كثيراً نسمع عن الحوسبه السحابيه ولاكن هل تعرفما هى الحوسبة السحابية؟

لا بد انك تسمع مصطلح “السحابه” كثيراً هذه الايام، وبعده اشكال مختلفه، كالحديث عن خدمات التخزين السحابي، والموسيقي السحابيه، والتطبيقات السحابيه، بل حتي أنظمة التشغيل السحابيه. وسواء علي اجهزه الكمبيوتر او الحواسب اللوحيه او الهواتف الذكيه، يبدو بان “السحابه” تلاحقك في كل مكان. فما هي السحابه (بالمصطلح التقني) وما هي الحوسبة السحابية التي يتحدث عنها الجميع هذه الايام؟ سنحاول الاجابه عن هذا السؤال بشكل مبسط.

التعريف المبسط يقول، بان الحوسبه السحابيه هي قيامك باستخدام المصادر الحوسبيه (العتاد والبرمجيات) عن طريق الانترنت، مقدّمه اليك بشكل خدمه.

ماذا نعني بقولنا مقدمه اليك بشكل خدمه؟ هذا يعني بانك تقوم باستخدام الخدمه، دون ان تهتم بالكيفيه التي تعمل بها هذه الخدمه، اي دون ان تعبا -علي سبيل المثال- بالمخدّمات التي تُشغل الخدمه، وكيفيه اتصالها ببعضها البعض، وكيفيه اعداد الشبكه فيما بينها، والبرمجيات المثبته عليها.

كمثال بسيط علي هذا، دعنا ناخذ خدمه البريد الإلكتروني من غوغل: Gmail. ان كان لديك حساب بريد الكتروني علي “جيميل” (او ياهو او هوتميل) فانت تُعتبر عملياً احد مستخدمي الخدمات السحابيه. لانك تستفيد من الخدمه المقدمه لك علي طبق من ذهب، دون ان تكترث لما خلف هذه الخدمه من الاف المخدّمات والتوصيلات والبرمجيات والمهندسين الذين يتاكدون من ان كل هذا العتاد يعمل بالشكل الصحيح.

بالمقابل، فلو كنت تستخدم تطبيق Outlook لاستقبال البريد الالكتروني علي سطح المكتب في انظمه ويندوز، فانت المسؤول عن الاهتمام برسائلك التي سيتم تخزينها علي قرصك الصلب، وانت المسؤول عن عمل نسخه احتياطيه من الرسائل خوفاً من ضياعها. وبالتالي فتطبيق Outlook هو تطبيق، بينما Gmail هو خدمه، وبشكل ادق، خدمه سحابيه تقف خلفها الكثير من التفاصيل.

لكن من اين جاء تعبير السحابه لوصف هذا النوع من الخدمات؟

في عالم الشبكات، يستخدم المهندسون شكل السحابه لتبسيط وتوصيف البُني التحتيه المعقده، وللفصل ما بين البُنيه التحتيه التي قد تتضمن عشرات او مئات او الاف المخدّمات واجهزه التوجيه وتجهيزات الشبكه والبرمجيات، ومابين الاجهزه الخارجيه التي ستتعامل مع تلك البنية التحتية (السحابه) وكانها كيان واحد. هذه الاجهزه الخارجيه قد تكون جهاز الكمبيوتر، او الهاتف، او الحاسب اللوحي. الشكل التالي يوضح مثالاً عن طريقه تمثيل البنيه التحتيه لخدمه سحابيه مفترضه:

ماهي بعض الأمثلة عن الخدمات السحابيه؟

الامثله التاليه هي امثله قليله جداً من بين مئات الالاف من التطبيقات والخدمات السحابيه المتوفره:

خدمات البريد الالكتروني: Gmail, Yahoo, Hotmail

خدمات التخزين السحابي: Google Drive, Dropbox, Box, SkyDrive

خدمات الموسيقي السحابيه: Google Music, Amazon Cloud Player, iTunes/iCloud

التطبيقات السحابيه: Google Docs, Photoshop Express

انظمه التشغيل السحابيه: Google Chrome OS, Jolicloud

ماهي فوائد الحوسبه السحابيه مقارنهً بالحوسبه التقليديه؟

الحوسبه السحابيه تسمح لك بالوصول الي جميع تطبيقاتك وخدماتك من اي مكان واي زمان عبر الانترنت، لان المعلومات ليست مخزنه علي قرصك الصلب بل علي مخدمات الشركه المقدمه للخدمه.

تخفيض التكاليف علي الشركات، حيث لم يعد من الضروري شراء اسرع اجهزه كمبيوتر او افضلها من حيث الذاكره او اعلاها من حيث مساحه القرص الصلب، بل يمكن لاي جهاز كمبيوتر عادي وباستخدام اي متصفح للويب الوصول للخدمات السحابيه التي تستخدمها الشركه (تحرير مستندات، تخزين ملفات، تحرير صور، .. الخ). كما لم يعد علي الشركات شراء التجهيزات مثل المخدّمات باهظه الثمن لتقديم خدمه البريد الالكتروني لموظفيها، او الوحدات التخزينيه الضخمه لعمل النسخ الاحتياطيه لبيانات ومعلومات الشركه.

ضمان عمل الخدمه بشكل دائم، حيث تلتزم الشركه المقدمه لخدمه التخزين السحابي بالتاكد من ان الخدمه تعمل علي مدار الساعه بافضل شكل ممكن. عندما تستخدم احد خدمات التخزين السحابي فان معلوماتك مخزنه علي اكثر من مخدم واحد لضمان عدم فقدانها، كما ان الشركه المقدمه للخدمه تلتزم باصلاح ايه اعطال طارئه باسرع وقت ممكن. وهذا يوفر عليك الكثير من الوقت والتكلفه كمستخدم او صاحب شركه يتولي مسؤوليه اداره تجهيزاته وبرمجياته الخاصه.

الاستفاده من البُني التحتيه الضخمه التي تقدمها الخدمات السحابيه للقيام بالاختبارات والتجارب العلميه. بعض الحسابات المعقده تحتاج الي سنوات لاجرائها علي اجهزه الكمبيوتر العاديه، بينما تتيح شركات مثل غوغل وامازون سحاباتها المؤلفه من الاف المخدمات المرتبطه بعضها ببعض لاجراء مثل هذه العمليات الحسابيه بدقائق او ساعات.

بشكل بديهي، تحتاج التطبيقات السحابيه الي اتصال بالانترنت، حيث سيؤثر انقطاعك عن الانترنت علي تمكنك من تاديه عملك، لكن الشركات بدات تتدارك هذا، وبفضل بعض تقنيات HTML 5 وجافاسكربت الحديثه بات بالامكان بناء تطبيقات ويب يمكن ان تعمل دون اتصال بالانترنت، ثم القيام بالمزامنه لدي عوده الاتصال، لكن ما زلنا بحاجه الي المزيد من الوقت كي تتطور هذه التطبيقات والتقنيات بشكل اكبر.

مخاوف امنيه: يخشي البعض من وضع كل معلوماته وملفاته لدي الشركات المقدمه للخدمات السحابيه، فلو تعرضت الخدمه لعمليه اختراق ناجحه، قد يتمكن المخترق من الحصول علي معلومات المستخدمين، كما لو لجات الشركه الي بيع معلوماتك او الاستفاده منها بشكل او باخر فسيكون هذا مشكله حقيقيه. الضمان الوحيد لك هو اللجوء الي الشركات الكبيره ذات الموثوقيه العاليه والسمعه الجيده في هذا المجال. (لكن في المقابل، فتجهيزاتك الخاصه وجهاز الكمبيوتر الخاص بك ليست بمناي عن الاختراق او السرقه او الضياع، بل اري ان شركات الخدمات السحابيه اكثر امناً لتخزين المعلومات وحفظها، لكن تبقي هذه المخاوف موجوده لدي بعض المستخدمين ويجب ذكرها هنا).