المحتوى الرئيسى

ابتكار ألماني: جهاز رادار يكشِف ما تستره الجدران

10/25 11:26

القدره علي الرؤيه من خلال الجدران لم تكن تتوفر الي وقتنا الحاضر سوي لدي ابطال افلام الخيال العلمي، الذين يتمتعون بقدرات خارقه، مثل سوبرمان. وهو الرجل الخارق الذي كان يَستخدِم في افلامه الاشعة السينية ليري ما استتر عنه بين الحيطان وخلفها، بهدف التعرف في حالات الطوارئ علي المجرمين والقبض عليهم.

معرفه ما يدور خلف الجدران ميزه يتمني عناصر الشرطه ورجال الانقاذ والاطفاء الاستفاده منها في عملهم علي ارض الواقع. وها هم اليوم يبلغون مبتغاهم، ولكن ليس من خلال الرؤيه بواسطه الاشعه السينيه كما كان يفعل سوبرمان، بل من خلال تقنيه اخري وهي: تقنيه هوائيات الرادار، او ما تُعْرَف بالانتينات، وهي مُرسِلات ومُستقبِلات للموجات الكهرومغناطيسيه.

الباحث رودولف تسيتيك يريد تسهيل مهمات رجال الانقاذ والاطفاء والشرطه من خلال جهازه...

قام الباحثون في جامعه الميناوالتقنيه في المانيا ببناء حائط من الطوب. ووضعوا امام الجدار قائِماً يحمل ثلاثه اقماع معدنيه مخروطيه الشكل، وكل قمع منها بحجم يد الانسان. وقد تم تصميمها بحيث يكون بعضها الي جانب بعض علي خط افقي: وتفصل كل قمع عن الاخر مسافه حوالي عشرين سنتيمتراً. وفتْحَه كل قمع من الثلاثه موجَّهَه مباشرهً باتجاه الحائط؛ وما هذه الاقماع الثلاثه الا هوائيات راداريه تَصْدُر منها موجات ذات طيف ترددات واسع.

الباحث رودولف تسيتيكيستطيع النظر من خلال هذا الرادار عبر الجدار، ويقول بهذا الشان: "نقوم من خلال الرادار بارسال موجات كهرومغناطيسية عبر الجدار. وحين تشتمل هذه الموجات علي ترددات منخفضه تكون الموجات قادره علي اختراق الجدران بسهوله. وبعد اختراقها للحائط تصطدم مثلاً بشخص واقف خلف الجدار، وتنعكسُ من سطح جسده مرتدهً في الاتجاه المعاكس وعائدهً الي مصدر اطلاقها، حيث توجد مستقبلات للموجات، تُمكِّننا من قياس شده الموجات الكهرومغناطيسية العائده".

ويتم تحويل الموجات الكهرومغناطيسيه العائده الي اشارات كهربائيه، يتم ادخالها عبر جهاز استقبال الي جهاز كمبيوتر. وفي حاله عدم وجود شخص وراء الجدار نشاهد علي شاشة الحاسوب اشارات عشوائيه تسمي بالضجيج. وتصبح شاشه الحاسوب في هذه الحاله شاشه تلفزيون تنعدم فيها ملامح اي صوره، وتظهر عليها نقاط عشوائيه.

اذا كان ثمه شخص وراء الجدار، تتحرك النقاط العشوائيه علي شاشه الكمبيوتر، وترتصّ مكُوِّنهً خطوطاً متموجه...

ولكن اذا كان ثمه شخص وراء الجدار، تتحرك النقاط العشوائيه علي شاشه الكمبيوتر. وترتصّ مكُوِّنهً خطوطاً متموجه: تتقارب اكثر فاكثر وتصبح اكثر كثافه. ويتغير حتي لونها، كاشفهً عن ملامح الشخص الواقع خلف الحائط. ويقول رودولف تسيتيك: "نكتشف من خلال ذلك انْ كان هناك شخص ما وراء الجدار، كما نعرف انْ كان هذا الشخص يتنفس او انْ كان قلبه يخفق. وهذا يعني تمكُّنَنا من كشف الاشخاص المُغمي عليهم او المصابين بحاله غيبوبه تحت الانقاض بعد حدوث الزلازل مثلاً".

ومن يشاهد شاشه الكمبيوتر وليس من الخبراء، فلن تتضح له علي الفور الاحداثيات الدقيقه لموقع الشخص الموجود خلف الحائط. ولكنّ خبراء البرمجه والكمبيوتر في جامعه الميناوالتقنيه قادرون علي تحديد الكثير من ذلك، مثلا مدي المسافه الفاصله بين الشخص المعني وبين جهاز ارسال الموجات الكهرومغناطيسيه، وكذلك انْ كان الشخص يتحرك، واتجاه حركته مقترباً ام مبتعداً. ولتحديد الموقع الدقيق للشخص المحصور بين الجدران، يحتاج الباحثون الي جهاز هوائي اخر.

اعمال الانقاذ تتطلب اجهزه سريعه ودقيه

الباحثه سنيجانا يوفانوسكا تشارك في تصميم جهاز يعثر علي الاشخاص الاحياء المطمورين تحت الانقاض..

الباحثه سنيجانا يوفانوسكا وضعت هذا الجهاز الاضافي علي حائط اخر قريب من الجدار الاول. وبهذا، يمكن الان استقبال معلومات الموجات من اتجاهات مختلفه، وذلك بمساعده برنامج كمبيوتر تنتج عنه صوره ثنائيه الابعاد. وتقول يوفانوسكا بهذا الصدد: "عند توزيع اجهزه الاستشعار في جميع انحاء المكان، يمكن تكوين فكره افضل حول ما هو موجود في هذا المكان، ومعرفه فيما اذا كان الاشخاص الموجودون فيه يتحركون، وفيما اذا كانوا علي قيد الحياه. كما يتم اكتساب الكثير من المعلومات حول البيئه المحيطه بالمكان، مثلاً: يمكن معرفه انْ كان رجال الاطفاء محاصرين داخل احد المباني وانْ كانوا في خَطر ام لا".

وبهذه الطريقه يمكن للشرطه معرفه ما يجري لاشخاص رهائن في بناء مغلق، حين يتحصّن بهم الخاطفون او يستخدمونهم كدروع بشريه. ولان عمل الشرطه يتطلب معلومات دقيقه وسريعه، يقوم الخبراء بتصميم شاشه العَرْض في الكمبيوتر، بحيث تكون واضحه وسهله الفهم قدر الامكان. ويوضح رودولف تسيتيك  ذلك قائلا:"نقوم باظهار المعلومات الاساسيه فقط علي شاشة العرض التابعه للحاسوب، ليستفيد منها مستخدموها بشكل سهل.

الرنين المغناطيسي يكشف المولَعِين جنسياً بالاطفال

يد اليه تعمل باشارات دماغيه لمساعده المصابين بالشلل

وتظهر مثلا علي الشاشه منطقه سوداء مربعه الشكل، ونقوم باظهار الاشخاص المحصورين داخل احدي الغرف المغلقه، بحيث تبدو اجسادهم في الصوره علي شكل نقاط خضراء في هذه المساحه المربعه السوداء علي الشاشه". ويضيف قائلاً: "وبعد ذلك يمكن اغلاق الشاشه ومن ثمّ تغيير اعداداتها وتشغيلها لتظهر عليها معلومات اخري: كمدي سرعه او بُطء تنفس الشخص المحصور بين الجدران. وبذلك، نستطيع الكشف عن الحاله الصحيه لهذا الشخص".

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل