المحتوى الرئيسى

التوحد أسبابه وطرق علاجه

10/28 18:16

تُعرّف الجمعيه الامريكيه للطب النفسي "التوحد" بانه: "احد اشكال اضطرابات النمو العامه التي تظهر في السنوات الثلاث الاولي من العمر"، وتضم الصوره الاكلينيكيه له: "قصور التواصل اللفظي والنشاط التخيلي، وقصورًا نوعيًا في التفاعلات الاجتماعيه المتبادله، واظهار مدي محدود جدًا من النشاطات والاهتمامات".

اما الجمعيه الامريكيه للتوحد فتعرفه علي انه: "اعاقه في النمو تتصف بكونها شديده ومزمنه، تظهر في السنوات الاولي من العمر، وتعتبر محصله لاضطراب عصبي يؤثر سلبًا في وظائف المخ".

ويوضح لنا الدكتور مدحت الشافعي استاذ امراض المناعه والروماتزم بكلية الطب جامعه عين شمس ان الطبيب النفسي الامريكي ليو كانر اول من استعمل مصطلح "التوحد"، لوصف هذه الاعراض عام 1943م، وذلك بعد ان تابع بعض الاطفال الذين كانوا يتصفون باعراض تختلف عن الاضطرابات النفسيه الاخري.

ورغم ان التوحد نوع من الاعاقات التطويريه، فان البحوث العلمية التي اجريت حتي الان لم تتوصل الي نتيجه قطعيه حول السبب المباشر له، ولذلك فقد ارجعت معظم البحوث الاسباب الي عوامل اهمها: عوامل جينيه وراثيه، اضطرابات معديه - معويه، مكونات البيئه المحيطه وخاصه المعادن السامه مثل الزئبق والرصاص، وتضيف اليها المعلمه بمركز الشارقه للتوحد، اميمه مصطفي المامون: اصابه الام بامراض وفيروسات اثناء الحمل، واصابات الدماغ، والالتهابات، والاضطرابات الايضيه، علمًا بان هناك العديد من الافتراضات والنظريات الاخري التي حاولت ازاله الغموض الذي يحيط بهذا الاضطراب.

وقد حددت الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين 18 سمه من سمات التوحد يجب ان تنطبق 8 منها علي الاقل حتي يشك بوجود اصابه توحد لدي الطفل وهذه السمات هي:

- عدم المناغاه فالطفل لا يصدر اصوات المناغاه مثل غيره من الاطفال.

- يتفادي التواصل البصري مع الاخرين، بحيث لا ينظر في عيني من يكلمه.

- لا يحب ان يحتضنه او يحمله احد.

- يحب الروتين ويصر علي تكرار السلوك ويرفض التغيير في البيئه.

- لا يهتم بمن حوله، ويتجاهل كل المحيطين به.

- يظهر حركات نمطيه متكرره مثل: هز الجسم او الراس، ورفرفه الاصابع او اليدين.

- يعاني استجابات حسيه غير طبيعيه فلا يشعر بالالم او الحراره.

- لا يحس بالخطر ولا يخاف منه.

- يتعلق بشكل غير طبيعي بالاشياء.

- يظهر نوبات من غضب وقلق واحيانًا بكاء دون سبب منطقي.

- يضحك ويقهقه دون اي سبب.

- لا يستجيب للايماءات اللفظيه ويتصرف وكانه لا يسمع.

- يكرر كلام الاخرين والعبارات التي يسمعها بشكل تسجيلي.

- تخلو طريقه لعبه من الخيال والابداع، ويظل يلعب لفتره طويله.

- يصعب عليه فهم انفعالات وعواطف الاخرين ولا يتجاوب مع ابتساماتهم.

- يصعب عليه التعبير عن احتياجاته ويستخدم الاشاره او الايماءات للتعبير عن الكلمات.

- يفضل البقاء وحيدًا ولا يحب اللعب مع الاخرين.

- يعاني فرط حركه ونشاطا زائدا او خمولا بدنيا واضحا ومبالغا فيه.

علما بان الاضطراب في الادراك عند طفل التوحد وما ينتج عنه من صعوبه التعامل مع المحيط الخارجي يؤدي في النهايه الي هروب هذا الطفل من التعامل مع الاشخاص الي التعامل مع الاشياء والانعزال والوحده ومن هنا جاء اسم "التوحد".

يعد التشخيص الصحيح والمبكر حجر الاساس في عمليه علاج التوحد، فهو يوفر لطفل التوحد فرصه أكبر في التدخل للعلاج، وفي اغلب الاحيان يؤدي تجاهل التوحد في المراحل المبكره من العمر الي صعوبه التدخل في الاوقات اللاحقه من حياه الطفل.

وهناك عده اختبارات خاصه والاستبيانات الخاصه بتشخيص التوحد مثل: اختبار كارس وهي اسئله توجه للوالدين، اضافه الي ضروره مراقبه الطفل من قبل بالاسره مثل الاختصاصيين والاطباء. وبعد التشخيص ياتي التقييم الذي يركز علي معرفه قدرات الطفل ونقاط القوه والضعف لديه، ومن ثم اختيار افضل طريقه للعلاج وغالبًا ما يتطلب التقييم عددًا من المتخصصين في علم النفس، والنمو، والعلاج الوظيفي، اضافه الي اختصاصي في التربية الخاصة والنطق والتاهيل.

اما علاج التوحد فهو يختلف من طفل الي اخر، لان اعراضه تخف وتشتد من مصاب الي اخر، وليس هناك علاج واحد او دواء بمفرده لعلاج التوحد، ولكن هناك مجموعه من الحلول الفعاله في تقويم وتعديل السلوك وهي ثلاثيه الابعاد: نفسيه، واجتماعيه، ودوائيه.

بالنسبه للعلاج الدوائي يكون علي مرحلتين: الاولي: استعمال الفيتامينات والمعادن والمكملات الغذائية والاملاح المعدنيه الضروريه للجسم، خاصه انه لوحظ عند اغلب اطفال التوحد وجود نقص في فيتامين (ب) الذي يساهم في صناعه الانزيمات التي يحتاجها الدماغ والتي تساعد علي تحسين الانتباه والتركيز، كذلك تطبق ضمن المرحله الاولي من العلاج الدوائي حميه الكازيين (الحليب ومشتقاته)، وحميه الجلوتين (القمح، والشعير، والشوفان)، وايضًا اختبارات الحساسيه للطعام، والغرض من هذه الحميات والاختبارات هو معرفه مدي تاثر الطفل بالحمية الغذائيه، فقد يعاني حساسيه لبعض انواع الاطعمه وخاصه الكازيين والجلوتين، وبالتالي فان استبعادهما من النظام الغذائي يساعد في تعديل بعض السلوكيات.

اما المرحله الثانيه من العلاج الدوائي فتجري خلالها اختبارات المناعه، واختبارات المعادن، والتخلص من المعادن الضاره والثقيله مثل الزئبق، واحيانا قد يضطر الطبيب للجوء الي بعض العقاقير التي تساعد في تصحيح سلوكيات مرافقه لهذا الاضطراب مثل: فرط الحركه، والقلق، ونقص القدرة علي التركيز والصرع.

ويمكن علاج «التوحد» نفسيًا باستخدام طرق عده اهمها: طريقه لوفان «العلاج السلوكي» التي تقوم علي مكافاه الطفل علي السلوك الجيد او علي عدم ارتكاب سيئ، كما يتم عقابه بحرمانه من شيء يحبه مثلا علي سلوك خاطئ.

وهناك طريقه «التعليم المنظم» التي تهدف الي تنظيم محيط الطفل، من حيث الزمان والمكان حتي يمكنه التنبؤ بما سيحصل لاحقا ولا يكون سببًا في ارباكه، الامر الذي يزيد من اعتماد الطفل علي نفسه، ولا ننسي في الجانب النفسي اهميه جلسات التخاطب حيث يستعمل اختصاصي التخاطب البطاقات الملونه وسيله لتعليم الطفل الكلمات والجمل، ما يقوي الجانب اللغوي والتواصل اللفظي عنده.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل