المحتوى الرئيسى

محطات المياه تعجز عن المواجهة وتغلق 40 مأخذاً خوفاً من «سموم الزيت»

11/10 11:50

«حتي تمر بقعه الزيت».. كلمات قليله رددها المسئولون بشركه مياه الشرب كمبرر لغلق اكثر من 40 ماخذ مياه علي فترات متعاقبه، يحكمها اتجاه سريان البقعة الزيتيه مجهوله المصدر المتسربه الي نهر النيل، غلق المحطات كان خوفاً من تسلل الزيت وسط مياه الشرب في ظل عجز ماكينتها وادواتها ومطهراتها عن حجب الزيت او فصله عن المياه كما يؤكد الخبراء، ولذلك لجا اصحاب الامر الي اتخاذ الاجراء الوقائي الذي لا يملكون غيره وهو المنع من المنبع، بينما شق الزيت المتجمع في بقعه كبيره بلغت مساحتها 10 كم وفقا لتقرير الطب الوقائي بمديريه الصحه باسوان طريقه في مجري النيل الي 8 محافظات متتاليه من مدينه ادفو باسوان وحتي وصوله الي الجيزه، واكتفت الجهات المسئوله بغلق المحطات العاجزه لمنع وصول المياه المتشبعه بالزيت الي حنفيات المياه داخل المنازل، والسؤال الان كيف تعمل محطات المياه التي اوصدت ابوابها خوفاً من بقعه الزيت التي تفشل امكانيتها الضعيفه في التصدي لها او التعامل معها، وما الاليه التي تعمل بها هذه المحطات لتوفير كوب ماء من المفترض انه يصلح للشرب.

«محطات المياه غير مؤهله للتعامل مع بقعه الزيت وغير مجهزه لفصل الزيت عن المياه»، هكذا تحدث عبدالله احمد المهندس باحد فروع شركه مياه الشرب بمحافظات الصعيد، موضحاً ان بقعه الزيت لو دخلت الي محطه المياه سوف تدمر المرشحات، وتؤثر بالسلب علي آلية العمل الخاصه بماده «الشبه»، ولن تتمكن المحطه بامكانيتها المتواضعه من منعها من الوصول الي المنازل، خاصه ان جميع محطات المياه المنتشره التي تعتمد علي النيل هي محطات تنقيه وليست معالجه.

وعن طبيعه العمل داخل محطات المياه، يؤكد عبدالله انها تمر بثلاث مراحل تبدا بعمليه «الترويق» وفيها تستخدم «الشبه» لتجميع الجزيئات العالقه بالمياه، لكي تتمكن من الترسب بسهوله ويطلق عليها «الروبه»، وتاتي العمليه الثانيه من خلال نقل المياه الي «المرشح» الذي يتولي فصل الغبار، بينما لو وصل الزيت الي هذا المرشح، سوف يتجلط عليه ويغلقه تماماً، واخيراً عمليه التعقيم باستخدام الكلور وفيها يتم قتل البكتيريا او الفطريات اثناء مرور المياه داخل الشبكه.

ويضيف عبدالله: ان بقعه الزيت بهذا الحجم الذي تجاوز 10 كيلو مترات لا تملك محطات المياه للتعامل معها غير منعها من الدخول، مضيفا ان بقعه بهذا الحجم من المؤكد ان عمقها قد يصل الي ماخذ المياه الذي تعبر منه المياه الي داخل المحطات القابع اسفل النيل علي عمق 1.5 متر تقريباً، ويساعد علي ذلك تيار المياه الجارف، بينما اذا كان بقعه الزيت صغيره يقل الخطر من حدوث اي مشكله منها، لان الزيت يطفو علي سطح الماء، تسير البقعه علي السطح مع اتجاه المياه دون ان تصل الي عمق ماخذ المياه، ولا تتاثر بها المحطات.

الدكتور حلمي الزنفلي، استاذ تلوث المياه بالمركز القومي للبحوث، يؤكد ان الامكانيات التكنولوجيه الضعيفه الموجوده بمحطات المياه في مصر لا تتمكن من ازاله مركبات الزيت، علي عكس محطات المياه في الدول المتقدمة التي تعتمد علي الكربون المنشط الذي يمتص هذه المركبات السامه، مضيفاً ان محطات المياه في مصر تحتاج الي اضافه مرشح جديد لامتصاص هذه المركبات البتروليه، خاصه وان هذه المحطات غير مجهزه لاستخدام الكربون المنشط في تنقية المياة الذي يتمكن من امتصاص الزيت ومشتقاته.

والكارثه التي يحذر منها «الزنفلي» هي تاثير بقايا بقعه الزيت علي صلاحيه المياه للشرب في المدي القريب او البعيد، موضحاً ان بعض مركبات هذه البقعه الزيتيه سوف يترسب في قاع النيل مع الرواسب، ومع مرور الوقت سيتحلل بفعل الميكروبات بشكل طبيعي، وينتج عنه مركبات ثانويه، مشيراً الي ان بعض مركبات الزيت تتحلل تكون اكثر ضرراً من الزيت نفسه، وقد تؤدي الي تسمم كل من يشرب منها.

ويطالب «الزنفلي» المسئولين بتوفير التكنولوجيا اللازمه لمواجهه مثل هذه الحالات في محطات المياه ودون النظر الي تكلفتها المرتفعه، لان الاضرار الناتجه عن عدم توافرها ستكون تكلفتها اكثر ارتفاعا سواء المستوي المادي او علي صحه المواطنين.

ويبرر استاذ بحوث المياه بالمركز القومي للبحوث، اهمال المسئولين لمحطات المياه لانهم يشربون منها، قائلا اتحدي اي مسئول في شركه المياه او الوزاره اذا كان يشرب من مياه الحنفيه علي حد تعبيره، موضحاً انهم يعتمدون علي المياه المعدنيه، ولذلك لا يهمهم الوضع داخل محطات المياه.

بقعه الزيت..تهزم وزيرين و8 محافظين وتقطع الطريق من اسوان الي القاهره في 11 يوما بنجاح

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل