المحتوى الرئيسى

العنف في مواجهة الرأي!

11/03 15:56

حول ما يحدث في الكويت.. هناك اختلاف كبير بين الناس، هذا الاختلاف كان من الممكن ان يُستثمر وان يُنتج فكرا سياسيا جديدا، يقود الكويت الي مزيد من الديمقراطيه، لكنه -مع الاسف- يفعل غير ذلك، نظرا للعنف الذي يواجه به المختلفون بعضهم البعض.

انا هنا لا اتحدث عن العنف الذي تمارسه قوات الأمن علي الناس، وانما عن شكل اخر انتشر بين المواطنين، وصار يتحكم في مشاعرهم ويطغي علي كل حواراتهم.

لا يمكن ان تتطابق افكار الناس في كل شيء، لكن الحاصل في الكويت ان كل صاحب راي يريدك ان تحمل رايه او سوف يكون عدوا لك، "يجتويك وتجتويه" كما يقول الشاعر الجاهلي المثقب العبدي.

هل انت مع المعارضه؟ ان قلت لا فانك تضع نفسك في خانه الاعداء، وستكون انبطاحيا وغير حر و.. و..

وان كنت تري ان الحكومه مخطئه وان المراسيم الاخيره غير شعبيه، فانك ايضا ستكون في خانه الاعداء، وفي عداد المعارضين، وربما توصف بصفات اخري اقلها انك غير وطني!

هذا العنف يمارسه الطرفان علي بعضهما البعض، وعلي الاخرين الذين لا ينحازون لاي منهما! وكلٌ منهما ايضا يدّعي بانه يحمي الديمقراطيه! اذا كانت الديمقراطيه هي السعي لالغاء الاخر، فما النتيجه؟

لا بد ان يكون هناك تفهّم للطبيعه الانسانيه، لا يمكن ابدا ان اكون انا انت، ولا يمكن ان تكون انت انا، يجب ان نختلف، ومن المفيد ان نختلف كي يصحح بعضنا اخطاء بعض.

ما زال العنف في الكويت لفظيا، من ناحيه الناس علي الاقل، لكنه سوف يتطور ويتحول الي شكل اخر اذا استمرت نبره الخلاف في الارتفاع بهذا الشكل، قل: المعارضه اخطات في كذا وكذا، وانظر واسمع كم من الغضب الذي سوف تُرشق به من اعين الناس وافواههم! لا يمكنك ان تتبني رايا لا يريدونه!

حاولت ان احلل هذا الواقع لاعرف اسبابه، فلم اجد سببا وجيها غير غياب الثقافه.

نعم.. ان الامه التي يقسمها الاختلاف بهذا الشكل العنيف امه غير مثقفه؛ علي الدوله ان ترعي الثقافه، وان تنظر اليها علي انها ركيزه اساسيه من ركائز التنميه، وليست ترفا او نشاطا عارضا نشارك به في المحافل الدوليه.

في سنين مضت كان العاملون في السياسه علي اختلاف مواقعهم ومناصبهم، يتجهون الي الكتابه في الشعر والمسرح والقصه، وبعضهم يتجه الي الفن التشكيلي، الان صار المثقفون والكتّاب والشعراء والفنانون ينخرطون في السياسه، اصبح المجتمع كله سياسيا وصار الناس كلهم يتحدثون في السياسه.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل