المحتوى الرئيسى

أسماء الأعاصير .. بدأت بأسماء القديسين وانتهت بنسبتها للاماكن

11/01 19:56

اثار اعصار " ساندي " الذي يضرب الولايات المتحدة الأميركية حاليا الكثير من الاسئله لعل ابرزها السؤال المتعلق بسبب تسميه الاعاصير باسماء نساء في الغالب .

سنحاول هنا ان نقدم لكم نبذه مناسبه عن هذا الامر تشبع فضول القارئ وتقدم له معلومه واقعيه بعيدا عن التكهنات والتهكمات التي يطلقها البعض من هنا وهناك والتي يتم تداولها عبر شبكات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية .

بدايه لابد من الاشاره الي ان السبب وراء اطلاق اسماء علي الاعاصير هو لتفادي الخلط او الالتباس الذي قد يقع فيه الناس ، وخصوصا في بعض المناطق التي تكثر فيها الاعاصير المداريه ، فلتجنب سوء الفهم في التنبؤ بالطقس، وبالتالي في مساله التحذيرات والتنبيهات من العواصف يتم اطلاق الاسماء علي الاعاصير.

في العصور الغابره لم يكن هناك اليه او منهجيه معينه لتسميه الاعاصير ، فكانت الاعاصير تسمي  اما باسماء بعض القديسين  مثل اعصار " هرقل "  و " سانت بول "  و اعصار " سانت لويس "  واعصار  " سانتا ماريا " ، او باسماء  السنوات التي حدثت فيها مثل اعصار 1898م، واعصار 1906م، او بحسب المكان التي حدثت فيها كـ اعصار ميامي واعصار هيوستن، او بحسب المنطقه مثل "اعصار غالفستون" و"اعصار ميامي" .

وتعود بدايه التسمية النظامية الي عالم الارصاد الجويه الاسترالي كليمنت راج (1852 – 1922) حيث اطلق علي الاعاصير اسماء البرلمانيين الذين كانوا يرفضون التصويت علي منح قروض لتمويل ابحاث الارصاد الجويه .

ويقال انه في بعض الاحيان كان يطلق علي الاعاصير اسماء  النساء  اللاتي يكرههن ( هناك من يقول انه كان يطلق علي الاعاصير اسماء من يحب من النساء لكنه راي ضعيف ) .

تمكن السياسيون ان يبعدوا انفسهم عن التسميه باساليبهم المختلفه ، فالصقت التسميه بالعنصر النسائي الاضعف، وماعزز ذلك وجود توافق بين الاعاصير والنساء، فالمراه يصعب التنبؤ بعنفها وصاحبه امزجه متقلبه وذات بطش عندما تكره وتظهر غضبها ولا تكتمه كحال الاعصار.

وهناك راي اخر يقول ان تسميه الاعاصير باسماء النساء كانت بدافع الامل بان تكون اعاصير المستقبل ناعمه ولطيفه غير مخربه كحال النساء .

وهناك من يذهب في اتجاه اخر فيقول ان الاسماء في البدايه  كانت مؤنثه، وذلك لان كلمه اعصار باللغه الانجليزيه (Hurricane) مؤنثه، مثلها مثل "سفينه" ما جعل السياق اللغوي يحتم وضع "اسماء انثويه" لجميع الاعاصير المتوقعه.

وخلال الحرب العالميه الثانيه طوّرت القوات المسلحه الاميركيه تسميه الاعاصير، حيث كانت القوات الجوية والبحريه الاميركيه تقوم بعمليه  متابعه ورصد دقيقه للاعاصير في شمال غرب المحيط الهادي ولمنع تعدد الاسماء والاختلاف حولها ، اطلق خبراء الارصاد الجويه العسكريه علي الاعاصير اسماء زوجاتهم او صديقاتهم .

بعد الحرب، العالميه الثانيه اعدت الارصاد الجويه الامريكيه قائمة ابجديه باسماء الاناث، ارتكزت علي فكره رئيسيه هي استخدام اسماء قصيره وبسيطه وسهله التذكر .

وفي مطلع 1950 ظهر اول نظام لتسميه الاعاصير، حيث تم بدايه اختيار الاسماء حسب الابجديه الصوتيه العسكريه ، قبل ان يقرروا في عام 1953 العوده الي الاسماء النسائيه وتم تعميم هذه الاسماء علي مناطق عده بما في ذلك اعاصير المحيط الهادئ ، والمحيط الهندي، وبحر تيمور والساحل الشمالي الغربي لاستراليا . وتم تهذيب عمليه التسميه للاعاصير ، فكان يطلق علي الاعصار الاول اسم المراه التي تبدا باول حرف ابجدي ، والثاني باسم المراه التي يبدا اسمها بالحرف الابجدي الثاني ، وهكذا مع مراعاه ان تكون الاسماء قصيره يسهل نطقها وتذكرها ، و  تم اعداد قائمه لـ 84 اعصار كلها باسماء اناث.

و في عام 1979، قامت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ، و بالتنسيق مع الارصاد الجويه الوطنيه الاميركيه بتوسيع هذه القائمه لتشمل ايضا اسماء الرجال.

و في عام 1979 تم طرح قوائم جديده ، بمعدل قائمه لكل 6 سنوات تتضمن اسماء مذكره ومؤنثه علي التوالي فتوضع اسماء مسبقه للاعاصير المتوقعه.. وهذه الاسماء تطلق تباعاً (وبحسب قائمه ابجديه) وغالباً ما تكون الاسماء المختاره مالوفه بين الناس في المناطق التي تمر بها الاعاصير، شريطه الا يكون الاعصار مدمرا، فاذا زادت حده الاعصار يشطب الاسم من القائمه المستقبله تشاؤما ويستبدل اخر به من النوع نفسه، يبدا بالحرف ذاته وهذا ما انطبق علي الاعصار " اندرو "  الذي ضرب جنوب الولايات المتحدة في  اغسطس 1992 مخلفا 23 قتيلا وخسائر بقيمه 21 مليار دولار، واعصار " ميتش "  الذي اهلك الحرث والنسل واعصارا  " تشارلي "  و " ايفان "  اللذان ضربا فلوريدا وكوبا بين  اغسطس و  سبتمبر  2004، فهذه اسماء اعاصير لن تتكرر مره ثانيه في القوائم المستقبليه. ولا تحمل العواصف الاستوائيه اسماء الا اذا وصلت قوتها الي ما بين 8 و11 درجه علي مقياس بوفورت، اي ما بين 65 و110 كلم في الساعه.

ولربما يتدخل عنصر في القائمه فيحمل اسما جديدا من غير المكتوب، فاعصار(كاترينا) اطلق علي اول من اكتشفت قدومه الي الشواطئ الاميركيه، وهي موظفه عامله في مركز بحوث الارصاد الجويه ، وبالتالي – وحسب التقاليد المرعيه – اطلقوا اسم (كاترينا) علي ذلك الاعصار وهكذا اعصار (ريتا) ومما يزيد الامر بريقا انهن نساء.

بعد ذلك قررت بلدان شرق اسيا الابتعاد عن الاسماء الاميركيه فبدات تسمي اعاصيرها بنفسها ، والغت الاسماء المستورده من اميركا، مثل اعصار " تيد "  واعصار " فرانكي " وهي اسماء اميركيه اطلقت علي الاعاصير الاسيويه بحجه انها غير مفهومه لشعوبها فاستخدمت اسماء حيوانات بدلا من الاسماء البشريه مثل اعصار " دامري "  ومعناه " الفيل"  في اللغه الكمبوديه، واعصار " كيروجي "  وهو اسم نوع نادر من البط البري في كوريا الشماليه.

وتتضمن القائمه ايضا اسماء من هونج كونج واليابان ولاوس وماكاو وماليزيا وكوريا الجنوبيه والفلبين وتايلاند وفيتنام وإعصار جونو او غونو او الذي ضرب السواحل العُمانيه يعني " الحقيبه المصنوعه من سعف النخيل "  بلغه سكان المالديف الاصليين.

وكذلك تتم تسميه الاعاصير التي تتشكل في شمال المحيط الهندي من قبل المركز الاقليمي المتخصص للارصاد الجويه ومقره في نيودلهي – الهند بالنيابه عن البلدان الاعضاء في المنظمه الدوليه للارصاد الجويه المفوضيه الاقتصاديه والاجتماعية لاسيا والباسفيك، وهذه الاسماء هي علي النحو الاتي:

الاعصار " ليلي "  والذي تطور في المحيط الهندي مقابل ساحل أندرا براديش والذي خلف الكثير من الدمار تمت تسميته من قبل الباكستان ، والاعصار الذي كان بعده اسمه " باندو "  وهو اسم اطلقته سريلانكا و اسم الاعصار "فيت " اطلقته تايلند.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل