المحتوى الرئيسى

بالصور: سيرة حاج بقنا.. حمل كتابا عن مكة وترك أوراقه منذ 120 عاما وهو يناجي "خوفاً من الموت"

10/27 09:14

لم يختر الحاج رشدي افندي الذي عبر للاراضي المقدسه منذ 120 عاما من بلدته في قنا الكائنه في صعيد مصر ان يدون رحلته للحج عن طريق الرسومات في المنازل كعاده الصعايده، فقد ترك منزله كعادته بدون رسم ربما لانه كان متاثراً بالثقافه التركيه اكثر من الثقافه المصريه التي تجعل رسم الحج علي المنازل يضاهي رسومات معبد فرعوني.

وربما كان مشغولا اكثر بفكر تجويد خطوط يديه، والتي هي من عاده الضباط في جيش الأسرة العلوية، وهي الخطوط التي جعلته يكتب ابتهالاته الرائعه وهو ينادي الله في مسجده الحرام "اللهم ارحمنا اذا ورينا التراب وودعنا الاحباب" جنباً الي جنب مع كتاب ابن جماعة عن رسومات ابواب مكه القديمه.

كتاب بن جماعه الذي طبعته المطابع الأميرية في عصر عباس الاول كما يؤكد الكتاب لايظهر بوضوح من هو العالم العلامه عزالدين بن جماعه التي تؤكد سيرته الذاتيه في مراجع العلماء انه قاضي القضاه.

ولي قاضي الديار المصريه سنه 739 هـ وجاور بالحجاز، ومات بمكه ومن كتبه «هدايه السالك الي المذاهب الاربعه في المناسك »، و «المناسك الصغري»، وغيرها من الكتب – هل كان يتمني رشدي افندي المصري ان يموت في الحجاز كابن جماعه كما باح في ابتهالاته لذا ابتهل بادعيه لله ان يرحمه اذا ودعه الاحباب؟

يقول أنس عبدالقادر الباحث في فنون رسومات الحج علي منازل الصعيد لـ "بوابه الاهرام"، ان ماتركه الحاج رشدي الذي ادي مناسك الحج منذ 120 عاما في كتاب بن جماعه الذي اصطحبه معه يدل علي ان حجاج الصعيد كانوا يقراون قبل توجههم لاداء المناسك لافتاً ان رحله الحج التي كان يؤديها الحاج بالابل قبل اتجاهه لركوب السفينه المتجهه للاراضي المقدسه كانت تعطي لهم مساحه لفهم المناسك وخاصه ابواب مكه التي سيدخلون عليها لاسيما باب السلام.

في رسومات الكتاب الذي كتبه ابن جماعه وحمله الحاج رشدي سيره مفصله عن الاساطين وهي التي تعني العمود والساريه التي يقوم عليها البناء، واساطين المسجد النبوي الشريف في عهد النبي صلي الله عليه وسلم، كانت من جذوع النخل مكانها.

واضاف عبدالقادر ان كل الملوك الذين حكموا العالم الاسلامي حين قاموا بتوسعه المسجد النبوي الشريف قاموا بالحفاظ علي اماكن هذه الاساطين، فيضع كل عمود في المكان الذي كان فيه علي عهد النبوه لافتا ان الاساطين كانت تحتفي بنقوش من العصر العباسي، وتم تجديدها في العصر العثماني مشيراً الي ان المصريين كانوا الوحيدين من الشعوب الاسلاميه التي تدخل للاساطين من باب السلام وهو الباب الذي دخل منه النبي عليه السلام حين دخل مكه معتمراً.

واوضح انس ان اهميه ماوجد في حوزه الحاج رشدي من كتاب ابن جماعه ، خاصه انها تظهر اساطين مكه في كل الحقب التي مرت عليها خاصه ان الاساطين كانت محل اهتمام الحكام المصريين الذين اصروا علي تجديدها وكتابه اسمائهم قبل ذهاب المحمل وكسوة الكعبة للبد الحرام.

لكن يبقي السؤال لماذا لم يكتب رشدي ذكرياته كحاج واكتفي باوراق دون فيها ابتهالاته "جنب كتاب ابن جماعه وهي الابتهالات الرائعه" "اللهم ارحمنا اذا نسي اسمنا واندرس رسمنا وانطوي ذكرنا فلم يذكرنا ذاكر ولم يزرنا زائر"، ربما كتب ذكرياته اوربما شغله حضور الموت ان يسرد حياته كحاج حمل الموت في جوانحه في بلاد الحرم المكي مثلما حمله وهو يقاتل كجندي محارب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل