المحتوى الرئيسى

جون كيندي .. أختار الصعود للقمر

11/22 21:46

يحتفل اليوم محبو الرئيس الخامس و الثلاثون لامريكا جون فيتزجرالد كيندي (جون  اف . كيندي) بمرور تسعه و اربعون عامًا علي مقتله بمدينه دالاس علي يد (لي هارفي اوزوالد) اثناء مرور موكبه هناك يوم 22/11/1963 و سوف يقوم محبوه اليوم بالوقوف لحظات حدادًا عليه مع الانتظار بمقدم هذا اليوم في العام القادم ليكتمل اليوبيل الذهبي لذكري اغتياله حيث تعد مدينه دالاس بولاية تكساس العده للاحتفال بتلك المناسبه.

جون فيتزجرالد كيندي هو اصغر من تولي رئاسه امريكا حتي الان حيث تولي المسئوليه و هو يناهز من العمر ثلاثه و اربعين عامًا حيث كان عضوًا بمجلس النواب ثم الشيوخ ممثلاً ولايه (ماساشوستس) من عام 1947 حتي عام 1960 الي ان رشح نفسه لرئاسه امريكا عن الحزب الديمقراطي امام المرشح الجمهوري و نائب الرئيس دوايت ايزنهاور (ريتشارد نيكسون) حيث احرز نصرًا عليه في الوصول للمكتب البيضاوي بفارق ضئيل عن طريق اول مناظره تليفزيونيه لانتخابات الرئاسيه الامريكيه عام 1960 و التي حسمت المنافسه لصالحه ليكون اصغر من تولي البيت الأبيض الي الان.

ولد جون كيندي يوم 29 مايو 1917 بمدينه بروكلين بولايه ماساشوستس لاسره ذات جذور ايرلنديه تتدين بالمسيحيه الرومانية الكاثوليكيه حيث يعد الرئيس الوحيد الذي تولي امريكا من الطائفه الرومانيه الكاثوليكيه حتي الان لان كل من تولي رئاسه امريكا من طائفه البروتستانت و كان له مشاركه بارزه في الحرب العالميه الثانيه بالقوات البحريه الامريكيه و نجح في الحصول علي عضوية مجلس النواب عام 1947 ثم عضويه مجلس الشيوخ بالكونجرس الامريكي عن ولايه ماساشوستس تحت لواء الحزب الديمقراطي الذي برز فيه كسياسي و نائب لامع مما اهله لخوض الإنتخابات الرئاسية الأمريكية عام 1960 ليصل الي البيت الابيض و يقسم امام الشعب الامريكي في حفل التنصيب يوم 20 يناير 1961 ليبدا كيندي في رسم ملامح جديده لامريكا و الذي اتضح من خلال مقوله شارل ديجول حينما زار امريكا و تقابل مع كيندي(ان هذا الشاب يحمل في جعبته طموحات عديده ستساهم في تاسيس امريكا جديده) و هذا ما وضح في سياساته المختلفه.

في 14 اكتوبر من عام 1962 قامت طائرات (يو 2) للتجسس التابعه للسي اي ايه (المخابرات المركزية الأمريكية) بالتقاط صور لصواريخ تم تركيبها في كوبا من خلال الإتحاد السوفيتي و هنا بدات اجراس الخطر تهب للقرع معلنه عن اقتراب قدوم حربًا عالميه ثالثه تحمل عنوانًا نوويًا صريحًا حيث كادت تقوم بين طرفيها امريكا و الاتحاد السوفيتي لولا حكمه رئيسها الصغير في احتواء الازمه بحكمه الكبار و دهاء السياسيين فقد جاء يوم 16 اكتوبر حاملاً اجراس انذار لامريكا حيث كانت الصواريخ الكوبيه موجهه للولايات المتحدة الأمريكية مما ادي الي ان اتخذ كيندي حلاً وسطًا يجمع بين عدم السكوت علي الخطر الكوبي الموجه لبلاده و عدم التعجل في اتخاذ قرار حرب مع القوه السوفيتيه مما يعجل بنهايه القوه الامريكيه فقام كيندي يوم 22 اكتوبر بارسال القوات البحريه الامريكيه لكوبا يعلنها علي الهواء مباشرهً لايقاف كوبا باكمال بناء الصواريخ مما وضع الجانب السوفيتي الممثل في زعيمها (نيكيتا خرتشوف) بان يرضخ للتفاوض الذي دعي له كيندي و فرض فيه رايه برفع الصواريخ السوفيتيه عن كوبا مقابل الا يقوم بغزو كوبا. بعد هذا الانجاز الذي انجزه كيندي اكد هنا راي ديجول فيه مما ساهم في ارتفاع شعبيه كيندي لدي مواطنيه من 66% الي 77%.

بعد نجاح (يوري جاجارين) رائد الفضاء الروسي في رحلته الفضائية و دورانه حول مركز الارض عام 1961 حيث سجل بها الاسبقيه السوفيتيه في الثوره الفضائيه مما الهب الحماس في تفاصيل الحرب الباردة بين القطبين الكبيرين باقدام جون كيندي بالقاء خطبه عصماء في وكالة ناسا قائلاً (لقد اخترنا ان نصعد للقمر) و قال في خطبه اخري (يجب وضع الانسان علي القمر و اعادته بسلامه الي الارض) و مما زود اصرار كيندي علي تلك الخطوه مقابلته بجيمس ويب رئيس وكاله ناسا الذي اكد له علي نجاح مشروع (ابولو 11) للصعود الي القمر و الذي وصل تكاليفه الي 40 مليون دولار أمريكى و الذي دعم موقفه بان يدعو بقوه الاتحاد السوفيتي في سبتمبر من عام 1963 الي مشروع مشترك يحمل التوقيع الامريكي و السوفيتي في الوصول للقمر لكن الاتحاد السوفيتي رفض هذا المشروع و ظلت المحاولات للوصول للقمر حيث تمت اول محاوله للوصول لسطح القمر و التي كُللت بالنجاح عام 1969 عن طريق فريق (ابولو 11) بقياده رائد الفضاء الامريكي (نيل ارمسترونج).

قام كيندي ايضًا عام 1963 بالقاء خطاب عنوانه (حركه الحقوق المدنيه الامريكيه) التي يدعو فيها لنبذ العنصريه و التي جعلت الافروامريكان يشبهونه بالرئيس الأمريكي السادس عشر (ابراهام لينكولن) الذي الغي تجاره الرقيق و نبذ العنصريه و كان مصيره الاغتيال عام 1865.

قام كيندي عام 1961 بالتحديد يوم 13 اغسطس ببناء جدار برلين الذي يفصل بين المانيا الشرقيه و الغربيه و الذي يعتبر بمثابه انذارًا للقوه الشرقيه بان امريكا لها الكلمه العليا في تحديد مصائر العالم و هذا ما اكده كيندي في يونيه من عام 1963 بخطابه الشهير الذي القاه ببرلين (انا فخور باني برلينيًا) و هي دعوهً سابقهً لعصرها لمفهوم (العولمه) و ان برلين هي المقر المركزي للعولمه و بالفعل تاكد هذا عام 1989 بتحطيم سور برلين.

في زياره لمدينه دالاس بولايه تكساس يوم 22 نوفمبر 1963 حيث كان يمكث بالسياره المكشوفه هو و زوجته (جاكلين) و كان يحيي الجمهور اذ برصاصات تقتل الرئيس كيندي و اصيب معه حاكم ولايه تكساس (جون كونالي) وسط دهشه الجمهور حيث قام التليفزيون الامريكي بقطع ارساله معلنًا عن مقتل كيندي و الذي اذاع الخبر الاعلامي الكبير (ولتر كونكيت) و يعد الرئيس كيندي الرئيس الرابع الذي مات مقتولاً في تاريخ الرئاسه الامريكيه بعد (ابراهام لينكولن 1865 – جيمس جارفيلد 1881 – وليم ماكنيلي 1901) و الذي قام بقتله (لي هارفيلد اوزوالد) و هو ماركسي و احد افراد مشاة البحرية الأمريكية و عاش لفتره قصيره بالاتحاد السوفيتي و زوجته روسية و قام ازوالد بقتل كيندي من احد المباني الشاهقه بدالاس و تم القبض عليه بعد ان اطلق الرصاص علي (جي دي تيبيت) ضابط الشرطه الذي استوقفه لاستجوابه بسبب الاشتباه فيه بعد 45 دقيقه من عمليه الاغتيال و بعد يومين من القبض عليه قام (جاك روبي) و هو يهودي يمتلك ملهي ليلي بقتل (ازوالد) ، ليترك لنا استفهامات عديده عن اسباب مقتل كيندي.

هنا جاءت بعض الاستنتاجات عن اسباب مقتل كيندي و التي تعددت ما بين تصرف ازوالد الفردي و هناك من قال بان لوكالة الاستخبارات الأمريكية دور في قتله و اراء تقول بان (الكي جي بي) جهاز الاستخبارات السوفيتيه لها يد في مقتله الي جانب اراء تتجه نحو المؤامره الاسرائيليه لقتله لانه اصر علي تفتيش (مفاعل ديمونة) الاسرائيلي و التاكد ما اذا كان يحتوي علي قنابل ذريه ام لا؟!

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل