بعدما تفوق على "فيليكس"، الأهلي أصبح في "ورطة"

عندما اعلن المغامر النمساوي فيليكس باومجارتنر انه يستعد لقفزه تاريخيه يكسر بها حاجز الصوت، تابع المليارات حول العالم تلك التجربه وسط عدم اقتناع بانه سينجح، لكنها فعلها وسطر اسمه في التاريخ كاول شخص علي وجه الارض يحقق هذا العمل.

 وعندما تعادل الاهلي بالاسكندريه امام الترجي التونسي في ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا وتضاؤل فرص فوزه باللقب قبل مواجهه الترجي بتونس، كانت كل المؤشرات والواقع يقول ان الاهلي لن يحقق معجزه الفوز باللقب من قلب رادس كما فعلها في 2006، لكن ما فعله الاهلي يندرج تحت مسمي "المستحيل"، و "الخيال".

المستحيل ليس فوزه بالمباراه واللقب، ولكن المستوي الفني والبدني والنفسي الذي ظهر به الفريق خلال تلك المباراه هو الاعجاز بعينه، في مقالي السابق عددت الاسباب "الواقعيه" التي تقف حائلا امام الاهلي لتحقيق المعجزه، لكن عزيمه رجال الاهلي والقياده الرائعه لمديره الفني حسام البدري كانت كافيه للاجهاض والتغلب علي هذه الاسباب.

في هذه المباراه كنت اري الاهلي في ثوب البارسا جماعيا ومهاريا، كنت اراه في ثوب البايرن قتاليا، كنت اراه اليونايتد برودا في الاعصاب والتحكم فيها، كنت اري مديرا فنيا اختلفت معه كثيرا، لكنه اقنعني واقنع الملايين بشده خلال تجهيزه وادارته لهذا اللقاء الصعب، ولا ابالغ حين اقول ان البدري له الفضل في 70% من هذا الفوز التاريخي.

بالفعل الاهلي اصبح في ورطه.. الاهلي حقق انجازا اراه اصعب كثيرا مما حققه المغامر النمساوي، الاهلي تعرض لظروف قاسيه كانت كفيله بخروجه من الادوار الاولي للبطوله، لكن المستحيل ليس اهلاويا، وبالتالي لا يجب ان يتاثر الفريق بعد ذلك باي عوامل او ظروف، وبالطبع لن تكون اصعب مما تعرض له خلال العام الحالي.

بعد ان قدم الاهلي اداء تكتيكي وفني وبدني اوروبي امام الترجي، وضع الاهلي نفسه في ورطه امام جماهيره وامام الخبراء وامام كل المتابعين، اصبح الاهلي مطالبا بتقديم نفس المستوي في بطوله كأس العالم للأندية باليابان، وتشريف الكره المصريه والعربية والافريقيه، والعوده الي مصر بمركز افضل من المركز الثالث الذي حققه الفريق في نسخه 2006.

كم اتشوق لان اري كلمات الاطراء من مسئولي الفيفا، وخبراء الكره العالميه، والفرق المشاركه في البطوله عن فريق الاهلي ومستواه المبهر، واتمني ان تفرح مصر بانجاز اهلاوي جديد يعوض الفرحه المكبوته لفوزه بالاميره الافريقيه بسبب الحادث الاليم الذي وقع باسيوط "رحم الله الاطفال الابرياء ورحم كل شهداء مصر".

شهداء الاهلي: بطولات وملايين الدنيا لا تساوي ظفر اقل واحد منكم، ولن تعوض اهلكم، لكنكم كنتم تعشقون هذا الكيان وكنتم تفرحون بكل انتصار يحققه.. اتمني ان تكون ارواحكم الطاهره سعيده بهذا الاعجاز.

جرين ايجلز: تتحدثون عن احتفال لاعبي وجمهور الاهلي عقب الفوز ببطوله افريقيا، وتطالبون باحترام مشاعر اهالي اطفال حادثه اسيوط، وانتم اول من رقصتم علي دماء شهداء الاهلي الذين قتلوا غدرا في بلدكم وفي ملعبكم، كيف تتحدثون عن المشاعر والاحاسيس وانتم لا تملكوها، اليس انتم من اقمتم المظاهرات بسبب عقوبه المصري، اين كانت الاحاسيس واحترام مشاعر اهالي الشهداء وزملائهم؟؟، اليس انتم من تجمعتم بالالاف في شوارع بورسعيد لتشجيع الترجي بل واحتفلتم بتعادل الاهلي في لقاء برج العرب؟، اليس انتم من اعددتم للاحتفال بفوز الترجي باللقب؟... استحوا قليلا واصمتوا، الرائحه الكريهه فاحت.

عصام الشوالي: كم عشقك الجمهور المصري كثيرا بفضل موهبتك الرائعه بالاضافه الي انك تعطي كل فريق حقه اثناء التعليق، ولكن في الاونه الاخيره اصبحت منحازا بشكل "مكشوف" وواضح لاي فريق عربي يواجه فريق مصري خاصه الفرق التونسيه، وفي لقاء الاهلي والترجي كنت تعلق علي مباراه اخري، وكان الترجي كان يلعب الند بالند امام الاهلي، وكنت تعلق علي قرارات الحكم المغربي وتنتقده لصالح الترجي، رغم انه تساهل مع عنف لاعبيه ولم يحتسب ركلة جزاء لجدو في البدايه، اعلم انك تونسي وبالطبع تحب تونس والفرق التونسيه.. لكن حذاري ان ترتدي ثوب المشجع اثناء تعليقك حتي لا تفقد احترام محبيك.  

حسام غالي - حسام عاشور: الاول لعب افضل مباراه له في تاريخه الكروي وكان مايستروا الاهلي، واتمني ان يبتعد عن النرجسيه حتي يقود مصر الي نهائيات كأس العالم 2014، اما عاشور هو بالفعل "مسمار" خط الوسط، قدم اداء مذهل للغايه وكان من اهم اسباب تفوق الاهلي بعد ان وضع لاعبي وسط الترجي في "جيبه".

حسام البدري: قبل ان تعطي نبيل معلول درسا، اعطيتني انا وغيري من منتقدين درسا اكبر، ولا اخجل علي الاطلاق من انا اتقدم لك باعتذارا علنيا، فكما انتقدت عندما اخطات، من الواجب ان اعطيك حقك كاملا عندما تصيب وتنجح، واتمني ان يوفقك الله في مشوارك التدريبي سواء مع الاهلي او غيره.