستهدف منزلنا».

في نفس الغرفه يجلس شاب في العقد الثاني من عمره يدعي مصطفي فؤاد حجازي طالب بالمرحله الثانيه مصابا من غره استهدفت منزله، حيث يتذكر لحظات الرعب التي عاشها قائلا «انا من مخيم جباليا الموجود في غزه، وكنت اشاهد برنامجا تحليليا علي احدي القنوات التليفزيونيه الفلسطينيه ونحو الساعه الثانيه والنصف فجرا قصفت الطائره الاسرائيليه منزلنا بصاروخ ولم نعرف انه سقط اعلي المنزل، وعندما صعدت لاعلي لاري اين القصف كانت الطائره الاخري تقترب ونزلنا بسرعه انا ووالدي وباقي افراد عائلتي، لكن والدي استشهد ومعه اثنان من اشقائي الصغار وجاءوا بي المستشفي.

رغم ان جنازه والده واشقائه لم تكن خرجت بعد الا ان مصطفي لم يبك عليهم واضاف قائلا «اريد ان نكمل المقاومة.. الله اكبر من اليهود.. انا اتمني ان اكون في المقاومه وكتائب القسام».

علاء غبن، 25 عاما، من سكان النصيرات في المنطقه الوسطى لقطاع غزه وهي منطقه سكنيه يقول «كنت اسير في الشارع وفجاه تم قصف ارض زراعيه وكنت بجانبها، واصبت عده اصابات بالغه حيث تم نقلي الي المستشفي وعلاجي وقال لي الاطباء انني ساخرج قريبا».

ابو ملك هو احد رجال المقاومه، 35 عاما، لديه 5 اولاد فكانت اصابته بجميع جسمه نتيجه شظايا صاروخ اطلق عليه وسط الشارع، حيث اصيب يوم السبت الماضي في منطقه الشيخ رضوان او حي النصر بوسط غزه وهي منطقه سكنيه.

تقول زوجته «كان رايح يشتري لنا فطار وكان يسير في الشارع وتم استهدافه وقصف المكان الذي يسير فيه والحمد لله انه اصيب فقط».

وبالرغم من ان ابوملك لا يتحرك ولا يتكلم الا انه قال لنا بصعوبه «سنظل نقاوم ولن نستسلم ابدا».

ومن احد شباب المقاومه الذين اصيبوا في الحرب وتم بتر ساقه، عز الدين ابوحمام، 19 عاما، في السنه الثانيه من كليه التجاره فاصيب مساء السبت الماضي في الساعه العاشره مساء وهو من مخيم الشاطئ حيث اصابته طائره استطلاع عندما كان يقود دراجة بخارية وسط الشارع».

لم يرد عزالدين ان يفصح عن وجهته التي كان يريدها قائلا «شيء سري»، مشيرا الي انه يعرف ان العدو يستهدفه وكان هناك تحذير له لكنه في نفس الوقت قال «الحمد لله.. عزيمتنا تزيد.. ومهما يعملوا فينا سنظل مستمرين في الطريق الذي نسير فيه.. هم لا يستهدفون المقاومه فقط لكنهم يستهدفون كل شيء حتي المدنيين.. تم قصف البنك الوطني وسط غزه امام عيني ورايت طفلا صغيرا يطير في الهواء من شده الانفجار».

يشير الدكتور زهير الجرو استاذ جراحة الأطفال والموجود في المستشفي الي ان اصابات الاطفال اما ان تكون بسيطه او اصابات بالغه ادت الي استشهادهم لذا لا يستغرق وجودهم في المستشفي فتره طويله، موضحا ان اغلب الاصابات البسيطه تكون في الراس.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل