المحتوى الرئيسى

التأويل العقابىّ للكوارث الطبيعية

11/02 19:46

اثر الفيضانات التي اجتاحت بريطانيا اواخر شهر يونيو عام 2007، وخلفت اربعه قتلي واكثر من 30 الف مشرد، نقلت صحيفه "صنداي تلغراف" في عددها الصادر يوم  2-7-2007، عن "اساقفه كبار" في الكنيسه البريطانية قولهم: "ان الفيضانات الاخيره التي شهدتها البلاد هي عقاب من الله علي زياده الجشع والفسق. ونقلت عن احدهم قوله ايضًا: "ان التراخي في قوانين الزواج والتشريعات المؤيده للمثليين هي سبب الفيضانات التي ضربت بعض المناطق البريطانيه وشردت الاف الاشخاص".

وعندما عقب البعض علي هذه التصريحات مستغربًا بالقول "ان الابرياء عوقبوا بالفيضانات"؟! رد الاساقفه: "ان غضب الله لا يُميز بين البشر"!

ونسبت الصحيفه البريطانيه الي اسقف وصفته بـ"رفيع المستوي" قوله: "هذا حكم قوي وواضح لان العالم اصبح متعجرفًا في اختيار طريقه", مضيفًا: نحن نقطف نتائج انحطاطنا الاخلاقي والاضرار التي الحقناها بالبيئه. نحن نمر الان بازمه اخلاقيه لان كل اساليب الحياه باتت غير شرعيه".

هذا الكلام، قيل في "بريطانيا الديمقراطيه" وليس في بلد عربي " ظلامي" بحسب وصف العلمانيين الاستعلائيين! ولم تحدث ايه ضجه، ولم تنبر اقلام وصحف للتهجم علي الاساقفه، والسخريه منهم وتحويلهم الي ماده اعلاميه للتندر واطلاق النكات، وما كنا سنعلم عن هذه التفسيرات الكنسيه للفيضانات شيئًا، لولا ان نقلته ـ انذاك ـ وكالة الأنباء الألمانية بشانها! 

ولقد كتب عدد من الامريكيين المنتمين الي المحافظين الجدد مقالات، نشرت صحيفه الحياه اللندنيه بعضها تكلمت صراحه بان "اعصار كاترينا عقوبه من الرب بسبب دعم الولايات المتحده لانسحاب اسرائيل من غزه". 

وبعيد كاترينا بايام نقلت "رويترز" عن القس 'فرانكلين جراهام' قوله اثناء زياره له  لمدرسه مسيحيه بولايه فيرجينيا الامريكية: 'لقد كانت هناك سحابه روحيه سوداء فوق نيوأورليانز منذ سنوات'، موضحًا ان نيواورليانز مدينه تعرف بعباده الشيطان وانتشار الخمور وتعاطي المخدرات وان البعض يعتقد ان الله استخدم الاعصار من اجل عمل صحوه دينيه هناك".

الوكاله ذاتها علقت علي ذلك بقولها: "ان بعض المسيحيين الامريكيين يرون ان التطهير الجيد سيبدا من الحانات والنوادي الراقصه المتراصه بشارع بوربون بالحي الفرنسي بالمدينه حيث يجتمع السياح والمحليون هناك عند قدومهم الي المدينه خاصه اثناء احتفالات ماردي جراس السنويه التي تشهد العديد من مظاهر الخلاعه والعربده".

ونقلت عما وصفته بـ"مصدرها" بانه قد شوهد احد الانجيليين المُنصرين ويدعي 'مايكل ووكر' بشارع بوربون حاملاً لافته مكتوبًا عليها 'الوقت ينفد. هل تعرف المسيح؟'

كل هذه "التفسيرات الدينيه" للظواهر الطبيعيه، بلعها المثقفون العرب،  فقط لان قائلها من ذوي العيون الزرقاء والشعر الاشقر، من الذين يشعر المثقف العربي امامه بالخضوع والطاعه والاستسلام لـ"قوامته" عليه، وكان الله ـ سبحانه ـ رفعه عليه درجه!

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل