المحتوى الرئيسى

ديانة رومني ومعتقدات أوباما في سباق الرئاسة

11/02 22:16

دبي، الامارات العربيه المتحده (CNN) -- لم تغب التحليلات والتعليقات حول ديانه المرشحين لرئاسه الولايات المتحدة عن وسائل الاعلام منذ عقود، فقد ثار النقاش حول القضيه بعد ان بات الراحل، جون كينيدي، اول رئيس كاثوليكي لامريكا، التي يغلب عليها الطابع البروتستانتي.

ولكن الملف يفتح اليوم علي نطاق واسع بسبب المرشح الجمهوري، ميت رومني، المورموني الديانه، والرئيس باراك أوباما، الذي ظل حتي خلال سنوات رئاسته يسعي لتبديد الاعتقاد السائد لدي البعض بانه مسلم.

فبعد عامين علي انتخابه، تزايدت نسبه الامريكيين الذين اعربوا عن اعتقادهم بان اوباما يعتنق الدين الإسلامي، اذ اعرب واحد من بين كل خمسه امريكيين في مسح تم عام 2010 عن مثل هذا الرأي، مقابل واحد من عشره عام 2009، بينما صدق ثلث الذين شملهم الاستطلاع تاكيدات اوباما المتكرره بانه مسيحي.

وسبق لاوباما ان اصدر في سبتمبر2010 بياناً مخصصاً للرد علي اللغط الدائر حول معتقداته الدينيه فقال: "انا مسيحي بخياري الخاص، لم تكن عائلتي من النوع الذي يذهب الي الكنيسه كل اسبوع، ولذلك توصلت الي ايماني المسيحي في فتره متقدمه من حياتي."

ورغم اتضاح الصوره حول اوباما ومعتقداته الدينيه، الا ان الكثير من الامريكيين يجهلون حتي اليوم المبادئ المطبقه في الكنيسه المورمونيه التي يتبعها خصمه رومني، اذ يعتقدون انها ما تزال تبيح تعدد الزوجات، علماً ان رومني كان قد رد بحزم علي ذلك خلال مقابله مع برنامج "60 دقيقه" عندما قال: "لا يمكنني ان اتصور امراً ابغض من تعدد الزوجات."

ويري رومني ان الشعب الامريكي يريد وجود شخص يحمل "قيم الايمان" في البيت الابيض، بصرف النظر عن طبيعه هذه القيم طالما انها تحمل "مبادئ مشتركه" مع الاخرين، غير ان ذلك لم يساعد في الكثير من الاحيان علي تجاوز السؤال حول امكانيه خضوع المرشح الجمهوري في حال فوزه لاراء الكنيسه وقادتها.

غير ان راسل بالريد، ابرز قاده الكنيسه المورمونيه اليوم، قال لـCNN في مقابله سابقه ان الكنيسه لا تقدم الدعم لحمله رومني، واضاف، رداً علي سؤال حول موقفه ازاء امكانيه قيام رئيس ما باستغلال ولايته لنشر قيمه الدينيه: "كلا، لا اعتقد ذلك، اظن ان الامر سيؤخذ بصوره خاطئه."

وينبع القلق من احتمال ان يقدم رومني علي اقحام الكنيسه المورمونيه في الشؤون السياسيه من التاريخ المورموني نفسه، اذ يري اتباع هذا المذهب ان قاده الكنيسه هم "انبياء"، ولذلك جري اباحه تعدد الزوجات بناء علي "وحي مقدس" لاحد القاده عام 1843، قبل ان يصار الي التراجع عن ذلك عام 1890، كما سبق لرومني ان ادي ادواراً دينيه وقام بجوله تبشيريه في فرنسا.

وسالت CNN بالريد حول الواجب الديني المترتب علي المورمونيين حيال "الوحي" الذي يتلقاه رؤساء الكنيسه، فاشار الي ان الواجب يحتم عليهم ذلك في حال كان الامر يتعلق ببلاغ عام لكل اتباع المذهب، ولكنه اشار الي ان هذه التعاليم لم تعد ترد بشكل مكثف كما كانت في السابق، باعتبار ان الكنيسه باتت تقف علي اسس قويه.

ويختلف الموقف الديني في الولايات المتحده حيال المورمونيه، فالبعض يري انها مذهب مسيحي، في حين يعتبرها البعض الاخر ديانه مستقله قائمه بذاتها وليست جزءا من المسيحيه.

وتاسست الكنائس المورمونيه (واسمها الرسمي كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة) علي يد جوزيف سميث، الذي نشر عام 1830 ما اطلق عليه اسم "كتاب مورمون" وزعم عبره انه نقل تعاليم انبياء ظهروا في القارة الأمريكية قبل قرون من خلال الكتاب الذي ارشده الي مكان وجوده ملاك ظهر له يحمل اسم "مورموني."

اما بالريد، فيقول ان المورمونيين يؤمنون بالعهد القديم والانجيل، وكذلك بـ"كتاب المورمون" الذي يعتبرونه مكملاً للانجيل، ويضيف: "جوزيف سميث كل شيء بالنسبه لنا، الله وابنه يسوع ظهرا له... نعتقد ان جنه عدن كانت علي ارضنا."

ويعتقد اتباع المورمونيه ان "جنه عدن" التي اشار اليها الانجيل كانت في ولايه ميسوري الامريكيه، بل ويعتقدون ان المسيح نفسه زار القاره الامريكيه بعد قيامته من الصلب واعاد الانجيل للناس.

وقد سالت CNN رومني عمّا اذا كان سيتحدث مع الناس حول ديانته ويناقشها معهم فقال: "ساتشرف بالحديث مع الناس حول ديانتي، انا اؤمن بالله وبان كل الناس هم اولاد الله، اما امكانيه الادلاء بخطاب حول هذا الامر فقد يحصل ربما."

ويبدو ان الجدل حول ديانه رومني امتد الي الحزب الجمهوري نفسه، ففي مطلع العام الجاري ادلي القس كينت كلارك، الذي كان من بين مؤيدي ريك سانتوروم خلال مرحله التنافس بين الاخير وبين رومني لنيل دعم الحزب الجمهوري من اجل الترشح للرئاسه، بدلوه في الامر.

وقال كلارك انذاك، في حديث لـCNN، ان رومني "ليس مسيحيا" الامر الذي دفع بحمله سانتوروم انذاك الي الناي بنفسها عن تصريحات القس الذي عاد ليظهر في الثامن من اكتوبر/تشرين الاول الجاري، ليلقي خطاباً مؤثراً في حفل لدعم بول راين، المرشح لمنصب نائب الرئيس الي جانب رومني نفسه.

والطريف في انتخابات هذا العام ان الحزب الجمهوري، وللمره الاولي، يتقدم للمنافسه دون اي مرشح بروتستانتي، اذ ان راين ينتمي الي الكنيسة الكاثوليكية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل