المحتوى الرئيسى

قصة شبيه ياسر عرفات في الضفة الغربية

10/27 19:46

شبيه ياسر عرفات يدعي سالم سميرات

رغم مرور 8 سنوات علي رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، الا انه لا يزال شخصيه متميزه في المجتمع الفلسطيني.

تخيل المشهد "ذهبت الي سوق الخضار والفاكهه لتشتري كيسا من البطاطس وبعض الفلفل وبصل، وتفكر في شراء بعض قطع من اللحم البقر تعتزم طبخها فيما بعد، وفي هذه الاثناء يخرج شخص ما من خلف كومه من ثمار الخوخ وتفاجا بانه ياسر عرفات".

الشخص الذي شاهدته، مرتديا زيا عسكريا اخضر وغطاء راس مميز ذي المربعات البيضاء والسوداء، كان الزعيم عرفات يتمشي وسط الزحام متفحصا باهتمام ثمار الكرز والطماطم والشمام.

سمعت البائع يقول له بصوت مرتفع " الاثنين بخمسه يا ابو عمار"، او شيء قريب من هذا علي ما اعتقد باللغة العربية، كان يستخدم الاسم الذي اشتهر به ياسر عرفات في فلسطين، فلوح ابو عمار بعلامه النصر وهو يبتسم ابتسامه واسعه اظهرت اسنانه، قبل ان يتحرك بين ثمار الكوسه والكرنب متجاوزا الايادي الممتده للمشترين.

لاكون دقيقا، حدث هذا الموقف في ثاني ايامي في رام الله.

والان وقبل ان تبدا نظريه المؤامره في طرح ثمارها في راسي، رغم ان وقتها سيحين فيما بعد، فمن المؤكد ان هذا الرجل ليس ياسر عرفات الحقيقي وقد عاد من الموت.

كان الشخص الموجود في السوق رجلا يدعي سالم سميرات،يحظي بقدر بسيط من من الشهره بالضفة الغربية بسبب الشبه الكبير بينه وبين ياسر عرفات، ورغم انه يمتلك الانف والفم ذاتهما الا ان فكره العوده للحياه غير مطروحه.

بدا لي ان سالم شخصيه شهيره وسط الجمهور الموجود، مما دفعني لترتيب مقابله معه خارج السوق، كنت متشوقا لسماع خطته لاستحضار ياسر عرفات من قبره.

تقول السلطة الفلسطينية انهم يستعدون لاستخراج الجثه من القبر في رام الله للتحقق من كون ياسر عرفات قد قتل، بعد التحقيق الوثائقي التلفزيوني الذي اكد ان عرفات قد مات مسموما، وبالتحديد باستخدام العنصر الاشعاعي النشط البلوتونيوم.

وربما يكون من الغرابه الا تثير الاتهامات الجديده اهتمام غالبيه الفلسطينيين، فالكثيرون لديهم قناعه بالحقيقه غير المؤكده بان زعيمهم مات لاسباب غير طبيعيه، وانه تم تسميمه من قبل اسرائيل بمساعده شخص من الدائرة المحيطة به.

قال لي سالم وهو يتحسس الكلمات قبل ان تخرج من بين شفتيه :"ليس سرا ان اسرائيل حاولت قتلي في مناسبات عده".

تنكر الحكومه الاسرائيليه دوما اتهامها بتسميم عرفات، ومن الصعب تصور ان التحقيقات الاخيره سوف تنهي هذا الجدل، ولكن كما هو الحال في مثل هذه القضايا، فانني اتوقع ان يلزم الاسرائيليون والفلسطينيون مواقعهم، ولكني كنت متحمسا لاعرف كيف يفكر الفلسطينيون بعرفات بعد ثمان سنوات من وفاته.

سالم، كما يمكن ان تكون قد تخيلت، كان مفتونا.

فقد اوضح لي وهو يشير الي صدره :"كل الناس تعشق ياسر عرفات"، وهذا حقيقي فانت لا تجد فلسطينيين يذكرون، علي الاقل علنا، القائد الراحل بالسوء.

الكثير من الاسرائيليين ينظرون الي ياسر عرفات علي انه ارهابي اصبح طرفا غير موثوق به في معادله السلام، ولكن بالنسبه للكثير من الفلسطينيين وبالتحديد في الضفه الغربيه، هو بطل، ومناضل ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقائد عمليه توحيد الفصائل الفلسطينيه.

قال لي منصور طهبوب وهو ياخذني حول ارشيف ياسر عرفات الذي تم تجميعه في رام الله :"انه والدنا، والد فلسطين كلها".

ولكن وبينما نحن نشاهد الصور القديمه لابو عمار بوجهه الشاب وشاربه الرفيع، سالت منصور عن الادعاءات التي اثيرت حول فساده، فقال لي :"اسمع، انت تحترم وتحب اباك رغم انه ليس كاملا، ورغم انه يخطيء فانت تظل تحبه".

وبشكل عام كثير من الفلسطينيين غاضبين بسبب الرشاوي والمحسوبيه التي جرت ابان حكم عرفات، ولكن قليلا جدا من الناس من تحدوا سلطته.

تحدثت الي حازم، وهو ناشط سياسي شاب، فقال "كان يشبه الملك او الشيخ الذي يملك كل القوه في يديه".

سالته عما كان من الممكن حدوثه مع عرفات اذا قدر له وشهد ما يطلق عليه الربيع العربي، فاجاب حازم علي سؤالي وكاد ان يصل وصفه لعرفات بالديكاتور ولكنه لم يفعل.

واضاف "الناس احبت عرفات رغم ان قيادته كانت سيئه ولايزال الفلسطينيون يتعافون من اثار النظام الذي اسسه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل