المحتوى الرئيسى

«الوطن» تخترق التنظيم الشيعى الشيرازى فى مصر

11/23 03:34

فى مقهى «وسط البلد».. كانت خيوط دخان «النراجيل» الملتوية تتصاعد، راسمة أشباحاً رمادية، تختفى شيئاً فشيئاً كلما اقتربت من المنتهى.

قذف «إسلام» بنرده منفعلاً، ثم صاح «عمر وأبوبكر كافرين، كافر من أحبهما».. وقعت كلماته على رؤوس الرفقاء صادمة، ولاحت نذر الاشتباك بالأيدى بين الجالسين.

سألتُ «إسلام»، إذا كنت تؤمن بما قلت، فلماذا تجرح به شعور الآخرين؟ فأجابنى: الجهر بلعن كارهى «آل البيت» من صُلب عقيدتنا، وإن لم أفعل سأحمل وزر ذلك أمام الله تعالى.

ما سبق كان طرف الخيط، لتتبع التيار (التنظيم) الشيرازى فى مصر، عقدتُ بعدها عدة لقاءات مع عدد من أعضائه، لنتعرف على عقيدته، ومناطق انتشاره، وأساليبه الدعوية، وصِلاته الخارجية، وقراءاته التاريخية، ونظرته المستقبلية.

«كى تدخل الجنة لا بد أن تؤمن أن ما يطلقون عليه (الخلفاء) كفار خانوا الله ورسوله، وآذوهما».. كانت هذه الكتلة الصخرية الأولى التى ألقى بها عمرو عبدالله، أحد أنشط الشبان «الشيرازيين» فى مصر فى أول لقاء لنا به، لكن وسام العبد، البالغ من عمر 50 عاماً، من الناشطين «الشيرازيين»، اعترض على عبدالله، قائلا «هم ليسوا كفاراً، بل منافقون»، لأنه إذا كان الصحابة كفاراً، فلماذا لم يأخذ منهم الإمام على (ر.ض) السبى فى «الجمل»؟ فأجاب عبدالله قائلا «هم مسلمون فى الحُكم، كافرون بالموضوع، والإيمان غير الإسلام لأن النبى، صلى الله عليه وسلم، أعطى الإمام على دليلا للإيمان والكفر، فقال «لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا كافر».

ويكمل عبدالله: بالطبع هناك مئات النصوص على تكفير أبوبكر وعمر، وليس فقط نص تكفير الطاغوتَين، واعترض العبد الحديث، قائلا: لكن كل النصوص التى وردت فى ذلك جاءت فى «نهج البلاغة»، وهو مصدر شيعى، فقال عبدالله «هناك نصوص وردت فى غير (نهج البلاغة)، مثل نص (أبوبكر وعمر كافران، كافر من أحبهما)، وهو حديث صحيح عن زين العابدين بن على، والكل قال إنهما كفار، وحتى فى صحيح البخارى عندما كان النبى صلى الله عليه وسلم، يدخل فى صلاته، كان يقول (اللهم ألعن فلاناً وفلاناً وفلاناً)».

وللشيرازيين قراءة مختلفة للتاريخ رواها لنا عبدالله، منها أن الإسلام فى مصر مر بـ3 مراحل، فـالـ350 سنة الأولى بعد فتح العرب كان النصارى فيها أغلبية الشعب المصرى.

وتعتبر الشيرازية «الدولة الفاطمية»، هى مرحلة الازدهار الواسع للإسلام فى مصر بعد أن كان يشكل النصارى أغلبية الشعب المصرى، وشكّل المسلمون الشيعة «الإمامية»، الأغلبية مع وجود الأقلية «البكرية»، وهو مصطلح يطلقه الشيعة على «السنة»، والطائفة «الإسماعيلية» المنشقة عن الشيعة الذين كانوا على سدة الحكم وقتذاك، ومعظم وزراء الدولة الفاطمية كانوا من الشيعة الإمامية كجوهر الصقلى وطليع بن رزيق، الذى جاء برأس الحسين إلى القاهرة، وبدر الدين الجمالى، الذى بنى حى الجمالية، ومعظم قادة الجيش كانوا من «الإمامية».

ويضيف «عبدالله»، أنه بعد ذلك سقطت الدولة الفاطمية إثر انقلاب قاده صلاح الدين الأيوبى، على الدولة، بعد أن كان وزيراً بها، مستغلاً مرض الملك الفاطمى العاضد لدين الله، وأنهى الدولة الفاطمية، وجعلها إمارة تابعة للخلافة العباسية.

ويدّعى «الشيرازيون» أن الأيوبى شنّ حرب إبادة ضد الشيعة وقتل ما يزيد على 600 ألف شيعى، حتى إن حى «الدرب الأحمر» فى القاهرة سُمى بذلك، لأن دماء الشيعة سالت فى شوارعه أنهاراً، فاندلعت ثورةٌ «شيعية» عليه إثر ذلك، قادها عمارة اليمنى، وكادت تستولى على القاهرة، إلا أن الأيوبى استطاع القضاء عليها.

ترك «الشيعة» مذهبهم خوفاً من بطش الأيوبيين أو التخفى فى التصوف، هروباً من البطش، مما أدى إلى سبغ التصوف بحب آل البيت، بعد أن كان ليست له علاقة بذلك.

ويرى عبدالله أن أئمة التصوف الذين عاشوا فى العهد «الأيوبى» كانوا متهمَين بالتشيع، وهذا صحيح، وكانوا يخفون إيمانهم.

وعاد التشيع إلى مصر فى العصر الحالى، بسبب ما يرجعه عبدالله إلى «العولمة»، وسهولة انتقال المعلومة، كما أن هناك شيعة «موالين» أباً عن جد فى صعيد مصر، ويضيف أن الثورة أعطت الشيعة الشجاعة للإعلان عن أنفسهم، والتواصل مع طائفتهم، والظهور مجتمعياً، بعد أن تعرضوا للقمع على يد أجهزة الأمن إبان النظام السابق.

ويقول عبدالله «المذهب الشيعى فى مصر ينتشر دون تنظيم، والناس تتشيع من غير دعوة، بل بالدعم الإلهى»، ولم تعد هناك مبالغة فى الأخذ فى التقية وهى -حسب عبدالله- تعنى أن «أخفى عقيدتى فى موقف معين، لأن هناك ضرراً سيقع دون مصلحة تُجلَب، والأصل لدينا هو الرفض، وهى كلمة تعنى عندنا التصدى للظلم وللظالمين».

وتحدث عن قضية انتسابهم إلى المرجع الشيعى صادق الشيرازى، وقال «نؤمن بـ12 إماماً معصوماً أوصى بهم النبى، صلى الله عليه وسلم، وجعلهم مرجعية للأمة فى الدين والدنيا، وأمر الأمة باتباعهم، كان آخرهم الإمام المهدى بن الإمام أبى الحسن العسكرى، الذى غاب وانقطعت صلته بالناس غيبة صغرى استمرت 69 عاماً، جُعل فيها عثمان بن سعيد نائباً له وحلقة الوصل بينه وبين الشيعة، وخلفه علىّ بن محمد السامرى، وانتهت الغيبة الصغرى، وبدأت الغيبة الكبرى التى لا يتصل بها الشيعة بالإمام عن طريق السفير.

وفى زمن الغيبة الكبرى، يعتقد الشيعة بالمرجعية المتمثلة فى «آية الله العظمى»، وهو المجتهد الجامع للشرائط، ويحق للشيعة أن يقلدوه فى اجتهاده.

يحتج الشيعة فى ذلك بمقولة المهدى «إمام الزمان» الذى قال «ارجعوا للفقهاء فى زمن غيبتى، وأما الحوادث الواقعة فارجعوا لرواتى، فأنا حجتى عليكم وأنا حجة الله»، ويقول عبدالله «فى زمن الغيبة الكبرى، ليس لنا إمام ظاهر، ففى الحوادث الواقعة نرجع للرواة، كما أخبر بذلك الإمام المهدى».

وعن خريطة التيار الشيعى المصرى، يقول عبدالله والعبد «هناك تيار يؤيد النظام الإيرانى تأييداً مطلقاً، ويبدى إعجابه به كنموذج يجب أن يُحتذى ويُحتفى به من شيعة العالم، وهناك تيار يعارض النظام الإيرانى، ولا يرى منه النموذج الأمثل، كما أن هناك تياراً وسيطاً بين التيارين».

وعند هذه النقطة يوضح عبدالله ما يميز التيار الشيرازى الذى هو على عداء شديد مع النظام الإيرانى لأسباب عقائدية.

فـ«الشيرازيون» يعتقدون بوجوب «الجهر بالبراءة من أعداء أهل البيت وذكْر مثالبهم وكشف سوءاتهم»، فالجهر بكُفرية ولعن «البكريين»، وهم أهل السنة الذين «يُحبُّون» أبوبكر وعمر وعائشة وطلحة والزبير، واجب شرعى، ومن ثَم فكان لـ«الشيرازيين» موقف شديد العداء من النظام الإيرانى بعد إصدار الخامنئى فتوى تحرِّم سب صحابة رسول الله وتحريم «التضبير» وهو شق الرأس بالسيوف، واللطمية بالجنازير والآلات الحادة، وهى عبادات عن التيار الشيعى الشيرازى.

ويوضح «العبد»، أن عادة المعارضين للنظام الإيرانى أنهم الذين يلعنون من «يُسمُّون بصحابة رسول الله» ويجاهرون بذلك. ويقاطعه عبدالله، قائلا «النظام الإيرانى (بيشتغل سياسة) ولديه مصالحه، وتوازناته، وموازناته». ويرى أن قضية «اللعن» ستعرقل مشروعه المسمى بـ«الوحدة الإسلامية» الذى نرى نحن «الشيرازيين» أنه وهم ونعارضه بشدة.

ويسترسل «يجب أن لا نكون شيئاً واحداً، فكل طائفة يجب أن تحتفظ بعقيدتها الكاملة دون ثمة تنازل، ولا يمنع من ذلك أن نعيش فى تعايش، فالنظام الإيرانى ينادى بالوحدة الإسلامية لخدمة مصالحه السياسية على حساب العقيدة الشيعية، وهو ما نرفضه بشدة، لأننا لن تنازل عن إيماننا بأن بعض زوجات النبى، صلى الله عليه وسلم، وبعض من أصحابه «كفار مخلدون فى النار»، لأنهم عادوا أهل البيت وظلموهم.

ويصف عبدالله قضية «عدم التعرض» للصحابة وبعض زواجات النبى، صلى الله عليه وسلم، بـ«الكلام الفارغ»، ويمكن تقسيم الطعن فى عقيدة «البكريين» إلى ثلاث حالات: الأماكن العامة، فيجب أن لا نحتك بالعامة (أهل السنة) فى هذه القضايا، والثانية: أن يكون هناك نقاش بين طرفين، ومن حقنا فى هذه الحالة أن نعبر عن عقيدتنا بشكل يُبعد عن الاستفزاز من كلا الطرفين، والثالثة: الإعلام والكتب الخاصة أو فيما هو موجه، وحينئذ من حقى أن أعبر عن معتقدى كيفما شئتُ، وما دون ذلك هو «تهريج».

ويدفع عبدالله تهمة «المغالاة» عن تياره، قائلا «لسنا كذلك، ولكن هذا هو منهج أهل البيت القائم على الموالاة والبراءة ومعاداة من عاداهم، واللعن هو مظهر البراءة».

وفى محاولته للتمييز بين التيار الشيرازى، والإيرانى، يضرب عبدالله مثالاً بـ«يوم القدس العالمى» الذى دعا إليه «الخومينى»، وشارك فيه «سلفيون» و«سنة»، وهم لا يعلمون أن الذى يموله وينظمه «شيعة»، وتحدثوا فيه عن ضرورة الوحدة ومواجهة «إسرائيل»، بينما «الشيرازى» دعا إلى يوم «البقيع العالمى» الموافق يوم 8 شوال، عندما جاء آل سعود إلى المدينة وسَوُّوا «البقيع» بالأرض بما فيه 4 قبور لآل البيت. وأضاف أن التيار الشيرازى قضيته دينية، ولا يتنازل للآخر عن ثوابته، عكس تيار «الخومينى» الذى يُكثر من الحديث عن «الوحدة».

ويتطرق عبدالله إلى أسباب كراهيتهم لأبوبكر، ولماذا صادقه الرسول، ويقول «المعصوم يعلم الغيب بتعليم من الله، لكنه مُلزَم بالتعامل على أساس الظاهر، إلا باستثناءات مثلما ورد فى قصة الخضر عليه السلام، فالنبى، صلى الله عليه وسلم، تعامل مع أبوبكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة على أساس الظاهر، لأنهم لم يظهروا له الكفر، ومن أجل ذلك صلى على عبدالله بن سلول رأس النفاق، لأنه لم يكن يُظهر الكفر، أما وجه الإيذاء من زوجات النبى، صلى الله عليه وسلم، له فهو أنهم «كانوا ينكدون عليه ويسبُّون السيدتين خديجة وفاطمة أمامه، وما إلى ذلك».

وعند هذه النقطة يُلقى عبدالله اتهاماً صادماً، ويقول «عائشة وحفصة هما اللتين قتلتا النبى، صلى الله عليه وسلم، بالتآمر مع أبويهما أبوبكر وعمر، ثم جاءت عائشة بعد ذلك لتتسبب فى مقتل 30 ألفاً من المسلمين، بعدما أمرها الله بقوله (وقرن فى بيوتكن) ثم مَنعت بعد ذلك دفن الحسن ابن بنت رسول الله، بجوار جده.

ويستمر عبدالله فى تفجير رواياته التاريخية، ويقول عن عائشة «لا نعتقد أن واحدة من زوجات النبى، صلى الله عليه وسلم، زنت فى حياته، لكن بعد حياته، منهن من أحسنت ومنهن من أساءت، وأما زنى عائشة، فكل الاحتمالات واردة».

ويتحدث عبدالله عن أقوال العلماء الشيعة فى هذه المسألة، ويقول «غالبية علمائنا لم يتطرقوا إلى ارتكاب عائشة الفاحشة، نفياً أو إثباتاً، والأقلية منهم تتطرقوا إلى ذلك إثباتاً وليس نفياً، اعتماداً على رواية صحيحة وردت فى تفسير علىّ بن إبراهيم القمى التى جاء فى معناها، أن عائشة عندما خرجت فى حرب الجمل فى الطريق إلى البصرة، جاءها طلحة بن عبيد الله وعرض عليها الزواج فتزوجته، وهذا فى حكم «الزنى»، لأنه لا يحل لزوجات النبى أن ينكحن زوجاً من بعده».

وينتقل عبدالله إلى وجه إيذاء عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، ويقول، إن عمر خطط لاغتيال النبى، صلى الله عليه وسلم، متهِماً إياه عليه الصلاة والسلام، بالخَرف فى مرض موته، وهناك مصادر من الفريقين (السنة والشيعة) تؤكد ذلك، فأخرج البخارى عن عبدالله بن مسعود، عن ابن عباس، قال «لما حضر رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، وفى البيت رجال كان فيهم عمر بن الخطاب، قال النبى، صلى الله عليه وسلم: هلم أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده، فقال عمر: إن النبى، صلى الله عليه وسلم، غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول: قرّبوا يكتب لكم النبى كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبى، صلى الله عليه وسلم، قال لهم: قوموا، قال ابن مسعود: فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية، ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم».

ويسترسل عبدالله «استُشهد النبى، صلى الله عليه وسلم، يوم الاثنين، ودفنه الإمام علىّ يوم الأربعاء، منشغلاً خلال اليومين بتجهيز النبى، صلى الله عليه وسلم، فى حين انشغل أبوبكر وعمر وعائشة بالاستيلاء على دولة الرسول».

وبدأت إجراءات إفقار المعارضة -كما يدّعى عبدالله- وأعلن أبوبكر عن مصادرة ميراث «فاطمة»، والاستيلاء على قرية «فدك» اليهودية التى كانت «فىء النبى، صلى الله عليه وسلم، بعد هزيمة خيبر»، بعدما خرج أبوبكر بحديث يقول «نحن معاشر الأنبياء لا نورث، وما تركناه صدقة»، ويضيف أن هذا الحديث يعارض القرآن صراحة فى قوله تعالى «وورث سليمان داود».

وتابع: وقفت «فاطمة»، لتخطب الخطبة «الفدكية»، وتطالب بحق زوجها «علىّ»، وإرثها من أبيها، صلوت الله وسلامه عليه، وبعدها طالبها أبوبكر بشهود ليثبتوا أن النبى، صلى الله عليه وسلم، أورثها تلك الأرض، وعندما جاءت بهم ردهم أبوبكر. ويضيف عبدالله، «أىُّ ظلم هذا؟».

ويستطرد: جاء يوم الاثنين التالى لوفاة النبى، صلى الله عليه وسلم، ليصل «ظلم» أبوبكر لعلىّ وفاطمة إلى ذروته، بعدما اعتصم «علىّ» فى بيته، فأرسل أبوبكر، عمرَ ومعه جنوده ليفكوا اعتصامه ويسوقوه عنوة ليبايع «أبوبكر»، وبعد أن امتنع الإمام عن فتح باب داره، جمعوا الحطب ليُشعلوا النيران فى الدار، وعندما صاح الجنود «إن فى البيت فاطمة»، قال عمر «وإن». ويضيف عبدالله «يعنى طظ»، وهذه الرواية ثابتة فى كتب السنة «البكريين»، وعندما حاولت فاطمة منعهم، دقوا فى الباب مسماراً فخرق صدرها، ودفعوا الباب، فعصروها وراء الحائط وكانت حاملاً فى «المحسن»، فسقط، ثم ضربوها بالسياط. ويتساءل عبدالله «ماذا تريدون أنتم العامة أكثر من ذلك؟ هل كان يُشعل عمر النار فى الكرة الأرضية حتى تقتنعوا أنه كافر؟».

ويقول عبدالله إن كُتب «السنة» روت أن أبوبكر نفسه صرّح قبل وفاته بعدة أمور، تمنى لو لم يكن يفعلها، منها أنه «ندم على الخلافة، وتمنى لو كان دفع بها إلى عمر أو عبيدة بن الجراح»، ومنها «وددت لولم أكشف دار فاطمة بنت محمد ولم أحرق دارها».

وهنا يتدخل «العبد» ويقول «هناك حديث يردده العامة، يتضمن فى ذاته اتهاماً للذات الإلهية هو (لو لم أبعث نبياً لبعثت عمر)». ويتساءل «أين هى شجاعة عمر؟». ويستطرد: لم يَردْ أنه قتل شخصاً فى معركة، ففى «بدر» كان يجمع «النضارة» وهم حاملو العصى من الرجالة فى الجيش، وفى «حنين» فروا جميعاً من المعركة، وفى «الأحزاب» لم يرفع سيفاً، ولم يكن ليُظهر شجاعته إلا حينما كان يذهب «مسكين» ليسأل النبى، صلى الله عليه وسلم، فيُشهر سيفه فى وجهه قائلا: أقتله يا رسول الله؟ و«يعمل فيها جدع».

ويتطرق عبدالله إلى الفيلم المسىء للنبى، صلى الله عليه وسلم، ويُلقى بصدمة أخرى ويقول «كل الذى ورد فى هذا الفيلم صحيح بسبب روايات العامة (السنة) من أمثال عائشة، وأبوهريرة، وأنس بن مالك، فالمسئول الأول عن ذلك هو مصادر السنة، فهؤلاء الرواة كتبوا رواية، وأعداء الدين حولوها إلى مسرحية هزلية».

ويدافع عبدالله عن «جيش المهدى»، ويقول، «له إنجازاته، والذين قتلهم كان أغلبهم من الإرهابيين غير العراقيين، ومجموع الشهداء من الشيعة قارب المليون، بينما لم يصل مجموع القتلى من العامة 50 ألفاً».

ويضيف «لستُ مع جيش المهدى، ولا القتل العشوائى، خصوصاً أنه لا يلتزم بتعليمات المرجعية، لكنى لا أحكم عليه بالظلم».

ويختلف عبدالله مع مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدرى، بنسبة 100%، ويقول: إن جيش المهدى «على العين والراس»، لكن الصدر تنازل عن أمور عقائدية وسمِعتُه بنفسى يتحدث عن «الخلفاء» أبوبكر وعمر وعثمان، فإذا كانوا خلفاءً فلماذا نحن شيعة إذن؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل