المحتوى الرئيسى

«صكوك غفران» د.مرسى

11/19 10:59

مدينه اسيوط لن تنسي بسهوله زياره الرئيس مرسي لها في بدايه هذا الشهر لاسباب كثيره.. منها احباط الشعب من حلم اللقاء بالرئيس، او حتي تلمح طيفه ولو في الجامع.. لكن كلنا لن ننسي دعوته للفاسدين بان يتطهّروا بالفلوس، يعني بايداع مبالغ من فلوسهم الفاسده تتناسب مع حجم ذنبهم في حساب النهضه (333 – 333).. وهو ما يعرف تاريخيًّا بـ«صكوك الغفران» او «اندولجنتينا» باللاتينيه.. ولا ادري لماذا اختص الرئيس شعب اسيوط بافتتاح دعوه التوبه بالفلوس لتمويل مشروع نهضة مصر.. وحسب تصريح وزير الماليه ممتاز السعيد فان هذا الحساب الذي خصص لتلقي تبرعات رجال الاعمال المغتربين لدعم الاقتصاد المصري، ما زال رصيده صفرًا.. لم يدخله قرش اسود ولا ابيض.. ومع دعوه التيار الاسلامي السياسي لدعم غزه امس اتوقع ان تتجدد الدعوه في نفس هذا الحساب الخالي.. وصكوك الغفران بدات ايام الجاهليه لحث البخلاء علي التبرّع باموالهم للفقراء او لبناء المساجد.. كما جاء في صحيح البخارى، عندما قال الرسول «من يحفر بئر رومة فله الجنه».. ثم تجددت الدعوه في اوروبا في العصور الوسطى في بدايه القرن الثالث عشر، قادها رجال الدين المسيحي الكاثوليك الفاسدون في روما وقتها لنهب اموال الشعب للخروج من الازمه الماليه للكنيسه، مستغلين جهل الشعب بالمعني الحقيقي للدين، ورعبهم من عقاب الله.. فغيّب رجال الفقه والكهنوت وعيهم باوامر وتفسيرات لكتاب الله لا تخدم الا مصالحهم الدنيويه والماديه، واخضعوهم لتعاليمهم الباطله وتسلّطوا علي عقولهم وعلي كراسي الحكم.. واصدروا صكوكًا (خطابات مختومه بختم البابا)، تقول انه بالسلطان البابوي لدي الله قد تم غفران خطايا مَن يدفع ثمن خطيئته، وسقط العقاب الالهي عنه، وانفتحت الجنه امامه مع ان الجنه ليست من املاك البشر ولا يملك احد ان يمنحها لمن يشاء.. وبلغ من فجر فسادهم ان هذه الصكوك كانت تُباع باسم الاموات ايضًا ليغفر لهم الله في قبرهم!

حتي ظهر شاب بسيط فقير اسمه مارتن لوثر كنج بعدها بمئتين عام.. وبدا يقرا الانجيل ويفكر ويطابق علي الواقع، حتي فهم رساله الله الحقيقيه.. وادرك ان الناس فهموا الله وتصوروه علي انه المنتقم الجبار الذي يتوعد الناس باقصي عقاب وعذاب.. ودرس القانون وحصل علي الماجستير وانضم الي دير جماعه رهبان «سانت أوغسطين».. راهبًا متفرغًا للتامل في خلاص الانسان وواصل الدراسه العلميه في العقيده واللاهوت حتي حصل علي الدكتوراه.. وظلّت فكره العقاب والعذاب تؤرّقه شخصيا، حتي وصل الي بر السلام.. وهو ان الايمان الفردي العميق برحمه الله هو وسيله الخلاص من العقاب.. وكانت هذه الفكره ضد وسائل واهداف رجال الكنيسه الذين ارهقوا الشعب نفسيًّا وماديًّا وقتها.. فنادي بعوده الكنيسه لاصل الكتب المقدسة وتعليم الشعب اصول دينهم.. واصدر وثيقه لوثر من 95 حجه تدلل علي فساد رجال الدين وزيف صكوك الغفران، وعلّقها علي باب الكنيسه، وحرّض الشعب علي التفكير.. فظهرت حركات ثوريه مؤمنه بافكاره من اقطاعيين وفلاحين ارهقهم الغلاء والضرائب.. وتزايد انصاره وبدات مواجهات طويله وعصيبه انتهت بتكريمه تاريخيًّا كمصلح كنسي وانساني نشل شعوبًا من ظلام الجهل، وعرّفهم برساله الله ومحبته ورحمته للبشر.

والتاريخ حافل بقصص حراس العقيده الكاذبين المحتالين، الذين هم اسباب انحطاط شعوبهم وبلادهم.. واغراقهم في الجهل والاميه والتخلف.. وارهابهم بالخوف من عقاب الله.. هؤلاء لا يعلمون ان الله قوي وعادل وجبار في عفوه.. لكنه جبار ايضًا في انتقامه ممن يتاجرون بعقول الغلابه.. الله يعرف القلوب والنوايا ويفضح مَن لهم صوره التقوي وهم منكرون قوتها وخائنون.. هؤلاء اذهانهم فاسده ومن جهه الايمان مرفوضون.. الله يقاومهم، اما المتواضعون البسطاء فيعطيهم نعمه وبصيره.. لذلك نتفاءل لان التاريخ يعيد نفسه في مصر الان.. صحيح ان التاريخ يعيد نفسه اكثر كلما زاد الجهل، لكن التجارب المره هي التي تصنع الشعوب القويه.. اوروبا تحررت من الجهل فنهضت واصبحنا نقتبس منها معالم الحضاره.. ومشروع النهضه الحقيقيه سيبدا بمحاربه تجار الدين، كل دين.. تحرير العقول اولا لتميز الحق من الباطل، وتكشف اهداف وضعف الكاذبين والمضللين.. الله خلق الانسان بعدما خلق له الانهار والنبات والحيوان والطير لينهل من خيرات الارض.. ويعمرها بفرح.. وهيحصل اكيد ما دامت الشمس ما زالت تشرق.

السيده الاولي التالته في تاريخ مصر.. السيده نجلاء علي حرم رئيس الجمهورية.. ظهرت رسميا للمره الاولي في الندوه التي اقامتها نقابه الاطباء في الشرقيه يوم الخميس الماضي، وحضرها اعضاء المجلس المنحل لعرض برامجهم الانتخابيه للانتخابات الجايه.. وجلست علي المنصه.. وعارضت عضو مجلس الشورى السيد حزين الذي نادي باعتقال المضربين والمعتصمين.. ودافعت عنهم كضيفه شرف وعضو بحزب الحريه والعداله.. قالت ان الشعب ضحيه للجوع والحرمان القديم.. صدقيني والجديد كمان.

اتصل بنا | شروط الاستخدام | عن الموقع

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل