المحتوى الرئيسى

كيف سعى المستشرقون واليهود لتشويه صورة الحج ؟

10/25 14:09

 كان الحج وما يزال موضع اهتمام من الباحثين الغربيين يدرسون شعائره ومشاعره عقدياً وتاريخياً واجتماعياً وجغرافياً وثقافياً. وقد وُجد منهم من اعد رسائل جامعيه حول الحج حصل بها علي اعلي الدرجات العليمه، كما ادعي بعضهم الاخر انه مسلم ليشارك في رحله الحجاج الي البلدين المقدسين مكه المكرمه والمدينه المنوره، والمشاعر المقدسه ، وقدم لبني قومه صوره واضحه عن الحج.

ومن كتاباتهم يتبين ان المستشرقين ينهمكون في النظر الي الحج علي انه مجموعه من الطقوس والشعائر يدرسون ظاهرها ويحاولون ربطها بالشعائر الوثنيه، ويربطونها بالحج عند الامم الاخري.

ونظراً لحرصهم علي تعمد تشويه هذه الشعيره العظيمه من شعائر الاسلام فانهم لا يرون النصوص القرانيه والحديثيه، اما لماذا اهتم هؤلاء المستشرقون بالحج فلان هذا الركن العظيم من اركان الاسلام يجمع بين اركان الاسلام الاخري، فلا يصح الحج الاّ من مؤمن موحد، وفي الحج اقامه للصلاه  وفيه انفاق للمال، وقد يحتاج الحاج الي الصوم اذا كان عليه فديه لم يستطع اداءها فيصوم اياماً في الحج ويكمل الباقي اذا عاد الي بلده.

وقد نشرت صحيفه "المدينه المنوره" السعوديه في احد اعدادها بحثاً عن المستشرقين والحج تناول نماذج من كتابات بعض المستشرقين.

من اشهر من درس الحج، المستشرق الهولندي سنوك الذي سافر الي مكه واعد رساله للدكتوراه عن "الحج"، واتبع المستعمر سياسات لمواجهه رحله الحج منها: تخويف الناس من الامراض وبث الشائعات عن انتشارها في مكه، التخويف من خطوره الطريق الي الحج، بل وتشجيع القرصنه وقطع الطريق علي الحجاج، دفع البعض الي الافتاء بتوقف الفريضه بسبب الاضرار التي يصاب بها الحجاج حتي توقفت في بعض الاماكن.

وتحت عنوان "اصل الحج في الاسلام" يقول الهولندي فنسنك "ان الوقوف في سهل عرفات من اهم مناسك الحج، فالحج بدون الوقوف باطل في الاسلام، وانما يفسّر هذا الامر بانه اثر لفكره جاهليه، وقد وازن "هوتسما " بين الوقوف وبين اقامه بنى اسرائيل علي جبل سينا. كما ربط – عمدا – بين ثوب الإحرام لدي الحجيج والثوب المقدس عند قدماء الساميين وكهنه اليهود، ونفس الحال طبقه علي اختيار اللون الابيض الذي يعد مقدسا في كثير من الاديان ولتحريم لبس الحذاء وتغطيه الراس والذي ربطه ايضا بالعادات الساميه القديمه.

ومن المستشرقين الذين تناولوا الحج في معرض حديثهم عن الاسلام المستشرق الفرنسي هنري ماسيه حيث ذكر في كتابه الاسلام عن الحج قوله:

" ويحتفظ الحج باهميه رئيسيه سواء كان بسبب نتائجه السياسيه والاقتصاديه او بسبب قدمه، وبالفعل فهو يبدو مزيجاً من البقايا الوثنيه والطقوس الجديده والمزارات التي يزورها الحاج في مكه هي اماكن عباده قبل الاسلام."

علي جانب آخر ادعي استاذ المستشرقين اليهودي المجري جولدزيهر ان عبد الملك بن مروان منع الناس من الحج ايام محنه عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، وبني قبه الصخره في المسجد الاقصى ليحج الناس اليها ويطوفوا حولها بدلاً من الكعبه، ثم اراد ان يحمل الناس علي الحج اليها بعقيده دينيه، فوجد الزهري وهو ذائع الصيت في الأمه الإسلاميه مستعدًا لان يضع له احاديث في ذلك، فوضع احاديث منها حديث:"لا تشد الرحال الا الي ثلاثه مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الاقصي".

يقول خالد الطويلي ان اول من ادّعي الوصول الي مكه المكرمه من المستشرقين جون كابوت عام 1480م . اي قبل 12 عاماً من سقوط الاندلس واكتشاف أمريكا، اما اول سجلّ وصلنا حول رحله مستشرق الي الحج فكان حول رجل ايطالي يدعي لودفيجودي فارتيما عام 1503م ، دخلها بوصفه جنديا في حرس المماليك وانتحل اسم "يونس المصري".

ويذكر فارتيما ان مكه المكرمه لم تكن مسوّره ، لان اسوارها هي الجبال الطبيعيه التي تحيط بها، ولها اربعه مداخل، ويقول عن كثره الحجاج انّه لم يجد مطلقاً، من قبل، مثل هذا العدد من الناس يجتمع في بقعه واحده من الارض.

قد كان للمستشرقين والجواسيس رحلات حج مدوَّنه، فمنها رحله سرّيه للضَّابط الروسي عبدالعزيز دولتشين علي اعتاب القرن العشرين الميلادي، ورحله جوزيف بتس وهو اول انجليزي في التَّاريخ الحديث يزور مكه، ورحله الفرنسي ليون روش في منتصف القرن التَّاسع عشر الميلادي؛ وقد اتَّخذ اسماً عربياً يتَّخفي تحته؛ فسمّي نفسه عمر بن عبد الله، وكان غرضه سياسياً خالصا؛ حيث حاول الوصول الي شريف مكة واستصدار فتوي شرعيه تحرِّم الجهاد ضد الفرنسيين في الجزائر وتجعله من باب القاء النَّفس الي التهلكه!

جوزيف بيتس شاب انجليزي من اهالي اوكسفورد، كان شديد التعلّق بالبحر وعندما بلغ الخامسه عشره من عمره التحق بسفينه كانت متوجهه الي امريكا عام 1678م ، وفي طريق العوده علي مقربه من الشواطي‏ء الاسبانيه، هاجم قراصنه جزائريون السفينه واسروا اعضاءها ونقلوهم الي العاصمة الجزائريه، حيث بيعوا في السوق عبيدا .

قام بيتس برفقه سيده الجزائري بالحج الي مكه والمدينه في اواخر القرن السابع عشر . ثم تمكّن من الفرار، ونشر قصه رحلته في بريطانيا سنه 1704م بعنوان "وصف امين لديانه واخلاق المحمديين"، وهي قصه فيها بعض الاخطاء والمبالغات الشائعه في الكتب المعاصره له. ولكن الكتاب اجتذب اهتماماً كبيرا حيث كان بيتس من اوائل الانجليز الذين دخلوا شبه الجزيره العربيه ووصفوا شعبها، والاماكن المقدسه فيها وشعائر الحج في مكه.

وهذا الرجل نظر بازدراء لاهل مكه ولطبيعه البلاد الجافه راهم يميلون للفقر والنحافه، وذكر ان سلطان مكه يقوم شخصيا بغسل الكعبه بماء زمزم ثم بالماء المطيّب المعطّر "وحينما يقومون بهذه العمليه ترفع السلالم التي تؤدّي الي بيت اللّه‏، ولذلك يحتشد الناس تحت الباب ليدفع ماء الغسيل عليهم حتي يتبللوا به من الراس الي القدم . ثم تقطع المكانس التي يكنس بها البيت قطعا صغيره ، وترمي عليهم فيتلاقفونها، ومن يفز بقطعه منها يحتفظ بها كاثر".

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل