المحتوى الرئيسى

"الفتاة" الوجه الآخر لمخرج الإثارة هيتشكوك

11/21 11:41

بالطبع هيتشكوك داخل مخيله عاشقي السينما يعني الكثير وبالنسبه لي كان فيلميه «نفوس معقدة» و«الطيور» احد الاسباب التي شدتني الي العالم السحري الذي تجذبك اليه تلك الأعمال الشيقه التي شاهدناها من خلال نادي السينما الذي كان بمثابه النافذه للجميع ليعيشوا داخل العالم الاسطوري للسينما العالميه،

ولان هيتشكوك اهم مخرج مزج الرعب بالتشويق بالجنس بالكوميديا للتاثير في المتفرج معتمداً علي التركيز علي النواحي النفسيه والمشاعر المختلفه لدي ابطال العمل الفني، والدوافع الدافعه لارتكاب الجريمه ليصدم المشاهد في النهايه بالفيلم ويكتشف ان تلك الشخصية مضطربه نفسياً وهذا ما حدث لي عندما شاهدت فيلم «الفتاه».. وانتهيت الي ان هيتشكوك نفسه معقد نفسياً.

ويحكي الفيلم قصه وعلاقه الفنانه تيبي هيدرين بالمخرج العالمي وكواليس تدريبها علي يد هيتشكوك والذي سماها «الفتاه» منذ لحظه اكتشافها وتدريبها باسلوب وتقنية عالية مركزاً علي العلاقه الغريبه التي جمعتهما معًا، بل انه يشير ايضاً الي علاقه اكثر غرابه مع زوجته. ويركز المخرج في تترات الفيلم علي اصرار هيتشكوك علي وجود الشقراوات في افلامه، من منطلق اعتقاده الي ان خطوط الجريمه تبدو واضحه مع الثلج البكر، ويبدا الفيلم في جذب المشاهد من اول لحظه بادخالك في مناخ فيلم «الطيور»، ثم ياخذك الي العلاقه الخاصه مع زوجته المؤلفه وهي تطبخ وهو يغسل الاطفال ويتكلم عن افكاره عن الفيلم الجديد. وفجاه تظهر علي شاشه التليفزيون عارضه الازياء تيبي هيدرين فتلفت الزوجه نظر هيتشكوك الي ابتسامتها ويتم ترشيحها للفيلم الأمريكي «الطيور» المنتج عام 1963، عن مجموعات من الطيور تهاجم بضراوه علي بيوت السكان دون اي سبب واضح، (ومؤخراً اكتشف العلماء ان طعام هذه الطيور كان يحتوي علي مواد مثيره للاعصاب ادت الي تغير في سلوك الطيور بشكل مناسب للجرعات التي اصابت جهازها العصبي) وهذا الذي اوحي للمخرج الامريكي الشهير قصه الفيلم. واثناء تصوير الطيور The Birds والذي انتج عام 1963، وفيلم مارني Marnie في عام 1964، نري البعد الخفي في شخصيه هيتشكوك الذي مارس فيه الضغط النفسي علي هيدرين لاستغلالها جنسياً وما خلف الستار من عقود الاحتكار التي كان بينهما ومن خلالها تطرق لشخصيه وسلوكيات المخرج هيتشكوك مع بعض الفنانات والمشاهير الاخريات، والتي لم يصرحن باي تصريحات حول ذلك رغم ان هناك اشاره مستتره الا انه فعل ذلك كثيراً، وفي الحقيقه ان هيتشكوك يبدو من خلال الفيلم كشخص مصاب بعقد نفسيه ناتجه من كونه عبقرياً ولكنه ذو مواصفات شكليه وجسمانيه لا تجعله جذباً وهذا ما جعله مع تقدم السن يصبح مهووساً بتلك الفتاه التي اصبحت بطله لافلامه رافضاً عدم وافقتها علي اقامه علاقه معه، فينتقم منها بشتي الطرق حتي انه يعيد مشهد مهاجمه الطيور لها 47 مره مستخدماً طيوراً حقيقيه الي درجه اصابتها بانهيار عصبي، تطلب عرضها علي طبيب وللاسف انه عندما طلب منها الانصياع له جنسياً بعد فيلمها الثاني معه، ورفضت وقالت له اني اتخلي عن العقد. قال: سوف احطم صنعتك. وهو ما فعله، فلم يسمح لها بالتخلي عن العقد. ولم تصبح نجمه كبيره رغم ان الكثيرين كانا يرغبون مشاركتها في افلامهم.. بالطبع كانت هناك مشاهد تؤكد هوسه الجنسي بها الي حد الهجوم عليها بوحشيه اثناء تواجدهما في السياره.

اما العلاقه الاكثر غرابه فهي علاقته الزوجيه التي كانت بمثابه لغز لهوليوود، خاصه انه في الفيلم يؤكد انه لم يمارس الجنس الا مع زوجته وفي نفس يقول انه تزوجها لانها طلبت منه ذلك وعندما تتركها يصاب بالاكتئاب. ويقول انه لا يري الحياه بدونها! الطريف ان الفيلم ركز علي زياره زوجته الي هيدرين خلال فيلم «مارني» وقالت لها: «انا متاسفه جداً من انك تحملت كل ذلك». فنظرت لها هيدرين وقالت: «الماً، يمكنك ان توقفي ذلك». فنظرت الي اعلي واستدارت ثم غادرت المكان.

الطريف ان هناك عوده للمخرج الاسطوره الفر مخرج أفلام الرعب والجريمه الي عشاقه من محبي السينما خلال فيلم اخر يتناول ملامح من حياته الشخصيه والفنيه والعاطفيه والنساء اللواتي عمل معهن وايضاً اغرم بهن. وهو فيلم «الفريد هيتشكوك وصناعه النفس» من اخراج ساشا جيرفازي وبطوله انطوني هوبكنز في دور هيتشكوك ويركز علي كيف كان المخرج العالمي يتعايش مع عالم الجريمه التي كان يقدمها في افلامه، هذا العبقري الذي انتقل الي هوليوود ليقدم اول فيلم له (ربيكا) Rebecca الذي ترشح به لجائزه افضل مخرج في الاوسكار، واقتبس الفيلم من روايه الكاتب دافني دو مورييه. وفي عام 1946 قدم فيلم (سيئ السمعه) Notorious عن عميل مخابرات عليه ان يرسل حبيبته للنازيين ليكشف قضيه تخابر. في فيلم (القارب 1944) Lifrboat حكي قصه كامله في مكان لا يتغير هو قارب وفي فيلم (الحبل  1948) Rope قدم اول فيلم لا يعتمد علي التقطيع، بل هو لقطه واحده طويله، الا ان اعماله الثلاثه التي حفرت اسمه للابد هي (النافذة الخلفية 1954) Rear window الذي علم المشاهدين كيف يتلصصون علي الجيران ثم عاقبهم علي هذا، وفيلم (الدوار 1958) vertigo عن خوف المرتفعات، وفيلم (نفوس معقده 1960) Psycho الذي اشتهر بمشهد القتل تحت مياه الدش وهنا خرق قاعده ان تظل بطله الفيلم حيه لمشهد النهايه وماتت البطله في ثلث الفيلم الاول.

قدم فيلم (الطيور 1963) ومن افلامه الشهيره الاخري (خلف الستار الحديدي) و(الشمال من الشمال الغربي 1959) North by Northwest و(توباز 1969) Topaz، كما عاد لانجلترا ليقدم (جنون 1972) Frenzy، اخر افلامه كان (مؤامره عائليه 1976) Family plot حيث لصان يواجهان امراه تملك قوه نفسيه وحبيبهن.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل