د.إيهاب العزازي يكتب: المتلاعبون بمستقبل مصر

المشهد المصري غريب ومفزع لايوجد فيه شئ واضح تتصدره العديد من المشاهد السلبيه الغربيه علي المصريين مثل الانقسام والتخوين والتشكيك وانعدام الثقه في الاخر و التي لايمكن توقع نتائجها وماذا ستعكس خلال الايام القادمه فمصر اصبحت ساحه للصراع والجدل حول كل شئ واي شئ المصريون اصبحوا في حاله صراخ مستمر والكل متعصب لافكاره ومبادئه وصرنا جميعا نعيش في الوطن المفقود فصناع الثوره لم يتخيلوا ان هذه نتيجتها وان مصر تتمزق اجتماعيا وسياسيا ولا نعلم لصالح من يحدث فكل يوم يمر في حياه المصريين ياتي جدل وخلاف بدايه من الرئيس مرورا بالدستور حتي ابسط الاشياء كان هناك قوه كبري تدفعنا للهاويه تريدنا ان نكفر ونشكك ونغتال كل من يخالف الاخر ولكن كيف وصلنا لذلك وكيف اختلف المصريون واصبحنا شعب الله المحتار الذي لايعرف اين المستقبل وهناك بعض الامور الهامه التي ادخلتنا هذا النفق المظلم ومنها :

1-الرئيس ومساعديه وحكومته ساهموا بشكل كبير في حاله من عدم الاستقرار في المجتمع المصري نتيجه لعدم وجود سياسه واضحه ومشروع قومي ينقل مصر نحو التقدم ويشعر الشعب ان المستقبل قادم فنحن لانري تصريحات عن قروض او مساعدات واعانات وحاله واضحه من احلال قيادات وكوادر الحزب الحاكم في مختلف فصائل الدوله مما ساهم في حاله من التمزق المجتمعي وان البقاء في مصر للاقوي ولنا في الازمات اليوميه للمواطنين وتظاهراتهم في كل مكان دليل علي مدي نجاح او فشل سياسه الرئيس .

2-الاحزاب والتيارات السياسيه التي تستغل كل شئ واي شئ من اجل تحقيق مصالحها واهدافها فهم يتاجرون باحلام الفقراء وامالهم في مستقبل افضل وفور وصولهم للسلطه لاتجد منهم سوي وعود لاترضي ولاتثمن من جوع مما افقد المواطنين الثقه فيهم وان الحقوق تكتسب بالقوه فاصبحت مصر ساحه للاضرابات بحثا عن تحسين الحاله المهنيه والماديه للشعب الذي انهكته البطاله والظروف الاقتصاديه الصعبه .

3- الخطاب الديني الغائب فمصر اصبحت ساحه صراع دينيه تيارات تدعي الاسلام وتتاجربه وتستخدمه لمصالحها ونري شيوخ ودعاه متخصصين اما في نفاق الحاكم او العكس وكذلك فقدان المصداقيه الواضح من بعض المشايخ الذين تعودوا الظهور في الفضائيات واصبحوا شيوخ الفتاوي التي ساهمت في اضطراب المصريين وتشتتهم فلم نعد نري سوي شيوخ المصلحه يبثون افكارهم لمصلحه ما واختفي الخطاب الديني الوسطي الذي يعكس صحيح الاسلام وسماحته .

4-الاعلام الحر الحقيقي شبه اختفي من مصر فكل نافذه اعلاميه سواء صحف او فضائيات تعكس مصالح واهداف ملاكها مما ساهم في غياب الحقيقه عن المواطن المصري فبجوله سريعه في القنوات المصريه ستجد ان مصر تتلاشي وراء المصالح والاجندات المختلفه وساهموا عبر ضيوفهم وبرامجهم في انقسام المجتمع المصري و اصبحت الاشاعات وتصفيه الحسابات السلعه الرائجه في وسائل الاعلام المصريه .

5 المنتقمون الجدد وهؤلاء بعض من خرجوا من تحت الارض وكهوف السجون بحثا عن دور سياسي ويريدون ان ينتقموا من كل من سجنهم او عذبهم سواء عن حق او باطل وهم منتشرون الان في كل مكان بدايه من الاحزاب مرورا بالاعلام وصولا للمساجد يريدون مصر بتفكيرهم الغريب عن المجتمع المصري .

6العداله الاجتماعيه الغائبه في مصر الثوره فالجميع كان ينتظر انتصار الثوره للفقراء ومعدومي الدخل ولكننا نعيش العكس الحكومه ترفع راتب الموظفين مثلما كان يفعل النظام السابق ويتركون طابور البطاله للضياع وكذلك عدم شعور نسبه كبيره من المصريين ان الحكومه الحاليه قادره علي حل مشاكلهم وتوفير حياه كريمه لهم عبر خدمات حقيقيه ومستقبل افضل .